يقف دانيال هيماوان البالغ من العمر 11 عاماً صامتاً ينظر إلى أمه وهي تمسح أرض بيتهم المدمر بفعل الزلزال الذي ضرب إقليم غرب سومطرة بإندونيسيا ثم يقول: أنا خائف من أن يضربنا زلزال آخر".
وتقول والدة دانيال أن الطفل أصبح شديد العصبية بعد أن تسبب الزلزال في إسقاط حائط بيتهم في بادانج، عاصمة الإقليم وأنه "كلما حصلت أية ارتدادات، يهرع إلى الخارج هارباً".
وكان الزلزال الذي ضرب الإقليم يوم 30 سبتمبر قد خلف 625 قتيلاً وتسبب في فقدان 295 شخصاً آخراً اعتبروا في عداد القتلى. ويرى المسؤولون أن بقاء العديد من الأشخاص عالقين تحت حطام المباني قد يرفع عدد الوفيات أكثر.
وفي ظل تركيز جهود الإغاثة على الناجين فقط بعد أن تم وقف عمليات البحث في 5 أكتوبر، قامت الحكومة ومنظمات الإغاثة بإرسال موظفين لمساعدة الناس على التعافي من آثار الصدمة. ففي منطقة بادانج باريامان الأكثر تضرراً بالزلزال، بدت آثار الصدمة والضغط جلية على الناجين الذين تحطمت بيوت العديد منهم، حسب رضوان غوستيانا، وهو طبيب يعمل لدى منظمة إيبو الخيرية المحلية. وقال رضوان لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الناس "يفزعون بسرعة. وقد اشتكى البعض منهم من الوهن وعدم القدرة على النوم ولكن عندما فحصناهم لم نجد لديهم أية مشكلة عضوية". وأضاف أن "بطء وصول المساعدات يزيد من سوء أوضاع الناجين".
الأطفال المتضررون
وحسب الخبراء، فإن الأطفال على وجه الخصوص معرضون للصدمة التي تلي الكوارث. وتتراوح الأعراض بين صعوبة النوم والكوابيس وسهولة وسرعة الغضب. ويرى سيتو موليادي، رئيس اللجنة الإندونيسية لحماية الطفل أن "الأطفال عادة ما يُهملون خلال فترة الطوارئ عندما تكون الأولوية لإنقاذ الأرواح. ولكن بعد انتهاء فترة الإجلاء الآن سيولى اهتمام أكبر بالأطفال".
وكانت اللجنة قد أرسلت فريقاً من عشرة أشخاص إلى بادانج في 2 أكتوبر لتوفير المساعدة النفسية والاجتماعية للأطفال. وقد أنشأت أيضاً مركزاً أطلقت عليه اسم "البيت السعيد" حيث يحصل الأطفال على فسحة للعب والغناء والاستماع للقصص.
من جهتها، أفادت منظمة وورلد فيجن الإنسانية أن الأطفال الناجين معرضون لاضطرابات نفسية وصدمات طويلة الأمد إذا لم يحصلوا على المساعدة. وستقوم المنظمة بفتح 13 فضاء صديقاً للأطفال حيث يمكن للأطفال اللعب وتعلم المهارات الأساسية لمساعدتهم على التأقلم مع الضياع والصدمات التي عانوا منها والحصول على فرصة للتعليم غير الرسمي.
وفي هذا السياق، أفادت تمارا توتنجيفيك، مستشارة حماية الطفل بمكتب المنظمة لمنطقة آسيا والمحيط الهادي: "من الضروري إعطاء الطفل مكاناً آمنا يستطيع اللعب فيه، ومنحه شعوراً بالاستقرار وبعودة الأمور إلى طبيعتها وإشراكه مع أصدقائه وإبعاده عن كل التوتر المحيط به".
وترى منظمات الإغاثة أن المدارس بشكل خاص توفر شعوراً بعودة الأمور إلى طبيعتها بالنسبة للأطفال في أوقات الكوارث. وقد فتحت المدارس في بادانج أبوابها من جديد في 5 أكتوبر إلا أن منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) أفادت أن 68,000 طفل فقط، أي 40 بالمائة من مجموع الأطفال، هم الذي قدموا إلى المدارس. وكانت اليونيسف قد أنشأت الفصول الـ250 الأولى لتوفير مناطق تعلم مؤقتة في المدينة. وترى المديرة القطرية لمكتب اليونيسف في إندونيسيا، أنجلا كيرني، أن "هذه علامة مهمة على أن الحياة ستعود إلى طبيعتها بالنسبة للأطفال المتضررين من هذه المأساة".
وجاء في تصريح صادر عنها أن "العديد من الأطفال الذين التقيت بهم بين أنقاض المباني المحطمة في بادانج أعربوا عن مخاوفهم من المستقبل... وهم خائفون من المزيد من الصدمات وفقدان بيوتهم وعدم العودة إلى المدارس".
atp/ey/mw – az/dvh
"