تنحصر زراعة الأرز في بعض المناطق الوسطى والجنوبية من العراق، ولكن المساحة المزروعة بدأت تتناقص بسرعة بسبب انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات وما نتج عن ذلك من ارتفاع في مستويات ملوحة التربة.
وفي هذا السياق، قال عون ذياب عبد الله، مسؤول رفيع المستوى في وزارة الموارد المائية: "إننا نواجه وضعاً صعباً للغاية هذا الصيف بالنسبة للأراضي التي تتم زراعتها بالأرز في وسط وجنوب العراق، إذ سنكون مضطرين لتقليص المنطقة المزروعة إلى النصف".
وأضاف قائلاً: "نتوقع موجة من الجفاف في الأهوار هذا الصيف".
وأوضح عبد الله أن 68,750 هكتاراً من الأراضي قد زرعت بالأرز خلال عام 2008 في المحافظات الوسطى والجنوبية في النجف والديوانية والسماوة وأجزاء من بابل ولكن سيتم تقليص المساحات المزروعة بنسبة 50 بالمائة هذا الصيف "بسبب نقص المياه".
ووفقاً لتقرير صدر عام 2007 من إعداد عباس خضر وفليح عبد الحميد جابر من محطة المشخاب لبحوث الأرز في النجف، فقد وصل مجموع المساحة المزروعة بالأرز في تلك السنة إلى 125,000 هكتار أنتجت حوالي 400,000 طن من أنواع الأرز المختلفة المفضلة محلياً.
تركيا تسمح بمرور المزيد من المياه
من جهته، أفاد علي الدباغ، المتحدث باسم الحكومة العراقية، في 24 مايو/أيار، أن تركيا التي يصب منها نهرا دجلة والفرات، وافقت على زيادة تدفق المياه في نهر الفرات بمعدل 130 متراً مكعباً في الثانية ابتداء من 22 مايو/أيار.
وإذا كان الدباغ قد رحب بهذه الخطوة، إلا أن عبد الله من وزارة الموارد المائية شكك في جدواها، حيث قال: "هذا لا يكفي. إنها خطوة متواضعة جداً ومتأخرة للغاية ... لقد طلبنا منهم الإفساح عن 350 متراً مكعباً في الثانية في مارس/آذار ورفع ذلك إلى 700 متر مكعب في الثانية بحلول شهر نوفمبر/تشرين الثاني".
وأوضح عبد الله أن الوضع حرج للغاية في ظل امتلاك تركيا لخمسة سدود كبرى على نهر الفرات بالإضافة إلى السدود السورية. وأضاف أن جميع حقول الأرز تعتمد على نهر الفرات بشكل خاص. كما أن بعض روافد نهر دجلة في بعض المناطق تصب في نهر الفرات ولذلك فإن مستويات المياه في النهرين معاً تؤثر على زراعة الأرز في العراق.
بدوره، قال مهدي القيسي، وكيل وزارة الزراعة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "للأسف أصبح من المستحيل بالنسبة لنا زراعة الأرز هذا العام مثلما حدث في السنوات السابقة بسبب النقص الحاد في المياه بالرغم من الزيادة الجديدة في تدفق مياه نهر الفرات".
أما رحيم محمد خزعل، المحلل في جامعة الديوانية، فقد أوضح أن كميات المياه المتدفقة حديثاً "لا تلبي احتياجاتنا الحقيقية للمياه في هذا الصيف". وأضاف أن بعض المزارعين قد يضطرون لمغادرة مناطق الزراعة التقليدية بحثاً عن عمل آخر.
والنتيجة هي أن العراق سيضطر لاستيراد المزيد من الأرز، وهو أمر لن يكون سهلاً نظراً لميزانيته المحدودة نتيجة انخفاض أسعار النفط، حسب خزعل.
"