1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa

هل تسمح هدنة اليمن بدخول المساعدات أخيراً؟

Smoke after an airstrike in Sanaa, Yemen, on morning of Tuesday 12 May. Almigdad Mojalli / IRIN
أثارت الغارات الجوية المكثفة التي شنها تحالف تقوده المملكة العربية السعودية على اليمن عشية هدنة لمدة خمسة أيام مخاوف من أن وقف إطلاق النار قد لا يصمد أو لا يُطبق بشكل يسمح بدخول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها.

فقد غطت سحب الدخان سماء صنعاء صباح يوم الثلاثاء بعد سلسلة من الغارات الجوية على مختلف أنحاء العاصمة. وفي واحدة من أعنف الهجمات التي يشنها التحالف منذ أكثر من ستة أسابيع، أُصيب مخزن أسلحة على أحد التلال المطلة على المدينة في وقت متأخر من يوم الاثنين، مما أسفر عن مقتل 90 شخصاً وإصابة 300 آخرين، وفقاً لبعض التقارير.

وكان مستشفى الثورة العام من بين المباني التي أصيبت بأضرار بسبب قوة الانفجارات التي هزت تلك المنطقة السكنية، مما تسبب في حالة ذعر واسعة النطاق وهروب الأسر إلى الشوارع خوفاً من انهيار منازلهم.

في الوقت نفسه، استمرت عمليات القصف والاشتباكات في الشوارع بلا هوادة في محافظة صعدة في شمال البلاد ومدينة عدن الجنوبية الثلاثاء، مما حد من تحركات المنظمات الإنسانية وقطع سبل إمداد مئات الآلاف من المدنيين بالغذاء والوقود والرعاية الصحية.

ولكن اعتباراً من الساعة الحادية عشرة من مساء الثلاثاء بدأ سريان الهدنة الإنسانية في اليمن لمدة خمسة أيام. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت بعد ظهر أمس عن وصول مبعوث الأمم المتحدة الخاص الجديد إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى البلاد.

شكوك

وكانت بعض المنظمات الإنسانية قد شككت في أن الهدنة ستبدأ بالفعل أو في تطبيقها بشكل صحيح نظراً لتصعيد الغارات الجوية على صنعاء وصعدة وتعز وعدن خلال ال48 ساعة الماضية.

وفي هذا الصدد، قالت ماري إليزابيث إينغرس، رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن قبل سريان الهدنة: "نأمل أن يحدث وقف لإطلاق النار لأن الوضع في هذه اللحظة صعب للغاية والقصف مستمر طوال الوقت، مما يحد من حركتنا وقدرتنا على الوصول إلى الناس الذين يحتاجون إلى العلاج".

وأضافت إينغرس أن الفرق التابعة لها لم تحصل على إمدادات جديدة منذ 10 أيام لأن إحدى الغارات الجوية دمرت مدرج مطار صنعاء، وبالتالي تم إلغاء عشرات الرحلات القادمة إلى اليمن.

"وصلتنا طائرة واحدة يوم الإثنين، ونأمل أن تصل طائرة أخرى يوم الأربعاء محملة ببعض اللوازم من أجل الاستجابة لحالة الطوارئ،" كما أفادت.

من جهته، قال جوليان هارنيس، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في اليمن، أن كل المؤشرات تدل على أن وقف إطلاق النار سيمضي قدماً، مضيفاً: "سنجلب لوازم طبية وكذلك إمدادات المياه والصرف الصحي، ولكن اليمن بلد يبلغ عدد سكانه 26 مليون نسمة، والشيء الأكثر أهمية هو السماح باستئناف نشاط التسوق التجاري واستيراد الغذاء والوقود".

الحصول على المياه

وأضاف هارنيس خلال حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الحصول على المياه يمثل مشكلة كبيرة من دون وقود. تستهلك المراكز السكانية الرئيسية في اليمن مليوني لتر من الوقود شهرياً لتشغيل المضخات، وذلك لأن المياه موجودة على أعماق كبيرة تحت الأرض".

"ولفترة من الوقت، لم يتمكن الناس من التحرك لأنهم مرعوبون من التعرض لأعمال عنف. ولذلك، فإن الجانب المهم الآخر لهذه الهدنة هو أن اليمنيين العاديين سيحصلون على فرصة للتحرك بحرية وسيتمكنون من الوصول إلى مختلف الأماكن والخدمات،" كما أضاف.

وفي السياق نفسه، أخبر هاجر معلم، المدير القطري لمنظمة العمل ضد الجوع (ACF) في اليمن، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن إحدى القضايا الرئيسية بالنسبة لمنظمته ومنظمات كثيرة غيرها هي نقص الوقود، التي، بالإضافة إلى تأثيرها على ضخ المياه، حدت من إمدادات الكهرباء للمستشفيات ومنعت المركبات من التحرك.

"سيكون تطوراً مهماً إذا استطعنا إدخال وقود إلى البلاد،" كما أفاد، متحدثاً من العاصمة الأردنية عمّان، حيث تم نقله هو والموظفين الدوليين الآخرين في المنظمة بسبب مخاوف على سلامتهم.

"لقد كان هذا هو التحدي الكبير الذي واجهنا على مدار الأسبوعين الماضيين، وحقيقة أننا اضطررنا لوقف البرامج بسبب عدم قدرة فرقنا على الحركة،" كما أضاف.

تصاعد حدة الصراع

ولكن في حين رحب معلم بفرصة جلب الإمدادات، فقد حذر من الإفراط في التفاؤل، موضحاً أن "عدداً من المنظمات غير الحكومية تشعر بالقلق من أن هذا النوع من الوقفات الإنسانية يمكن أن يُنظر إليه على أنه يضفي شرعية على الصراع، وينقسم الناس بشأن ما إذا كان هذا إجراءً جيداً أم لا".

وأكد أن "الأمل ينبع من أن خطوة صغيرة كهذه قد تتبعها خطوات أخرى فيما بعد. ولكن في الحقيقة، من الصعب جداً معرفة ما إذا كان سيتم الالتزام بوقف إطلاق النار من قبل جميع الأطراف لأن هناك جهات عديدة مختلفة، والصراع يتصاعد بسرعة".

وقد أعربت عدة منظمات إنسانية بالفعل لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن شكوكها حول ما إذا كانت خمسة أيام ستكفي للوصول إلى عدد كبير من المحتاجين إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية.

إمدادات مكدسة

واعتماداً على احتمال سريان الهدنة، أرسل برنامج الأغذية العالمي قوارب إمدادات الوقود إلى الحديدة، ثاني أكبر ميناء في البلاد، وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الثلاثاء أنها تستعد لإرسال ثلاث طائرات شحن محملة بالمساعدات إلى اليمن خلال الأيام المقبلة.

وتجدر الإشارة إلى أن اليمن هو أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية وتمزقه الصراعات منذ عدة عقود. وتفجرت أحداث العنف الأخيرة بعد اتخاذ المملكة العربية السعودية، المدعومة من قبل الولايات المتحدة ودول عربية أخرى مثل مصر والإمارات العربية المتحدة، قراراً بشن ضربات جوية ضد المتمردين الحوثيين، الذين يعتقد السعوديون أنهم مدعومون من عدوهم اللدود، إيران.

ونظراً لتاريخها الطويل من الصراع والحكم الضعيف، تعاني اليمن من محدودية المؤسسات وسوء الخدمات، وتعتمد اعتماداً كبيراً على استيراد المواد الغذائية والوقود، الذي أصبح محظوراً إلى حد كبير خلال أعمال العنف الأخيرة.

نحن بحاجة إلى أن يكون القطاع الخاص قادراً على استئناف العمليات الأساسية
وقال أنطوان غراند، رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، أنه يأمل في أن يؤدي توقف القتال إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل أفضل، وكذلك استئناف النشاط الاقتصادي والواردات، التي تعثرت لعدة أسابيع بسبب استمرار انعدام الأمن وأعمال العنف.

وأضاف قائلاً: "نحن بحاجة إلى أن يكون القطاع الخاص قادراً على استئناف العمليات الأساسية، ولذلك فإننا نأمل حقاً أن تسمح الهدنة للموردين بجلب السلع إلى اليمن. وإذا سُمح لسفن الحاويات التي تنتظر خارج ميناء الحديدة بالرسو في الميناء، والأهم من ذلك إذا سُمح للشاحنات بالتنقل بعد ذلك وتوزيع محتوياتها، سيكون هذا هو المطلوب أكثر من أي شيء آخر".

من جانبها، ذكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 300,000 مدني نزحوا من ديارهم في الأسابيع الستة الماضية، إضافة إلى ما يقدر بنحو 330,000 شخص نزحوا بسبب موجات سابقة من الصراع في البلاد.

كما تقطعت السبل بنحو 250,000 لاجئ، معظمهم من الصوماليين، في البلاد ومليون مهاجر إثيوبي يستخدمون اليمن كطريق إلى المملكة العربية السعودية، جراء القتال.

وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنساينة يوم الإثنين أنه حتى 6 مايو، بلغ عدد القتلى المدنيين 1,527 شخصاً، ولكن تصاعد العنف في الأسبوع الماضي يعني أن هذا الرقم من المرجح أن يكون أعلى بكثير.

am/lr/ag-ais/dvh"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join