تعاني منطقة غلغدود وسط الصومال من نقص حاد في المياه يقول المسؤولون المحليون أنه تسبب في وفاة طفلين، حيث قال يوسف غوليد، نائب مفوض منطقة الضباب، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): لقد دفنا طفلين أحدهما يبلغ عاما ونصف والثاني في الرابعة من العمر...وقد ماتا بسبب انعدام الماء والغذاء". وأشار إلى أن المشكل تزداد تفاقما في الضباب الواقعة على بعد 130 كلم شمال غرب دوسامارب، عاصمة الإقليم.
وأفاد غوليد أن الإدارة المحلية تتوصل بتقارير من القرى البعيدة تفيد بحصول المزيد من الوفيات. وقال: "هناك المزيد من الأشخاص الذين يحتضرون هناك ولكننا لا نستطيع مساعدتهم"، موضحا أن المنطقة لم تشهد أية أمطار خلال العامين الماضيين، ومشيراً إلى أن البئر الوحيدة في المنطقة لم تعد تعمل. وأضاف أن نقص المياه أضر بالماشية التي تعتبر عماد الاقتصاد في المنطقة مثلما أضر بالسكان أنفسهم. وقال: "نحن نضطر إلى جلب المياه من مناطق نائية تبعد بحوالي 40 كلم... يقدم لنا الناس في المجال بعض المساعدة ولكنها غير كافية فنحن نحتاج للمزيد".
وناشد غوليد منظمات الإغاثة بتقديم المساعدة للمحتاجين، مؤكدا أن منطقة الضباب آمنة، حيث قال: "لدينا إدارة محلية وجهاز شرطة قادر على حماية كل من يأتي إلى هنا....وإذا لم نحصل على المساعدة في القريب العاجل، فإن المزيد من الناس والماشية سيموتون".
وتشهد منطقة أدا كبير بدورها وضعا خطيرا أيضا، حيث أخبر أحد السكان، تهليل آدن، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أن "الجفاف هنا لم ينته أبدا، فنحن لم نحصل على مدى خمس سنوات متتالية سوى على القليل من الأمطار وأحيانا لا تكون هناك أمطار أبدا". وأشار إلى أن المياه القليلة المتوفرة تُشحن إلى المنطقة من بئر يبع د 45 كلم، موضحا أن "البرميل الواحد [200 لتر] يكلف 150,000 شلن صومالي [6 دولار] وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف الأجر اليومي". وأشار إلى سرعة تدهور الأوضاع قائلا: "لم نحصل على أية مساعدة من أي أحد وقد استنفذنا كل جهودنا. لا يستطيع العديد هنا تحمل مثل هذه الأسعار".
من جهته، أخبر صحفي في دوسامارب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن معظم المنطقة تعاني من آثار الجفاف الذي استمر طويلا. وأشار إلى أن "هذه الأجزاء هي الأكثر معاناة ولكن هناك أجزاء أخرى في المنطقة تعاني بشكل كبير أيضا". وأوضح أن الوضع تفاقم بسبب حالة انعدام الأمن في الماضي، "فإلى الآن، كانت المنطقة ساحة حرب بين الفصائل المتنازعة وقد تعرض موظفو إغاثة فيها للاختطاف" مما دفع منظمات الإغاثة إلى وقف عملياتها في المنطقة. ولكنه أشار إلى بداية تحسن الأوضاع، قائلا: "لم تعد هناك أية مواجهات مسلحة. وقد شكلت معظم المناطق إدارات محلية وهي تحاول تشجيع منظمات الإغاثة على العودة".
"