يسمى آخر طريق جبلي تعبره متوجهاً إلى قرية هاتسوي في ليسوتو "يا إلهي ساعدني أعبر"، وبعد الوصول إلى القرية والمكوث فيها لعدة أيام يمكنك وبسهولة إدراك سبب هذه التسمية.
ولكن جبال ليسوتو شهدت انخفاضاً كبيراً في كمية الثلوج والأمطار المتساقطة خلال السنوات القليلة الماضية وأصبح الحصاد الضئيل هو الواقع الجديد بالنسبة لسكان القرية.
وقال بولوسي ليباكينغ، وهو أحد وجهائها: "ستكون حياتنا صعبة للغاية لأننا لا نملك أي طعام... وحتى عندما تنمو المحاصيل بشكل جيد فإنها لا تنتج ما يكفي لتوفير الغذاء للأسر".
وفي منطقة غرب إفريقيا، تتسع مساحة الصحراء بمعدل كيلومتر مربع واحد سنوياً وقد أصبح الناس يبحثون يائسين عن المياه لأنفسهم وحيواناتهم.
وعن ذلك قال عليوني مهدي، من بدو موريتانيا: "عندما كنت صغيراً، كان من السهل علينا الحصول على الماء ولكن الأمر ليس كذلك هذه الأيام... ففي بعض الأوقات أضطر لحفر 12 بئراً ومع ذلك لا أجد الماء... إنها مشكلتنا الكبرى".
وإذا انتقلنا جنوباً إلى بلدة سانت لويس السنغالية فسنجد مختار غايه وجيرانه يعانون كذلك من مشكلة في المياه ولكنها من نوع آخر. فارتفاع منسوب المياه كل عام يعني أن البحر يقترب من منازلهم، والسؤال الآن هو متى ستغمر المياه منازلهم وليس إن كان سيحدث ذلك بالفعل.
وعن قلق السكان، قال غايه: "لا ننام جيداً ولا نستطيع الأكل جيداً أو الذهاب للعمل... فنحن نفكر في هذا الأمر في جميع الأوقات".
ولعشرات الآلاف من الموزمبيقيين، لا يأتي تهديد المياه من البحر وإنما من الأنهار، إذ فاض نهرا ليمبوبو وزامبيزي عدة مرات في السنوات القليلة الماضية، وتسببا بخسائر فادحة في الأرواح وسبل العيش.
وعن الصعوبات التي يواجهها السكان جراء ذلك، قالت أميليا ميشايي: "نقوم بتحضير المنطقة للزراعة ثم نزرع الذرة فيأتي الفيضان ويدمر كل شيء".
ويقوم الصليب الأحمر في منطقة شوكوي بتعليم الناس كيف يبنون مخازن للحبوب في الأشجار للاحتفاظ بالبذور بمأمن من الفيضان.
وعلى طول ضفاف نهر زامبيزي، تجري حالياً عملية إعادة توطين السكان في مناطق أكثر أمناً من خطر الفيضان ولكن الناس لم يعودوا قادرين على الوصول إلى مزارعهم وسبل عيشهم التي يصعب إعادة بنائها من جديد.
كما تفتك الملاريا بملايين الأفارقة كل عام، وارتفاع درجات الحرارة يعني أن البعوض الناقل للمرض سيصبح قادراً على العيش في المناطق المرتفعة التي كانت تتمتع بحصانة في السابق. وبالتأكيد فإن الأطفال وكبار السن هم الأكثر تأثراً بمثل هذه الأمراض.
ومع كل ذلك، يبدو أن التغير المناخي ترك أثراً إيجابياً في بعض الحالات. ففي الأراضي الزراعية القاحلة في شرق كينيا، تقوم منظمة غير حكومية ألمانية بمساعدة المجتمعات على حصاد المطر. وباستخدام المعالم الصخرية التي تعترض الأراضي المنبسطة يعملون على بناء خزانات لالتقاط مياه المطر بعد أن تهطل على وجه الصخر. ويتم بيع المياه بعد جمعها بسعر رمزي. وقد قامت بعض المجتمعات باستثمارها في السوق وبعضها الآخر في تقنية الري بالتنقيط، مما يثبت أنه يمكن أن يتحول ما بدأ على أنه تقنية للبقاء إلى أداة تنموية.
وقد أصبح استخدام تقنية الري بالتنقيط شائعاً في السنغال كذلك حيث تقوم منظمة غير حكومية أجنبية بتعليم المزارعين كيفية الاستفادة من هذه التقنية البسيطة التي تسمح لهم بالتحكم بمحصولهم ولا تتركهم تحت رحمة تقلبات المناخ.
"