1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Egypt

تزايد التعصب الديني في ليبيا

Skyline in downtown Tripoli, mosque tower, Feb 2013 John James/IRIN

تشعر العديد من الطوائف المسيحية وبعض الجماعات المسلمة في ليبيا بضغوط متزايدة من الجماعات الإسلامية المتشددة منذ الإطاحة بالرئيس الليبي معمر القذافي في أكتوبر 2011.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال جيوفاني مارتينيلي، أسقف الروم الكاثوليك في طرابلس أن مستوى الأمن مازال غير مستقر لجميع الأجانب وخاصة المسيحيين بسبب وجود بعض الجماعات الإسلامية الأصولية".

وقال مارتينيلي أنها "ظاهرة جديدة ظهرت أثناء الانتخابات في يوليو الماضي".

وكل الليبيين تقريباً هم من المسلمين السنة أما أعضاء الجاليات الدينية الأخرى فجميعهم تقريباً أيضاً من المقيمين الأجانب على الرغم من أن المسيحية حافظت على وجودها في البلاد منذ العصر الروماني.

وقال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومان رايتس ووتش أن "عمليات الاعتقال التي جرت مؤخراً للمصريين المسيحيين تسلط الضوء بكل تأكيد على مشكلة متزايدة".

وأضاف مارتينيلي أن "أشياء مختلفة تحدث وهناك مشكلتان كامنتان: الأولى هي انعدام القانون وغياب نظام يعمل بصورة جيدة لإنفاذ القانون أو نظام العدالة، والثانية أنني أعتقد أن هناك مشكلة في السيطرة على الميليشيات".

وقد أصدرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بياناً الأسبوع الماضي تعبر فيه عن قلقها العميق من الحوادث الأخيرة بما في ذلك العنف ضد الكنيسة القبطية وغيرها من المباني الدينية علاوة على الهجمات على وسائل الإعلام.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة طارق ميتري أن "القيم العالمية للتسامح والاعتدال واحترام الاختلاف متأصلة بعمق في التراث الثقافي والديني للمجتمع الليبي".

وأضاف ميتري أن "تلك القيم ينبغي أن تكون الأساس الذي تُبنى عليه ليبيا الجديدة".

وخلال حكم القذافي الذي دام 41 عاماً وضعت شبكة المراقبة الحكومية حداً للتطرف الديني وتم سجن الآلاف من المسلمين الراديكاليين، لكن العديد منهم ساعد في الإطاحة بالقذافي وشكلوا ميليشيات مسلحة في أنحاء البلاد.

ومنذ انتهاء القتال، قام بعض السلفيين الذين يفضلون التفسير الحرفي للإسلام، بمئات الهجمات على المساجد والقبور والأضرحة للطوائف الإسلامية الأخرى وخاصة الصوفيين.

وقد تم هدم مسجد الشعاب الدهماني في وسط العاصمة الليبية طرابلس في شهر أغسطس بالإضافة إلى حوالي 50 قبراً من القبور الصوفية بما في ذلك مقبرة العالم الإسلامي الليبي عبد الله الشعاب.

وتظهر لقطات في وسائل التواصل الاجتماعي قوات الأمن الليبية وهي موجودة أثناء عمليات التدمير دون أن تقوم بالتدخل. وقد ذكر موقع أخبار "ليبيا هيرالد" أنه قد تم احتجاز ثلاثة من الصحفيين التابعين لمحطة تلفزيون العاصمة قد تم احتجازهم من قبل قوات الأمن بينما كانوا يحاولون تغطية أحداث التدمير.

وقد قام وزير الداخلية الليبي المؤقت بتقديم استقالته بعد الحادث وقال رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف أن المسؤولين عن تلك الهجمات هم للأسف متحالفون مع اللجنة الأمنية العليا التي تم إنشاؤها في نهاية الحرب الأهلية في أكتوبر 2011 بواسطة المجلس الوطني الانتقالي كوسيلة لتحقيق المزيد من المركزية في مجال الأمن في العاصمة طرابلس.

ويلقي معظم الخبراء ووسائل الإعلام الليبية باللوم في أعمال التدمير المنسقة للمساجد والأضرحة على جماعة أنصار الشريعة السلفية الليبية.

ومن المنظور السلفي فإن أعمال التدمير كانت ضرورية من أجل "تجنب الشرك" ومنع "الفساد الديني" ووضع حد لانتشار الانحرافات الدينية الأخرى مثل "السحر الأسود".

ويعتبر انعدام الأمن أحد الشواغل الرئيسية للحكومة الجديدة التي ما تزال في مرحلة إنشاء قوة شرطية وجيش وطني حديث.

سلسلة من الهجمات على المسيحيين

وقد شهدت الأسابيع القليلة الأخيرة عدداً من الهجمات على الطوائف المسيحية بما في ذلك حادث طرابلس عندما قام رجل مسلح بدخول كنيسة سان فرانسسكو الكاثوليكية وفتح النار على القس.

وقال الأسقف مارتينيلي: "لقد أراد أن يقتله إذ فتح النار باستخدام بندقية إي كيه 47 من على مسافة مترين إلى 3 أمتار"، مشيراً إلى أن الحادث مازال قيد التحقيق.

وقد تم تعزيز الأمن على أبواب الكنيسة الآن، لكن مرتاديها لا يشعرون بالاطمئنان تماماً. وقالت صونيا التي صرحت فقط باسمها الأول: "أواصل الإمساك بالصليب على صدري. لكنني خائفة". وقد جاءت صونيا من حلب في سوريا وهي تعيش في ليبيا منذ 35 عاماً. وأضافت قائلة: "أنا أرمينية وواحدة من بضع عشرات من الأرمن الذين بقوا في البلاد منذ بداية الثورة في ليبيا... نحن قلقون جداً بشأن الأمن".

ويبدو أن الأجزاء الشرقية من البلاد هي الأكثر تضرراً من التهديدات والهجمات ضد المسيحين.

ففي الثالث من مارس قامت جماعة أنصار الشريعة (التي يزعم تورطها في الهجوم على القنصلية الأمريكية يوم 11 سبتمبر 2012) بمحاصرة المدرسة الأوروبية في بنغازي واتهمت المدرسين بالترويج للمواد الإباحية، إذ اعتبرت تقديم مواد عن التربية الجنسية للطلاب أمراً غير مقبول.

ويوم 28 فبراير، قام رجل مسلح بالهجوم على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بنغازي والاعتداء على قسيسين على الرغم من عدم إصابتهما في الحادث.

وفي الوقت نفسه، تم احتجاز 50 إلى 100 قبطي في المدينة (من العمال المصريين في ليبيا) بتهم "نشر المسيحية". وطبقاً لما ذكرته السلطات كان بحوزة المعتقلين أناجيل وكتب مسيحية وصور مقدسة.

ويوم 17 فبراير (الذكرى الثانية للثورة)، تم إلقاء القبض على أربعة مسيحيين- مواطن سويدي يحمل الجنسية الأمريكية ومصري وجنوب أفريقي وآخر من كوريا الجنوبية- بواسطة وحدة "الأمن الوقائي" بتهمة التبشير وتوزيع الكتب الدينية. وينتظر المبشرون الأربعة المحاكمة ويمكن أن يواجهوا عقوبة الإعدام.

ويوجد لدى الميليشيات السلفية وجود قوي في المدينة بينما يتمتع أنصار الشريعة بدعم واسع في المنطقة، طبقاً لما ذكره أسامة الشريف المتحدث الرسمي باسم المجلس المحلي في بنغازي.

وكان الهجوم الأول على المجتمع المسيحي في ليبيا منذ الثورة في سبتمبر 2012 في إقليم مصراتة الغربي عندما قام أربعة رجال باقتحام كنيسة القديس جيورجيو دافنيا الأرثوذكسية اليونانية وإحراق ثلاث أيقونات والأعلام اليونانية والقبرصية.

وبعدها بثلاثة أشهر في 29 ديسمبر، تم إلقاء قنابل يدوية على نفس الكنيسة مما أدى إلى مقتل مصريين قبطيين. وقد قام بتنفيذ الهجوم جماعة مصرية أصولية ويزعم أن سبب الهجوم غضبها حيال فيلم مثير للجدل حول الرسول.

اتفاق مؤقت

ولا توجد أرقام رسمية عن الطوائف الدينية في ليبيا. وتشير التقديرات إلى وجود 1.5 مليون أجنبي في البلاد من بينهم نحو 100,000 مسيحي، وفقاً لمصادر مسيحية محلية- وغالبية هؤلاء هم من الأقباط والروم الكاثوليك وبعض الأرثوذكس اليونانيين والبروتستانت والإنجيليين.

وقال المطران تيموثيوس بشارة، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية في طرابلس، أن الأقباط الذين فروا أثناء القتال الذي استمر تسعة أشهر في عام 2011 قد عادوا مرة أخرى.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال المطران تيموثيوس: "نحن الأقباط نعيش بسلام في ليبيا. وبعد الهجوم على الكنيسة القبطية بالقرب من مصراته قامت الحكومة والمجلس المحلي بتقدم الدعم الكامل لنا والالتزام بضمان قدر أكبر من الأمن لمجتمعنا. الأقباط أكثر أماناً في ليبيا من مصر الآن والسلطات تقوم بالتحقيق في التهديدات الأخيرة".

ومباشرة بعد الاعتداء على القساوسة الأقباط الأرثوذكس نهاية فبراير الماضي في بنغازي، أدان وزير الخارجية الليبي الاعتداء من قبل ما أطلق عليهم "رجال مسلحين غير مسؤولين" وقال أن الحادث يتعارض مع تعاليم الإسلام والحقوق الأساسية.

وقال قس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية فاسيهار باسكاران في موعظة تلت القبض على الأشخاص الأربعة من المسيحيين الكاثوليك أنه "أثناء عهد القذافي لم تقم السلطات بإصدار أي قيود على الأقليات الدينية حيث كان هناك اتفاق ضمني على حظر التبشير".

np/jj/cb-hk/dvh

"

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join