في 20 يناير/كانون الثاني، لقي طفلان فلسطينيان حتفهما بسبب ذخائر غير منفجرة في منطقة الشعف بالقرب من جباليا شرق مدينة غزة في حادثة ألقت الضوء على خطر جديد يهدد حياة المدنيين في القطاع.
وهذا ما أشار إليه تقييم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي نشر يوم 21 يناير/كانون الثاني والذي جاء فيه: "لقد أصبح من الواضح أن الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في المناطق المدنية تمثل خطراً جديداً كبيراً [على حياة السكان]".
وقال موظف اللجنة الدولية للصليب الأحمر عماد أبو حصيرة أن "أغلب الأطفال ظلوا داخل منازلهم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لأن الأعمال العدائية لم تنقطع أبداً. والآن توقف القتال وبدؤوا يخرجون إلى الشارع من جديد، ولكنهم يواجهون تهديداً بالموت أو التشويه بسبب مخلفات الحرب هذه".
وفي الوقت الذي دخل فيه وقف إطلاق النار في غزة يومه التاسع، ما تزال عمليات التقييم التي تقوم بها منظمات الإغاثة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مستمرة لتحديد مدى الضرر الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي على القطاع.
جهود الإغاثة قد تتباطأ
"وحقيقة أن غزة هي إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم تجعل من مشكلة الذخائر غير المنفجرة أكثر خطورة"، حسب ما جاء على لسان أنطوان جراند، رئيس مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة.
وأضاف جراند قائلاً: "يشكل التلوث [بالذخائر غير المنفجرة] تهديداً كبيراً للسكان ولفرق الإنقاذ التي تعمل الآن في الميدان. كما يمكن [لهذا التلوث] أن يعيق تقدم العمل الإنساني".
ووفقاً لمصادر في مجتمع الإغاثة الدولية، تحاول المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال نزع الألغام تقييم الوضع ولكن حتى الآن لم تسمح إسرائيل لأي منها بدخول القطاع.
كما يقول عمال الإغاثة أنه يتوجب على حماس كذلك أن تعلن عن استعدادها للتعاون مع المنظمات غير الحكومية العاملة في هذا المجال قبل أن تبدأ عمليات إزالة الذخائر.
وأخبر مارك ريجيف، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "لا توجد أية مشكلة على حد علمي. وصل خبراء ذخائر تابعون للأمم المتحدة إلى إسرائيل يوم 21 يناير/كانون الثاني ويمكن لهؤلاء الدخول إلى غزة بحرية وتقييم الوضع [هناك]. ولكن بالإضافة إلى الذخائر غير المنفجرة الخاصة بجيش الدفاع الإسرائيلي هناك أيضاً مشكلة المنازل التي قامت حماس بتلغيمها في غزة".
يذكر أن أكثر من 1,300 فلسطيني قتلوا وجرح ما يزيد عن 5,000 آخرين خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي امتد من 27 ديسمبر/كانون الأول إلى 18 يناير/كانون الثاني.
"