أفاد خبراء البيئة أن الجفاف المستمر في جنوب الأردن قد يؤدي إلى هلاك الآلاف من أشجار الزيتون في مدينة الكرك التي تبعد 120 كلم عن العاصمة عمّان، وعزوا السبب في ذلك إلى ظاهرة التغير المناخي.
وفي هذا السياق، أخبر أحمد الكوفحي، المدير التنفيذي لجمعية البيئة الأردنية شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: نحن نشهد ارتفاعاً متزايداً في درجات الحرارة أثناء الصيف وانعدام المطر في الشتاء... ومن المتوقع أن تزداد مشكلتنا تفاقماً في المستقبل وأن يضرب الجفاف جميع أنحاء المملكة".
من جهته، قال عبد الله فاضل، وهو مزارع من بلدة العراق التي تقع على بعد 20 كلم من مدينة الكرك، أنه ربما ينتهي الأمر بموت أشجار الزيتون في البلدة قبل قدوم فصل الشتاء.
وأضاف قائلاً: "في العام الماضي شهدنا القليل من المطر أثناء الشتاء مما أدى إلى انخفاض إنتاج الزيتون مقارنة بالسنوات السابقة. ولكننا نخشى الآن من موت جميع الأشجار لأننا لم نتمكن من سقيها منذ مدة".
ويقول المزارعون أن 30,000 شجرة زيتون تقريباً على شفا التحول إلى أخشاب ميتة بعد جفاف الينابيع في المنطقة. وقد لجأ العديد منهم لشراء حاويات المياه ولكن ارتفاع ثمنها منعهم من سقي أشجارهم بصورة مستمرة.
وأضاف فاضل: "ما زال فصل الشتاء بعيداً. لا أعرف ماذا سيحدث حتى تسقط القطرة الأولى من المطر ولكن يبدو أن جميع الأشجار في المدينة ستموت".
وكانت المنطقة تضم أكثر من 20 ينبوعاً من المياه الجارية خلال العقود الماضية كانت تساهم في تحويل البلدة إلى واحة صغيرة. ولكن خبراء البيئة يقولون أن الانخفاض المتوالي في مستويات هطول الأمطار جفف 15 ينبوعاً منها على الأقل.
ويستعمل السكان المحليون مياه الينابيع للغسيل والطبخ لأن السلطات تطبق نظام ترشيد المياه للمنازل في مدن وبلدات المملكة بسبب النقص المزمن في المياه. بالإضافة إلى ذلك، تبنت الحكومة سياسة تمنع حفر ينابيع المياه الجوفية في محاولة منها للمحافظة على المياه.
ووفقاً لأكثم مدانات، مدير مديرية زراعة الكرك، من المتوقع أن يؤدي الجفاف إلى انخفاض إنتاج الزيتون بنسبة 50 بالمائة هذا العام.
وقد دعا سكان بلدة العراق البالغ عددهم حوالي 7,000 نسمة لبناء سدود للمساعدة في تجميع أكبر كمية ممكنة من مياه الأمطار خلال موسم الشتاء.
ويعد الأردن واحداً من أكثر 10 دول فقراً في العالم من حيث المياه. ووفقاً لسلامة الحياري، الأستاذ في الجامعة الأردنية، لا تحتوي المملكة التي تشكل الصحراء معظم أراضيها على أية أنهار قادرة على تزويدها بالمياه بعد أن تحول نهر الأردن إلى جدول صغير بسبب تحويل إسرائيل لروافده لأغراض زراعية. كما لا يوجد في الأردن بحيرات طبيعية بل يعتمد بشكل كلي على الأمطار لتوفير المياه للسكان البالغ عددهم حوالي 5.6 مليون نسمة.
"