ترك إياد عبد السليم، 12 عاماً، المدرسة قبل ستة شهور وبدأ العمل لتحسين دخل عائلته بعد أن قتل أبوه جراء العنف السياسي الذي يعصف بالعراق. وبما أنه الفتى الوحيد في العائلة وعليه أن يعتني بأخواته الثلاثة، فقد اضطر للعمل في الطرقات.
وقال عبد السليم: لا أستطيع أن أرى عائلتي تعاني دون طعام. لا يمكن لأمي أن تعمل لأن عليها البقاء مع أخواتي ولا يستطيع أعمامي مساعدتنا لأنهم مهجرين وليس لديهم المال".
وأضاف قائلاً: "أشعر بالتعب عندما أصل إلى البيت. أقضي 12 ساعة في العادة في الشوارع أبيع فيها الشوكولاتة وأقلام الرصاص. أتناول وجبة طعام واحدة في اليوم لتوفير المال، وعندما أعود أرغب فقط في النوم".
هناك آلاف الأطفال من أمثال عبد السليم اتجهوا إلى الشوارع لمساعدة عائلاتهم مادياً لأنهم فقدوا آبائهم بسبب العنف، أو لأنهم اجبروا على القيام بذلك لأن عائلاتهم لا تعتبر التعليم مهماً لهم. وبعض هؤلاء الأطفال لا يوجد من يعتني بهم.
وقال عبد السليم: "لا يوجد لدي خيار آخر فالحياة في العراق تحولت إلى جحيم والعمل في الشوارع خطير جداً. حاول بعض الرجال اغتصابي مرتين. حماني الله وأنقذني منهم، ولكن ربما في يوم من الأيام سيعتدي علي أحد ما".
الفقر
وتقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن عدد الأطفال العراقيين العاملين ممن هم دون سن الرابعة عشرة بحوالي 11 بالمائة.
وقالت كلير حجاج مسؤولة العلاقات العامة في مركز دعم العراق في عمان التابع لليونيسيف أن الفقر يدفع بالمزيد من الأطفال للعمل في الشوارع.
وقال تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2006 أن ثلث العائلات العراقية تعيش حياة فقيرة، ولكن الاختصاصيين يعتقدون بأن العدد يمكن أن يكون قد ازداد بشكل ملحوظ منذ ذلك الوقت
.وقال صلاح فارس المحلل الاقتصادي والاجتماعي في جامعة بغداد: "لاحظنا منذ العام الماضي زيادة هائلة في عدد الأطفال في الشوارع، كما ازداد عدد الأيتام بسبب العنف الطائفي. تعتبر هذه التطورات كارثية لمستقبل العراق لأن هؤلاء الأطفال لا يحصلون على التعليم ويتعرضون للمخدرات والدعارة والمضايقات الجنسية. وهناك مشاريع قليلة تعالج مشكلة عمالة الأطفال في العراق اليوم".
برنامج جديد
من جهتها قامت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بالتعاون مع اليونيسيف بتطوير برنامج لمساعدة الأطفال على ترك الشوارع، وقد أثمر هذا البرنامج بشكل إيجابي.
وقالت حجاج: "لقد أعطيناهم [أي الأطفال] فرصة للذهاب إلى أحد المراكز والحصول على دعم نفسي ومن ثم العودة إلى عائلاتهم".
وأضافت: "حتى الآن، عاد 150 طفل إلى عائلاتهم...لكنه مشروع صغير ويحتاج إلى المزيد من التمويل".
وقالت حجاج أن أحد الطرق الرئيسية لمعالجة المشكلة هي مساعدة الأطفال على العودة إلى المدرسة من خلال تقديم الدعم لهم وإيجاد السبل لمساعدة العائلات.
التهديدات وحوادث القتل
![]() ![]() |
وقال الموسوي: "تعاني المنظمات غير الحكومية بسبب انعدام الأمن. تم قتل اثنين من متطوعينا بينما كانوا يقومون بعملهم محاولين جمع الأطفال من الشوارع. لقد قتلوا لأنهم حاولوا مساعدة الأطفال والآن نحن نشعر أننا عاجزون وعديمو الفائدة".
"