إذا كانت منظمة غذاء إنسانية تعمل في أفغانستان بموارد محدودة تحاول الحصول على القمح بأدنى الأسعار، فقد أصبح بإمكانها الآن الرجوع إلى فهرس إلكتروني جديد وضعته الأمم المتحدة على شبكة الإنترنت لمساعدتها على التسوق.
فبمجرد النقر على National Basic Food Prices Data and Analysis Tool (فهرس بيانات وتحليل الأسعار الوطنية للمواد الغذائية الأساسية) الذي وضعته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أصبح بإمكان المنظمات الإنسانية الحصول على أسعار المواد الغذائية في 55 بلداً نامياً بالعملات والمقاييس المحلية.
وبشكل عام، لا تزال أسعار المواد الغذائية مرتفعة حسب ليليانا بالبي، الخبيرة الاقتصادية في النظام العالمي للإعلام والإنذار المبكر عن الأغذية والزراعة بمنظمة الأغذية والزراعة، التي أوضحت أن "أسعار القمح قد تكون أرخص في باكستان المجاورة، لذلك تستطيع وكالات الإغاثة استيراد القمح من هناك".
وأضافت بالبي أنه "في الوقت الذي انخفضت فيه الأسعار على المستوى العالمي، يظهر هذا المؤشر أنها لم تنخفض السرعة ذاتها أو ربما لم تنخفض بتاتاً في بعض الحالات".
وبالرغم من أن عملية تجميع هذه البيانات وتقديمها بالشكل الذي هي عليه تطلب بعض الوقت من منظمة الأغذية والزراعة إلا أن بالبي قالت: "كان من الضروري بالنسبة لنا أن نجمِّع هذه المعلومات حتى نتمكن مثلاً من استشعار أسعار الغذاء في جنوب السودان لنمكن عمال الإغاثة وصناع القرار من التحرك في الوقت اللازم إذا كانت عالية جداً".
وتظهر البيانات أن أسعار المواد الغذائية في العديد من الدول قد تضاعفت خلال خمس سنوات حيث يضطر الفقراء في الدول النامية إلى تخصيص ما بين 60 و80 بالمائة من دخلهم للغذاء. كما أن أسعار الحبوب الأساسية مثل القمح والأرز والذرة تشهد تصاعداً مستمراً منذ يناير/كانون الثاني 2009، بعد انخفاضها من مستويات قياسية خلال الفترة ذاتها من عام 2008، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة. وترى بالبي أن "الأسعار العالمية للغذاء لا تزال متقلبة".
ويعزى استمرار ارتفاع أسعار القمح إلى توقع تدني المحصول في الأرجنتين، المنتج الرئيسي للقمح، وتعليق الحكومة لتصاريح التصدير. أما أسعار الأرز فقد بدأت في الارتفاع منذ قيام تايلاند، أكبر مصدر للأرز في العالم، بتحويل حوالي أربعة ملايين طن إلى مخزونها بأسعار يقال أنها أعلى من أسعار السوق بحوالي 20 بالمائة. في حين تبقى أسعار الذرة متقلبة بسبب الجفاف في الأرجنتين والبرازيل وانخفاض الطلب على الذرة الأمريكية.
"