أفاد عمال إغاثة وسكان محليون أن مئات الأشخاص المتضررين من الزلزال في مقاطعة نانغارار في شرق أفغانستان يحتاجون للمأوى ومياه الشرب بالإضافة إلى المزيد من المواد الغذائية والخدمات الصحية المحسنة.
حيث قال عبد المتين إدراك، مدير الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث بأفغانستان لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 19 أبريل/ نيسان أن المتضررين في "أمس الحاجة لتوفير المأوى والمياه الصالحة للشرب".
وفي محاولة منها لسد هذه الحاجة، قامت عدد من الجهات المانحة بتوفير مستلزمات الإغاثة الطارئة بما فيها الخيام والمعلبات والمواد الغذائية وذلك في إقليمي شيرزاد وهيساراك اللذين تضررا في 16 أبريل/ نيسان بهزتين أرضيتين بلغت قوتهما 5.5 و 5.1 درجة بمقياس ريختر، حسب الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث بأفغانستان. كما تظهر آخر إحصاءات الهيئة أن الزلزال تسبب في مقتل 21 شخصا وجرح 59 شخصا آخر، وألحق أضرارا مختلفة بحوالي 500 أسرة.
وقد صرحت السلطات الإقليمية أنه تم تقديم مساعدات مالية للأسر الأكثر تضررا، في حين أفاد العديد من السكان المحليين أنهم لم يحصلوا إلا على مساعدات ضئيلة أو تكاد تكون معدومة. حيث قال أحد المتضررين بمنطقة شيرزاد التي تبعد بنحو 60 كيلومترا جنوب غربي جلال آباد ، عاصمة إقليم نانغارار، أن "المساعدات جد ضئيلة وقد اقتصرت أحيانا على الكلام فقط". كما اشتكى متضرر آخر بقوله: "لقد قضينا ليلتين في العراء في هذا الطقس البارد ".
وقد بدأت وكالات الإغاثة الإنسانية عمليات تقييم الاحتياجات من أجل ضمان تنسيق الاستجابة الإنسانية. كما قام برنامج الأغذية العالمي برحلة جوية فوق المنطقة لتقييم مدى الضرر الذي لحق بها.
وفي هذا السياق، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن "التقارير المبدئية تشير إلى أن البلاد تتوفر على ما يكفي من الدعم الإنساني والقدرة على الاستجابة".
من جهته، أفاد حلف الناتو أن القوات المسلحة الأفغانية والدولية قامت بتوزيع المساعدات الغذائية وغير الغذائية في نانغارهار.
تدمير البيوت والإضرار بسبل العيش
لم يتم التبليغ عن أي انقطاع في الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء ومياه الشرب والرعاية الصحية والاتصالات السلكية واللاسلكية، في أي من الإقليمين النائيين بالرغم من التبليغ عن تعرض 290 منزلا لدمار كامل، وتعرض مئات المنازل الأخرى لأضرار متفاوتة، وفقا لعبد المتين إدراك، من الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث بأفغانستان.
كما تعرضت سبل عيش عشرات الآلاف من الناس للضرر بعد فقدانهم لمواشيهم وتعرض أراضيهم الزراعية للتلف، حسب عمال الإغاثة.
وقد صرحت الحكومة أنها ستدفع تعويضات للأسر المتضررة بقيمة 30,000 أفغاني (حوالي 600 دولارا) مقابل كل وفاة وحوالي 200 دولار لكل منزل تضرر من أثر الزلزال، الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث بأفغانستان.
وتجدر الإشارة إلى أن أجزاء من شرق وشمال شرق ووسط أفغانستان معرضة لموجات زلزالية، وقد تسبب انتشار البناء العشوائي المتدني المستوى وضعف البنية التحتية الأساسية وغياب الوعي بمخاطر الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى في تفاقم هذا الضعف الطبيعي الذي تعاني منه البلاد.
وكانت آخر هزة أرضية كبيرة هي تلك التي شهدتها البلاد في 4 فبراير/ شباط 1998، عندما ضرب زلزال بلغت قوته 6.1 درجة إقليم تخار شمال شرق البلاد وتسبب في مقتل نحو 3650 شخص وتدمير ألاف المنازل وتشريد عشرات الآلاف من الأشخاص، وفقا لجمعية الهلال الأحمر الأفغانية.
"