ففي بادانج، عاصمة الإقليم، انهارت المدارس والمحلات التجارية والمكاتب الحكومية إثر زلزال 30 سبتمبر لتدفن تحت أنقاضها مئات الناس لا زالت جثت العديد منهم عالقة تحت الحطام. وقد وصل عدد القتلى جراء الزلزال إلى 704 قتيل حتى 7 أكتوبر بالإضافة إلى 295 غيرهم اعتبروا في عداد المفقودين.
وقد ألحق الزلزال أضراراً بالغة بحوالي 200,000 منزل و2,000 مبنى آخر، نصفها دمر كلياً، حسب بيانات الحكومة المحلية.
وفي هذا السياق، أفاد فيرمان دليل، مدير إدارة المباني والبيئة بغرب سومطرة أن "جودة البناء تعاني من مشاكل عدة... فبالرغم من القوانين التي تنص على ضرورة تولي جهات معتمدة فقط بناء المباني ولكن تطبيق هذه القوانين لا يتسم بالصرامة".
وأضاف دليل أن حكومة الإقليم تخطط لإنشاء مجلس بناء يُعنى بضمان مطابقة مخططات البناء للمقاييس الموضوعة من قبل الحكومة، موضحاً أن "هناك تعليمات بخصوص البناء المضاد للزلازل على المستوى الوطني ولكن سيتم التركيز على ذلك أكثر في غرب سومطرة".
من جهته، أفاد محافظ غرب سومطرة، غموان فوزي، أن المصالح المعنية بالمنطقة ستصدر قانوناً داخلياً حول مقاييس البناء، مشيراً إلى أن "العديد من المباني في بادانج وبادانج باريامان والمناطق الساحلية دون المستوى المطلوب... فالعديد من البيوت لا تتوفر على دعائم فولاذية مما جعلها تنهار خلال الزلزال".
بادانج الأكثر عرضة للخطر
ويرى الجيولوجيون أن بادانج قد تواجه زلزالاً كبيراً من شأنه أن يتسبب في تسونامي قد يغرق البلاد بأكملها. وكانت بادانج وبادانج باريامان الأكثر تضرراً من جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة الشهر الماضي وكان بقوة 7.6 درجة على مقياس ريختر. ومنذ ذلك الحين، حصل 582 ارتداداً، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وقالت نورسية، البالغة من العمر 55 عاماً أن بيتها في منطقة نانجالو بالقرب من بادانج انهار خلال زلزال بقوة 6.3 درجة كان قد ضرب المنطقة في مارس 2007، ثم انهار مرة أخرى في زلزال 30 سبتمبر. وتساءلت قائلة: "هل هناك طريقة ليتمكن بيتي من الصمود في حالة حدوث زلزال آخر؟". وكانت نورسية قد حصلت على تعويض من الحكومة قدره 15 مليون روبيه (1,500 دولار) بعد زلزال عام 2007، وهو مبلغ لم يكن كافياً لبناء بيت قوي من الإسمنت يستطيع تحمل هزة قوية.
وقد أفادت منظمة مهندسو الطوارئ، وهي منظمة غير حكومية مقرها فرنسا، أنها تقوم بتقييم سلامة المباني في الإقليم بالتعاون مع خبراء محليين وتخطط لبناء منازل دائمة مضادة للزلازل لصالح الناجين. وقال دايفيد رابابور من مكتب المنظمة في أستراليا أنه "من الضروري بالنسبة لأية مشاريع بناء مستقبلية أن تأخذ بالاعتبار مسألة وجودنا في منطقة زلازل عندما نقوم بتصميم وهندسة وبناء المباني....فاحتمال الزلازل سيزداد في المستقبل".
الصورة: جفري أريز/إيرين |
عمال الإغاثة يحاولون إخراج الضحايا من كلية برايوغا، غرب سومطرة |
المأوى المؤقت
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير صادر عنه بتاريخ 6 أكتوبر أن أكثر من 100,000 منزل في بادانج تعرضت لأضرار وأن ما بين 70 و100 بالمائة من المنازل السكنية في القرى الصغيرة ببادانج باريامان تضررت بشكل يصعب معه ترميمها أو إصلاحها.
وقد أقام القرويون مساكن إيواء مؤقتة أمام بيوتهم وبدؤوا يحاولون جمع وإعادة تدوير مواد البناء بما فيها ألواح التسقيف والخشب والطوب، حسب التقرير الذي أشار إلى أنه يمكن إعادة استعمال ما بين 40 و70 بالمائة من هذه المواد.
وأفاد المحافظ فوزي أنه قد تم إيواء حوالي نصف الناجين، وأضاف بالقول: "نحتاج إلى 100,000 خيمة على الأقل. وقد استطعنا حتى الآن توفير 50 بالمائة من الاحتياجات".
وأوضح أن الناجين لا يحتاجون جميعهم للخيام، "لأن العديد منهم يقيمون مع أقارب لهم نجت بيوتهم من الأضرار. كما يمكن للناس استعمال المساجد والمدارس عندما تكون خارج فترة الاستخدام العادي لها بالإضافة إلى قاعات الاجتماعات".
وقد استمر موظفو الإغاثة بتوزيع مواد الإغاثة الإنسانية، حيث قامت المروحيات وسيارات الدفع الرباعي بتوصيل المؤن إلى المناطق النائية التي اشتكى الناجون فيها من تأخر حصولهم على المساعدات في السابق. كما رست خمس سفن محملة بالمواد الغذائية وعُدَد تطهير المياه بميناء بادانج في 7 أكتوبر، حسب آدي إدوارد، مدير وكالة تنسيق الطوارئ بالإقليم.
وقد أعلنت غرب سومطرة أن عمليات إعادة الإعمار والتأهيل ستبدأ في الأول من نوفمبر 2009.
"