في أغسطس 2007، وافقت الجمعية الوطنية في موريتانيا بالإجماع على قانون يجرم العبودية، ولكن وفقاً للمنظمة غير الحكومية استغاثة العبيد SOS Esclaves، كان 18 بالمائة من سكان موريتانيا البالغ عددهم 3.1 مليون نسمة من العبيد في عام 2009. وحتى الآن لم يحاكم أحد وفقاً للقانون، ولا تزال هذه الممارسة القديمة مستمرة.
يعمل معط الله ولد مبورك في منظمة استغاثة العبيد في العاصمة الموريتانية نواكشوط، ولأنه أمضى معظم حياته كعبد، فهو يعلم معنى العبودية والحرية. وقد روى لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قصته قائلاً:
"عندما رأيت أمي وأختي تتعرضان للضرب على أيدي مُلاكنا، لم أستطع تحمل المنظر. أردت الهرب لكنهم ضربوني أنا أيضاً. كان عملي رعاية الماشية وصنع الفحم. كنت أغادر مع الجمال في الصباح ثم أصنع الفحم وبعدها أخرج للبحث عن مياه الشرب. كنت أعود إلى مستوطنتنا عند منتصف الليل تقريباً.
كان منزلنا مجرد جزء من المستوطنة مطوق بقطعة قماش. ولم نكن نحصل على شيء من الطعام إلا ما تبقى من طعام مُلاكنا. ولذلك كنا نذهب إلى الصحراء لاصطياد الحيوانات الصغيرة مثل السحالي لطهيها وأكلها.
لم نكن نستطيع المغادرة، فقد كنا في الصحراء. وإذا هربنا فسوف نموت من الجوع أو العطش. كما يستطيع مُلاكنا البحث عنا في سياراتهم حتى يجدوننا؛ وفي الكثير من الأحيان، كان العبيد الذين يحاولون الفرار يقتلون. نحن نعلم حالات من هذا القبيل.
كنا نتعرض للضرب إذا فقدنا جمل أو جلسنا على نفس حصيرة سادتنا أو قمنا بعصيان أوامرهم. ذات مرة، ضربني ابن مالكي على عيني بعصا عندما فقدت بعض الإبل بسبب الرياح.
في يوم من الأيام كنت بالقرب من إحدى الطرق، والتقطني بعض الجنود وسألوني عن مكان يمكنهم شراء بعض الأغنام والحليب منه... وفي النهاية طلبت منهم ألا يعيدوني إلى مكان مالكي.
ثم جاء سادتي إلى حيث كنت، فقلت للجنود أني أفضل الموت رمياً بالرصاص على العودة إلى مُلاكي، فأمر الجنود الرجال بالمغادرة.
وأخيراً سمعت عني منظمة استغاثة العبيد وساعدتني على الهرب إلى الأبد. لا تزال أسرتي ترغب في الخروج، لكنها لم تجد سبيلاً لذلك بعد".
af/np/cb-ais/dvh
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions