يعاني المزارعون بمنطقة وادي الأردن من شح شديد في الأمطار يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للتمكن من توسيع المنطقة المخضرة وتعزيز ترشيد استعمال المياه، حسب مختصين بيئيين.
وفي هذا الإطار، أخبر موسى الجمعاني، أمين عام سلطة وادي الأردن، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الواقع المطري هذا العام واقع غير مسبوق، إذ لم يشهد الأردن مثله منذ أكثر من 50 عاماً".
من جهته، عزى أحمد الكوفحي، المدير التنفيذي لجمعية البيئة الأردنية، وهي منظمة غير حكومية محلية، الأحوال البيئية غير المعتادة بالبلاد للتغيرات المناخية العامة. وأضاف أنه يخشى أن تزداد الأوضاع سوءاً ما لم يعتمد المسؤولون "سياسة جدية" لمعالجة الأوضاع، حيث قال: "علينا أن نقوم بتحضير الناس لما هو أسوأ. وعليهم أن يتوقفوا عن اعتبار توفر الماء أمراً مسلماً به وأن يحسنوا استعماله".
خطة حظر الزراعات الصيفية
وأفاد الجمعاني أن سلطة وادي الأردن، وهي هيئة حكومية مكلفة بتطوير واستغلال وحماية الموارد المائية في وادي الأردن، قد قررت في يناير/كانون الثاني حظر الزراعات الصيفية (التي تتم خلال الفترة من مايو/أيار حتى سبتمبر/أيلول) خلال عام 2009. وأوضح قائلاً: "لقد قررنا منع الزراعة الصيفية التي تتشكل أساساً من الخضراوات والورقيات وذلك حتى نتمكن من توفير الاحتياجات اليومية من مياه الشرب لعمان وإربد وغيرهما من المدن الأخرى".
وأوضح الجمعاني أن سلطة وادي الأردن ملتزمة خلال الموسم الزراعي (من أكتوبر إلى أبريل) بتوفير المياه لوادي الأردن الذي يعتبر أكبر منطقة زراعية تعتمد على السقي بالبلاد. وأضاف قائلاً: "نحن أيضاً ملتزمون بتوفير 50 إلى 60 بالمائة من المياه اللازمة لسقي 11,500 هكتار من الأشجار لضمان بقائها حية".
ووفقاً للجمعاني، فإن الخطة التي وضعتها السلطة لمنع الزراعات الصيفية خطة مرنة تسمح للمزارعين بزراعة محصولهم إذا شهد شهر فبراير/شباط تساقطات مطرية كافية.
ولا يملك الأردن أية بحيرات أو أنهار باستثناء نهر الأردن الذي يعاني من نقص حاد في المياه. وتعتمد المملكة في توفير احتياجاتها من المياه على السدود والآبار الجوفية التي تتجمع فيها مياه الأمطار.
من جهته، قال باسل شحادة، رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن أن "شح المياه في البلاد واقع يجب التعايش معه. فلا يمكننا أن نتوقع الحصول على المزيد من المياه للري، فما يتوفر لدينا بالكاد يكفي لتغطية الزراعات الأساسية".
الاعتماد على مياه الأمطار
ويرى الخبراء أن معظم كميات المخزون المائي للبلاد تأتي من الأمطار التي تشهدها أراضيها خلال شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني، ولكن الوضع كان مختلفاً هذه السنة. وأفاد عبد الحليم أبو هزيم، مدير دائرة الأرصاد الجوية أن "التساقطات التي شهدتها البلاد إلى الآن لم تتعد 32 بالمائة من المعدل السنوي الكلي من الأمطار التي تهطل عادة على المناطق الشمالية و22 بالمائة من معدل الأمطار التي تهطل على المناطق الوسطى"، مضيفاً أن النسبة تنخفض أكثر باتجاه الجنوب.
بدوره، أخبر عدنان الزعبي، الناطق باسم وزارة المياه والري، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن السدود الرئيسية العشرة الموجودة بالبلاد تحتوي حالياً على أقل نسبة مياه احتوتها في أي وقت من الأوقات خلال السنوات الماضية، موضحاً أن هذه "السدود تحتوي إلى الآن على 59 مليون متر مكعب من المياه، أي ما يشكل 27 بالمائة من قدرتها الاستيعابية البالغة 327 متراً مكعباً، مقارنة بـ 100 متر مكعب خلال نفس الفترة من العام الماضي".
وشرح الجمعاني أن وادي الأردن يضم 45,000 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، منها 27,500 فقط مزروعة. وأضاف أن حوالي 60 بالمائة من العاملين في الزراعة هم من صغار المزارعين.
ويخشى المزارعون أن تقوم الحكومة بوقف ضخ المياه إلى مزارعهم وتحويل قناة الملك حسين إلى العاصمة عمان.
"