1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Israel

إسرائيل–الأرض الفلسطينية المحتلة: تقرير جديد للأمم المتحدة حول النزاع على الموارد في الضفة الغربية

A Palestinian woman in Susya draws water from a cistern. Access to underground wells is restricted and in the summertime water becomes a precious commodity. Shabtai Gold/IRIN

أفاد تقرير حديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تؤثر بشكل كبير على الوضع الإنساني في المناطق الريفية الفلسطينية. ويرى التقرير الذي صدر في 30 أغسطس/آب تحت عنوان التأثير الإنساني للبنية التحتية الإسرائيلية في الضفة الغربية"، بأن المستوطنات الإسرائيلية تتسبب في فصل السكان الفلسطينيين عن أراضيهم الزراعية وتقيد تحركاتهم وتحد من إمكانية وصولهم إلى الأسواق وحصولهم على الموارد المائية.

ففي منطقة مرتفعات الخليل الجنوبية، يسود نزاع واضح بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين على الأراضي وموارد المياه. وقد أخبر السكان الفلسطينيون في تلك المنطقة شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأنهم يعيشون أوضاعاً صعبة بسبب المستوطنات الإسرائيلية.

المياه

وفي قرية أم الخير الصغيرة الواقعة بالقرب من مستوطنة الكرمل، يحصل السكان على المياه عن طريق شبكة مياه عسكرية قديمة مكونة من أنابيب صغيرة ممدودة فوف الأرض. ويشتكي سكان القرية من عدم إيفاء الشبكة بحاجتهم المائية وعدم قدرتهم على إعادة تأهيلها، لذا فهم يلجأون إلى تكميل حاجتهم اليومية من المياه عن طريق شرائها بتكاليف عالية جداً. أما المستوطنون الإسرائيليون فيحصلون على ما يحتاجونه من المياه عن طريق الشبكة الرئيسية التي تم ربطهم بها. وقال الشيخ خليل هذالية لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن "عشش الدجاج الإسرائيلية تحصل على الماء والكهرباء".

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنه وفقاً لاتفاقيات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، فإن هذه الأخيرة تحصل تقريباً على ستة أضعاف ما يحصل عليه الفلسطينيون من المياه الجوفية. كما أفاد التقرير بأن استهلاك الفرد الفلسطيني بالضفة الغربية من المياه أقل بكثير من المقاييس الموضوعة من قبل منظمة الصحة العالمية.

من جهته، قال شلومو درور، الناطق باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية، بأن إسرائيل ملزمة بحكم اتفاقيات أوسلو بزيادة نسبة المياه المخصصة للفلسطينيين بثلاثة بالمائة كل سنة. وأضاف قائلاً: "لكننا في السنة الماضية رفعناها حتى ثمانية بالمائة".

وأشار درور كذلك إلى أن الفلسطينيين بحاجة إلى الاستثمار في عمليات تنقية المياه للاستفادة بشكل أكبر من المياه التي يملكونها.

تقليص أراضي الرعي

ولكن النزاع من أجل الموارد بالنسبة لسكان قرية أم الخير قد تسبب في تدمير بيوتهم وتقليص أراضيهم الزراعية والرعوية. وقال الشيخ خليل عن ذلك: "أصبح الأمر يكلفنا أكثر بكثير الآن، فنحن بحاجة إلى شراء العلف لإطعام مواشينا بدل من إطلاقها للرعي".

أما جاره سليمان، فقال بأن المستوطنين استولوا على أرضه في السنوات الأخيرة ومع نهاية عام 2006، كانوا قد استولوا على جميع أراضيه.


الصورة: شبتاي جولد/إيرين
فتاة فلسطينية في طريق العودة من المدرسة إلى البيت في قرية أم الخير حيث يضطر العديد من الطلبة إلى الدراسة على ضوء المستوطنة المجاورة لعدم توفر الكهرباء في بيوتهم
وقال سليمان أيضاً بأنه عادة ما تكون هناك مواجهات عنيفة مع المستوطنين والجيش على حد سواء، إذ أصيبت زوجته بجروح على يد الجيش بينما كان يهدم البيوت في المنطقة في شهر فبراير/شباط، مبرزاً وثائق طبية تفيد بأنها تعاني الآن من مشاكل في القلب وبأنها أصيبت بانهيار عصبي ناتج عن التوتر الذي عانت منه.

وكان الجيش الإسرائيلي قد قام بتدمير البيوت بدعوى عدم حصول أصحابها على تصريحات البناء من الإدارة المدنية الإسرائيلية.

من جهته، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتزويد القرية بمولدات كهربائية، إلا أنه لم يُسمَح للفلسطينيين ببناء الشبكة التي ستسهل توصيل الكهرباء إلى بيوتهم.

وقال سليمان: "لن أغادر هذه المنطقة، إذا أرادوا أن أرحل، فسأفعل ولكن فقط إذا كنت سأعود إلى تل عراض"، وهي القرية التي ولد فيها والتي توجد في إسرائيل الآن.

ويذكر أن كل سكان قرية أم الخير هم من لاجئي 1948، ومسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

قرية سوسيا

ويعاني سكان قرية سوسيا من نفس الأوضاع التي يعاني منها سكان أم الخير. تقع هذه القرية الفلسطينية الصغيرة في الجنوب ويعتبر كل سكانها نازحين بعد أن أعلنت السلطات الإسرائيلية سنة 1985 أرضهم منطقة أثرية. ويقول السكان بأن المستوطنين يحاولون تضييق الخناق عليهم وإخراجهم من قريتهم الجديدة.

ولأنه لا يحق للسكان في قرية سوسيا بناء المساكن فهم لا زالوا يعيشون في الخيام وفي بنايات مؤقتة. كما أن المياه في قريتهم تصبح سلعة باهظة الثمن في الفترة من يوليو/تموز إلى أكتوبر/تشرين الأول حيث ينزل مستوى مياه الأمطار التي يتم تجميعها في الأحواض.


الصورة: شبتاي جولد/إيرين

"علينا أن نشتري مياهنا من المستوطنين الإسرائيليين. ولأننا لا نستطيع الوصول إلى أراضينا الواقعة بالقرب من المستوطنات، يدخلها المستوطنون ويحرثونها في محاولة للاستيلاء عليها، ولا يفعل الجيش أي شيء لإيقافهم"

محمد نواجة أحد سكان قرية سوسيا

ويقول السكان بأن قوات الأمن الإسرائيلية تمنعهم من الوصول إلى أبارهم لتستعملها بدلاً عنهم إذ تحدث أحد سكان القرية وهو محمد نواجة عن ذلك قائلاً: "علينا أن نشتري مياهنا من المستوطنين الإسرائيليين. ولأننا لا نستطيع الوصول إلى أراضينا الواقعة بالقرب من المستوطنات، يدخلها المستوطنون ويحرثونها في محاولة للاستيلاء عليها، ولا يفعل الجيش أي شيء لإيقافهم".

أما درور، الذي يقر باستمرار النزاع على الأرض بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فقال بأن إسرائيل لا تسمح بالأعمال غير القانونية التي يرتكبها المستوطنون وبأنها لا تميز بين اليهود والفلسطينيين في هذا الأمر، مضيفاً بأن "للفلسطينيين دائماً الحق في الالتجاء إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لرفع دعوى للمطالبة بالأرض".

وكانت هذه المحكمة قد أصدرت مؤخراً أمراً للحكومة بتفكيك الجدار الذي يبلغ ارتفاعه 80 سم والذي تم بناؤه في المنطقة وتسبب في فصل الفلسطينيين عن الأراضي التي ترعى فيها ماشيتهم.

وقال أحد موظفي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة، والذي فضل عدم الكشف عن هويته: "لقد تسبب هذا الموضوع، الذي سبق وأعلنا بأنه غير قانوني، في خسارة 20 مليون دولار"، مشيراً إلى أنه كان بالإمكان استعمال هذا المبلغ لمساعدة الفلسطينيين الفقراء.

وعلى عكس المجتمع الدولي، لا تعتبر إسرائيل مستوطناتها خرقاً لاتفاقية جنيف الرابعة لأنها لا تعتبر الضفة الغربية أرضاً محتلة.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join