دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) جميع الأطراف المتنازعة في أفغانستان إلى اعتبار الأطفال مناطق سلام" وحمايتهم من ويلات الحرب.
وتقول اليونيسف أن الأطفال هم بين أكثر الفئات المتأثرة بالحرب وأنهم لا يملكون القدرة على التأثير في القرارات التي تتخذها الأطراف المتحاربة ولا يجب أن يكونوا ضحية لآثار النزاع.
وقالت كريستين بيدوتو، مسؤولة الحماية في اليونيسف لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في كابول يوم 2 ديسمبر/كانون الأول: "يجب أن تتخذ الجهات المنخرطة في النزاع إجراءات فعالة لحماية الأطفال من النزاع المسلح المستمر في أفغانستان. سندعوهم لدعم والإشراف على وضع إجراءات تضع حداً للمزيد من الانتهاكات".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقرير رفعه لمجلس الأمن في شهر نوفمبر/تشرين الثاني أن "الأطفال تعرضوا للقتل والتشويه والاعتداء الجنسي والاعتقال الاعتباطي والتجنيد واستخدموا في العمليات الانتحارية وحرموا من التعليم".
وقد أشار تقرير الأمم المتحدة حول الأطفال والنزاع المسلح في أفغانستان إلى مجموعة من القضايا المتعلقة بالنزاع التي أصبحت وبشكل متزايد مصدراً للعذاب للأطفال الأفغان.
الفشل في حماية الأطفال
وقد سجلت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) مقتل 1,722 مدنياً في الفترة بين يوليو/تموز 2007 ويوليو/تموز 2008.
وعلى الرغم من أن الأطفال قتلوا في هجمات متعمدة وغير متعمدة، ولكن العدد الحقيقي للضحايا من الأطفال غير معروف.
وقالت اليونيسف أن 52 طالباً مدرسياً قتلوا في هجوم انتحاري أعقب القتال الذي اندلع في إقليم بغلان الشمالي في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2007. كما أفادت اليوناما في تصريح لها أن 60 طفلاً تقريباً قتلوا عندما قامت القوات الأجنبية بقصف قرية في إقليم هيرات غرب أفغانستان يوم 21 أغسطس/آب 2008.
كما قتل عشرات الأطفال بسبب الألغام وفي الاعتداءات المسلحة على المدارس.
ويقول عمّال الإغاثة أن الجرحى والنازحين من الأطفال لم يحظوا سوى بالقليل من الاهتمام.
وقالت بيدوتو من اليونيسف: "على الرغم من الجهود التي بذلناها في الماضي، إلا أننا فشلنا في الحيلولة دون مقتل أو إصابة الأطفال جراء النشاطات العسكرية. كما فشلنا في منع حرمانهم من التعليم والصحة والمساعدات الإنسانية وفي منع تجنيدهم واستغلالهم جنسياً على يد قوات الأمن والجماعات المسلحة".
الأطفال الجنود
وأفادت منظمات الإغاثة أنه خلال الثلاثين سنة الماضية، تم استغلال الأطفال من قبل جميع الأطراف المتنازعة تقريباً لغايات عسكرية أو تم تجنيدهم في صفوفها.
وقالت اليونيسف أنها ساهمت في نزع سلاح وتسريح 7,444 طفلاً مجنداً خلال السنوات القليلة الماضية.
ومع ذلك، ما يزال تجنيد الأطفال مستمراً على يد مقاتلي طالبان أو حتى من قبل القوات الأفغانية.
التماس أممي
وقد طالب بان كي مون جميع الأطراف المتنازعة "بالتوقف الفوري عن استخدام الأطفال واستغلالهم وتجنيدهم" في النزاعات المسلحة وضمان وصول المساعدة الإنسانية إليهم.
كما طالب الحكومة الأفغانية وغيرها من اللاعبين بتطوير آلية للتدخل لمنع العنف ضد الأطفال والاستجابة لاحتياجاتهم.
وقالت بيدوتو: "تدعو الأمم المتحدة الحكومة الأفغانية إلى تكثيف جهودها لمقاضاة مرتكبي الجرائم بحق الأطفال وضع تشريع يجرم تجنيد الأطفال في النزاع المسلح".