1. الرئيسية
  2. West Africa
  3. Mauritania

المنظمات الإنسانية تحذر من الاستهانة باحتياجات موريتانيا

Residents of Seyinna Gababe, a village 18km from Kaédi, had no food stocks at all as of December 2012 - as they were waiting for the harvest to begin in January (later than rain-fed agriculture as decrue relies on water to recede to plant on it) Anna Jefferys/IRIN

على الرغم من الحصاد الجيد وتوافر مراعي الماشية، تقول المنظمات الإنسانية أنها والجهات المانحة لا يجب أن تستهين بالضعف في موريتانيا، خاصة بعد اعترافها بأنها قللت من شأن الأزمة بشكل خطير في عام 2012 بسبب عدم ملائمة نظم التقييم وعدم كفاية الرسائل التحذيرية الموجهة إلى الجهات المانحة طلباً للاستجابة.

وقال آلان كورديل، المدير القطري برنامج الأغذية العالمي، في حوار عبر الهاتف أُجري مؤخراً من العاصمة نواكشوط: "لقد استهنا جميعاً بحجم الأزمة: المجتمع الدولي وجميع شركائنا. إننا ندرك هذا ونقر بارتكاب الخطأ".

ففي عام 2011، انخفض الإنتاج الزراعي بنسبة "لا تصدق" بلغت 40 بالمائة، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي. وقال كورديل أن "هذا لم يحدث قط في الماضي".

وقد استعد برنامج الأغذية العالمي لتقديم استجابة على نطاق واسع في أبريل 2012، ولكن قبل ذلك، لم يتلق الكثير من الناس مساعدات تذكر طوال ما يقرب من عام كامل. "كانوا عرضة لمخاطر شديدة." ويعترف برنامج الأغذية العالمي أنه استجاب لهذه المشكلة في وقت متأخر جداً.

ونظراً لهطول أمطار غزيرة هذا العام، ارتفع الإنتاج الغذائي للحبوب البعلية (الأرز والدخن والذرة الرفيعة) بنسبة 25 بالمائة عن متوسط الخمس سنوات الماضية في موريتانيا، وفقاً لتوقعات نظام الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWSNET) التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن الفترة من يناير إلى يونيو، في حين لا يزال حصاد محاصيل سهول الفيضانات مستمراً. كما أن أسعار الحبوب المستوردة - التي توفر 70 بالمائة من احتياجات موريتانيا من الحبوب - مستقرة إلى حد كبير.

مع ذلك، ضاعفت المنظمات الإنسانية في موريتانيا طلباتها التمويلية التي قدمتها في عام 2012، ودعت إلى توفير 180 مليون دولار في عام 2013.

ويرجع هذا أساساً إلى ارتفاع عدد الأشخاص المتوقع إصابتهم بانعدام الأمن الغذائي من 700,000، وفق التقديرات الأولية في مطلع عام 2012، إلى 1.1 مليون نسمة. ويعود ذلك جزئياً إلى الضعف المتراكم من عام 2012.

"في عام 2013، لن تكون الأزمة هي القضية، بل ستكون آثار أزمة [2012] هي المشكلة،" كما أشارت ساندرين فلامون، رئيسة منظمة العمل ضد الجوع الإسبانية في موريتانيا.

ومن المتوقع أن يصاب حوالي 72,000 موريتاني بسوء التغذية المعتدل أو الحاد في عام 2013.

عدد التقييمات أقل كثيراً من المطلوب

وأوضح برنامج الأغذية العالمي أن تقييمات الأمن الغذائي والتغذية تُجرى مرتين سنوياً في جميع أنحاء موريتانيا (عادة في ديسمبر ويونيو) لكن الكثير قد يحدث في تلك الأشهر الستة ولذلك هناك حاجة إلى تقييمات أكثر تواتراً لإظهار تطور الأزمة.

وقدر تقييم الأمن الغذائي في ديسمبر 2011 عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في موريتانيا بنحو 800,000 شخص، لكن هذا الرقم ارتفع إلى 1.2 مليون شخص بحلول يوليو 2012. وأكد كورديل أن هذا العدد كان مرشحاً للزيادة؛ وبالتالي اقتربت احتياجات 2013 من هذا الرقم.

وأضاف قائلاً: "كنا مصابين بالعمى. ففي الأشهر الستة لا يمكنك رؤية أي تطور".

وتجدر الإشارة إلى أن تقييمات الأمن الغذائي باهظة التكاليف، إذ تبلغ تكلفة التقييم الواحد 90,000 دولار، في حين تبلغ تكلفة مسوحات التغذية التي تتم وفق مبادرة الرصد الموحد وتقييم الإغاثة والحالات الانتقالية (SMART) 150,000 دولار. وأوضح كورديل قائلاً: "لا نملك الموارد الكافية لإجراء المزيد".

لكن وكالات الإغاثة بدأت في إدخال تعديلات، إذ يناقش برنامج الأغذية العالمي إقتراح إنشاء وحدة رصد في لجنة الأمن الغذائي (CSA) الحكومية، وهذا من شأنه إقامة نقاط مراقبة في المناطق المعرضة للخطر. وفي هذه الحالة، ستقوم لجنة الأمن الغذائي بإجراء مسوحات أسرية شهرية مستهدفة ومحدودة بغرض إعطاء لمحة سريعة عن بعض الاتجاهات الكبرى.

كما تدعو منظمة العمل ضد الجوع إلى رصد أفضل في المناطق المستهدفة، وتنادي بإجراء تحليلات أسبوعية للأسواق والحالة التغذوية. وتعد هذه المنظمة حالياً خطة رائدة لتجميع بيانات أفضل بشأن سوء التغذية يمكن إرسالها عبر خدمة الرسائل النصية القصيرة لتعزيز المراقبة اللحظية.

"مشكلة الصورة الذهنية"

As of end of 2012 the harvest in Mauritania was far better than 2011 due to decent rains. Fields outside of Kaedi in the Gorgol region
الصورة: آنا جفريز/إيرين
استفادت الحقول في منطقة غورغول من تحسن هطول الأمطار
قال الموظفون الذين تحدثت إليهم شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنهم يأملون أن تمكنهم المعلومات الأفضل من توصيل آرائهم بمزيد من الفعالية إلى الجهات المانحة في المستقبل. وتوجد مشكلة أخرى تتعلق بالصورة الذهنية بسبب قلة عدد سكان البلاد نسبياً. وقد أوضح كورديل أن "الجهات المانحة تفضل تقديم الأموال إلى بوركينا فاسو التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة أو أربعة أضعاف سكان موريتانيا". (يصل عدد سكان بوركينا فاسو إلى حوالي 17 مليون نسمة، بينما يبلغ عدد سكان موريتانيا 3.3 مليون نسمة).

وهذه الأرقام المنخفضة نسبياً (في حين كان 700,000 شخص في موريتانيا في البداية يعانون من انعدام الأمن الغذائي المؤكد قبل ارتفاع هذا العدد، كان عددهم في النيجر 6.4 مليون شخص، وفي مالي 4.6 مليون شخص) غالباً ما تجعل وكالات الإغاثة تحد بشكل تلقائي من نداءات التمويل، ممارسة بذلك شكلاً من أشكال الرقابة الذاتية. "فهناك حاجز نفسي يمنع الناس من طلب أموال أكثر مما ينبغي، ولذلك نقول فقط دعونا نفعل ما في وسعنا بالمال القليل المتاح لدينا،" كما أشار كورديل.

ويتوقع نظام الإنذار المبكر بالمجاعة أن يتمكن العديد من المزارعين المثقلين بالديون من خفض أعباء ديونهم هذا العام، وبناء مخزونات محتملة من الحبوب في القرى. لكنه يتوقع أيضاً انخفاضاً في المساعدات الإنسانية في عام 2013، التي كانت ضرورية بالنسبة للكثيرين في عام 2012، مما سيجعل بعض السكان معرضين لمخاطر شديدة - لاسيما الأقلية الذين عانوا من ضعف المحصول هذا العام أيضاً.

وفي ديسمبر 2012، تحدثت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إلى المزارعين التي دمرت الفيضانات محاصيلهم بعد انهيار السدود الصخرية. ويقول نظام الإنذار المبكر بالمجاعة أن الجنادب والطيور أكلت البذور التي زرعها مزارعون آخرون. ومن المرجح أن يواجه الرعاة أيضاً صعوبات حادة في الوصول إلى المراعي نظراً لتعذر الوصول إلى جزء كبير من الحدود مع مالي بسبب الأزمة هناك.

ويؤكد نداء الساحل لعام 2013 على القدرة على المواجهة والحاجة إلى التصدي للأسباب الجذرية للجوع والفقر. وفي حين من المتوقع أن يكون عام 2013 أفضل من عام 2012، إلا أن الضعف المزمن الذي يعاني منه المزارعون والرعاة، على خلفية التركيز على الحلول الطارئة قصيرة المدى، لم تكن له صلة تذكر بالقدرة على المواجهة حتى الآن، حسبما ذكرت منظمة العمل ضد الجوع وبرنامج الأغذية العالمي.

وأضاف كورديل قائلاً: "إنهم يتحدثون عن القدرة على المواجهة، بينما السكان هنا يحتضرون".

aj/cb-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join