تحدث أبناء الطائفة اليهودية الصغيرة المؤلفة من 270 شخصاً في محافظة عمران شمال اليمن عن تقليهم تهديدات جديدة بالقتل من جيرانهم المسلمين منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في 27 ديسمبر/كانون الأول.
وقد زادت وتيرة المضايقات وأعمال التخويف التي تمارس ضد هذه الأقلية، وفقاً للمواطنين اليهود الذين قالوا أن عدداً من طلاب المدارس قاموا يوم 4 يناير/كانون الثاني، بالاعتداء على يهود بالعصي والحجارة في مديرية ريدة خلال مظاهرة تندد بالهجوم الإسرائيلي على غزة.
وعن تلك الحادثة، قال الناشط اليهودي حيم يعيش لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): جُرِح زاهر سالم، 36 عاماً، بعد أن رمى الصبية الحجارة وأصابوه في رأسه. كما قاموا بمهاجمة عدد من المنازل وكسر نوافذها وترويع الأطفال القاطنين فيها".
وقال يعيش أن اليهود بدؤوا بتلقي تهديدات من مسلمين متطرفين منذ مقتل يهودي يوم 11 ديسمبر/كانون الأول على يد مسلم متطرف، ولكن وتيرة المضايقات زادت منذ الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وأضاف قائلاً: "أخبرنا المتظاهرون أن الدولة لن تحمينا وأنهم سيهاجموننا سراً إن لم يتمكنوا من ذلك علناً... ينتابنا الرعب كل يوم وتزداد مأساتنا يوماً بعد يوم. فالتهديدات تصلنا حتى على هواتفنا النقالة".
وقال مركز المعلومات التابع لوزارة الداخلية يوم 4 يناير/كانون الثاني أن السلطات قامت باعتقال الصبية الذين اعتدوا على اليهود وآبائهم كذلك.
تأجيل نقل اليهود
ووفقاً ليعيش، أخبرت السلطات اليهود أنهم سينقلون إلى صنعاء يوم 4 يناير/كانون الثاني ولكن ذلك لم يحدث بعد، حيث قال: "استعد اليهود لنقلهم إلى صنعاء ولكن عملية نقلنا تأجلت ولا نعلم متى يمكننا الرحيل... فكلما طالت فترة بقائنا في ريدة، زادت التهديدات ضدنا. نحن خائفون حقاً على حياتنا وحياة أطفالنا".
وقال يعيش أن اليهود على عكس غيرهم من السكان المحليين في محافظة عمران، لا يحملون الأسلحة أو الخناجر ويعتمدون على الدولة لتوفير الحماية لهم.
وأوضح قائلاً: "عندما ينشب خلاف بسيط بين مسلم ويهودي فإنك ترى المسلحين يتجمعون حول المسلم لحمايته. ولكن لا أحد يساندنا عندما نتعرض للمضايقات" مضيفاً أن التوتر أخذ يتزايد في عمران منذ مقتل يهوديين على يد مسلمين في حادثتين منفصلتين قبل بضعة أعوام.
وبالإضافة إلى الجالية اليهودية في محافظة عمران، يعيش 45 يهودياً آخراً في مدينة صنعاء بعد أن تم نقلهم من محافظة صعدة شمال اليمن بداية العام 2007.
"
