قال مسؤولون أمميون وأطباء محليون بأن مئات العائلات الفلسطينية التي تعيش في خيام بعد أن غمرت مياه الصرف الصحي قريتهم البدوية أم نصر الواقعة شمال قطاع غزة، بحاجة ماسة للأدوية والبطانيات.
وكانت القرية قد تعرضت لانهيار أحواض الصرف الصحي في السابع والعشرين من آذار/مارس الماضي مما أدى إلى غمر المنازل بالمياه الآسنة وأودى بحياة خمسة أشخاص من سكان القرية وتشريد حوالي 300 عائلة تعيش اليوم داخل خيام نصبت في المناطق المرتفعة في أم نصر.
وقال الدكتور عبد الرحمن شهوان من مستشفى بلسم العسكري القريب من القرية: لا يوجد لدينا كميات كافية من الأدوية والبطانيات لهؤلاء الأشخاص".
وعلى الرغم من أن العائلات أصبحت بمنأى عن خطر الغرق بسبب ما يسمونه "تسامي" الصرف الصحي، ولكنها ما زالت تواجه مشاكل صحية جمة.
وقال شهوان أن تواجد العائلات بالقرب من مياه الصرف الصحي يزيد من خطر إصابتهم بأمراض جلدية تسببها الحشرات التي تنقل السموم من المياه الملوثة إليهم، بينما تسبب الأبخرة المتصاعدة أمراضاً تنفسية مثل الربو.
وقال أيضاً أن "بعض الناس لديهم أمراض جلدية تغطي جميع أجزاء جسدهم بينما يعد تنفس الغاز المتصاعد من مياه الصرف الصحي أمر غير صحي. نحن بحاجة إلى مضادات حيوية وأدوية مقاومة للحساسية وكريمات جلدية".
وعلى الرغم من إقامة مراحيض مؤقتة بين الخيام للأشخاص الذين تم جلاؤهم عن القرية ولكن يتوجب على هؤلاء الذهاب إلى بيوتهم المدمرة والملوثة للاستحمام.
كما أن الطقس الدافئ لا يلغي الحاجة للبطانيات التي لا تملك العائلات أعداداً كافية منها حيث لجأ البعض منهم لإشعال النار داخل الخيام التي يقطنون بها.
أما بيوت وشوارع أم نصر، فهي الآن مطمورة تحت الرمال التي جرفتها المياه والتي يصل ارتفاعها إلى أكثر من متر، مخلفة الأجزاء العلوية فقط من أبواب المنازل ظاهرة للعيان.
وقد قام سكان القرية بالكتابة على جدران منازلهم في قرية أم نصر واصفين الحادثة "بالكارثة" ومعبرين عن رفضهم للعودة إلى القرية. وتقول إحدى العبارات التي كتبت على جدران أحد المنازل "لن نعود إلى الموت".
كما يقول السكان بأنهم وافقوا على الانتقال إلى مكان آخر ربما يكون بالقرب من مستوطنة غوش قطيف جنوب قطاع غزة ولكنهم طالبوا أيضاً بأن يسمح لهم ببناء منازلهم الخاصة.
وقال يوسف ميلاد، 32 عاماً، وهو أحد سكان القرية الذي يعيش الآن مع زوجته وأبنائه الأربعة في إحدى الخيام: "بالتأكيد لا نريد العودة إلى أم نصر. لقد وافقنا على الانتقال من هنا ولكننا نريد أن نبني بيوتنا كما نشاء".
وقال يوسف أيضاً الذي يعي أن الانتقال إلى منزل جديد سيأخذ بعض الوقت: "إنها البداية فقط وليس لدينا أدنى فكرة عن المدة التي ستحتاج إلى ذلك"."