تم ترحيل جمال أحمد (21 عاماً) إلى إثيوبيا مؤخراً بعد أن قضى تسعة أشهر في سجن يمني بتهمة دخول البلاد بطريقة غير مشروعة قبل بضعة أشهر. وكان جمال يسعى لعبور الحدود إلى المملكة العربية السعودية للبحث عن عمل. وقد روى تجربته لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً:
كنت أحلم بالذهاب إلى المملكة العربية السعودية منذ أن أخبرني جيراني في مسقط رأسي عن إمكانية الهروب من الفقر هناك، إذ يعرفون شخصاً ذهب إلى السعودية وعمل هناك لمدة عام واحد.
كنت مفلساً بعد أيام من وصولي إلى اليمن، لأنني دفعت معظم [أموالي] إلى الأشخاص الذين أخذوني من إثيوبيا إلى اليمن، وأنفقت ما تبقى من أموالي على الأشخاص الذين استضافوني لفترة وجيزة في اليمن، ثم هددوني بإبلاغ الشرطة عني إذا لم أدفع".
مع ذلك، تم تسليم جمال إلى الشرطة. وتابع قائلاً:
"وبدلاً من توصيلي إلى السعودية، أخذني [الوسيط اليمني] مباشرة إلى الشرطة. في البداية لم أكن أعرف ما كانوا يتحدثون عنه لأنني لا أعرف لغتهم، ولكن لحظة دخولي إلى مكان يعج بالعديد من رجال الشرطة الذين احتشدوا حولي، عرفت أنني أصبحت رهن الاعتقال".
وقد سافر أحمد وأصدقائه لمدة 15 يوماً عن طريق البر والبحر، بتكلفة تصل إلى 9,000 بر لكل منهم (حوالي 500 دولار أمريكي)، من أجل الوصول إلى اليمن. وقد تم دفع المال إلى وسطاء يأخذون المهاجرين غير الشرعيين من إثيوبيا إلى المملكة العربية السعودية عن طريق جيبوتي واليمن. وأضاف جمال:
"الحمد لله، نجوت من رحلة مميتة إلى اليمن في قارب صغير حمل على متنه أكثر من 100 مهاجر، ثم نجوت [بعد ذلك] من انتفاضة أدت إلى إشعال النار في زنزانة السجن التي كنت فيها".
ولكن الحظ تخلى عن ثلاثة من أصدقائه. "فقد لقي الأول حتفه في نفس يوم وصولنا إلى هناك [اليمن] بسبب الإسهال. أشعر بخيبة أمل كلما فكرت في ذلك اليوم. لم يكن هناك شيء يمكنني أن أفعله حيال ذلك سوى مشاهدته وهو يموت. وفي وقت لاحق، قيل لي أن اثنين آخرين لقيا حتفهما لأسباب ما زلت أجهلها".
bt/aw/rz-ais/dvh
"