1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa

الفشل في الفلوجة

ضرورة الاستفادة من الدروس من أجل الموصل

Women walk in the desert UNHCR/Anmar Qusay

على الرغم من أن الجيش العراقي قد أعلن (ليست المرة الأولى) أنه قد تمكن أخيراً من دحر ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في الفلوجة، يمكن أن نغفر لسكان المدينة السابقين عدم تنفس الصعداء.

فبعد 18 شهراً تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية، والحصار الذي فرضته القوات المسلحة العراقية، والذي أدى إلى نقص خطير في الغذاء والدواء، ورحلة محفوفة بالمخاطر في غياهب الصحراء، يعيش العديد من النازحين الجدد الآن من دون خيام، أو كميات كافية من المياه، أو المراحيض.

وقالت المنظمات الإنسانية العاملة على الأرض أن الاستجابة لنزوح سكان المدينة بأكملهم تقريباً - ما بين 60,000 وأكثر من 80,000 شخص اعتماداً على الجهة التي تقوم بالإحصاء - كانت غير منظمة في أحسن الأحوال. وكان تقييم الجهات الأخرى أكثر قسوة، إذ قال عامل إغاثة عاد مؤخراً من المخيمات الجديدة أن "عمال الاغاثة يركضون مثل دجاجة مقطوعة الرأس".

وبينما يكافحون للحاق بالركب ومع اقتراب الحملة العسكرية التي طال انتظارها لاستعادة السيطرة على الموصل (قال رئيس الوزراء حيدر العبادي يوم الإثنين الماضي أن العلم العراقي سوف يرفرف فوق ثاني أكبر مدينة في البلاد قريباً)، تشعر العديد من المنظمات الإنسانية بالقلق إزاء سوء استعدادها لهذا التحدي.

وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال كارل شمبري، المتحدث باسم المجلس النرويجي للاجئين: "عندما يحدث الهجوم على الموصل، نرجو أن يكون الله في عوننا".

"لقد خذل المجتمع الإنساني بأسره العراق - من الجهات المانحة، إلى الحكومات والمنظمات المنفذة على الأرض. لقد كشفت الفلوجة كل عيوبنا، وكانت هناك عواقب وخيمة بالنسبة لعشرات الآلاف من المدنيين النازحين،" كما أضاف.

ويوجد ما بين 800,000 و 1.5 مليون شخص في الموصل - مرة أخرى، يعتمد هذا على الجهة التي تسألها - وهي أرقام يتضاءل أمامها عدد سكان الفلوجة.

وقد ألقت شبكة الأنباء الإنسانية نظرة فاحصة على عملية الإغاثة في الفلوجة وسألت عن الأخطاء وما إذا كان المدنيون العالقون في معركة العراق القادمة سيتلقون المساعدات التي يحتاجون إليها ويستحقونها.

إلى أي مدى تعتبر المخاوف بشأن التمويل والأمن أعذاراً لضعف وعدم كفاية الاستجابة لنزوح المدنيين من الفلوجة؟ وإلى أي مدى يمكن حقاً لوم العادات السيئة الأكثر عمقاً، وضعف التنسيق وثقافة العزوف عن المخاطرة؟

هل يتعلق الأمر بالمال؟

ليست الفلوجة سوى أحدث حلقة في سلسلة النزوح الجماعي في العراق التي بدأت في يناير 2014 عندما دخلها تنظيم الدولة الإسلامية من سوريا دون مقاومة تُذكر. ووفقاً لأحدث الإحصاءات، نزح أكثر من 3.3 مليون عراقي، أي حوالي 10 بالمائة من السكان، داخل البلاد.

ومنذ ذلك الحين، يكافح النظام الإنساني، الذي ترأسه الأمم المتحدة، لمواجهة الموقف. وقد تم إرسال فريق من كبار مسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إلى العراق لاستعراض العمليات الإنسانية في مايو 2015، وبعد وقت قصير أصدر "استعراض الأقران التشغيلي" (OPR) وهو تقرير داخلي، حصلت عليه شبكة الأنباء الإنسانية، ولم يتم إعلان نتائجه من قبل.

ويشدد التقرير على "الحاجة إلى توسيع نطاق التأهب للزيادات شبه المؤكدة في الاحتياجات الإنسانية نتيجة لتصاعد الصراع؛ وهو تأهب يعوقه نقص التمويل".

والتمويل هو الذي جعل النظام غير مستعد بالكامل لما حدث في الفلوجة، وفقاً لليزا غراندي، منسقة الشؤون الانسانية للأمم المتحدة في العراق.

كانت الفلوجة معروفة منذ وقت طويل بأنها على رأس أولويات الجيش العراقي خلال معركته ضد تنظيم الدولة الإسلامية، التي تمت بمساندة ميليشيات محلية والقوة الجوية الأمريكية.

وفي شهر أبريل - عندما أصبح من الواضح أن الإمدادات تتناقص داخل المدينة - أخبرت غراندي شبكة الأنباء الإنسانية أن الأمم المتحدة كانت في سبيلها لتوسيع نطاق تواجدها في المناطق التي من المتوقع أن يشد النازحون الرحال إليها.

"نحن نحصل على أشياء أكثر ... مخيمات وخيام، وننقل الإمدادات إليها".

ولكن هذا لم يحدث كما كان مخططاً له - تم التخزين المسبق لبعض الإمدادات وإنشاء مخيمات - ولكنها لم ترتق إلى المستوى المطلوب. وقالت غراندي أن السبب في ذلك ببساطة هو عدم وصول الأموال.

وأضافت أن "التمويل لم يصل وبالتالي كنا عالقين تماماً".

إن مشاكل الميزانية حقيقية. لم يتلق النداء الإنساني الذي تقوده الأمم المتحدة في العراق سوى 36 بالمائة من 861 مليون دولار تقول أنها بحاجة إليها في عام 2016، (وقد صدر تعهد جديد بتقديم 36 مليون دولار على الأقل).

وعلى الرغم من محدودية هذا التمويل، فإنه نسبياً النداء الإنساني الرئيسي الأفضل تمويلاً في عام 2016.

ومع ظهور العديد من الأزمات الإنسانية في الشرق الأوسط وحده، أصبحت الجهات المانحة تفتقر إلى السيولة النقدية. وفي شهر أبريل الماضي، حذر مسؤول إغاثة كبير في الاتحاد الأوروبي يدعى جون-لوي دي بروير من أن المال كان مصدر قلق رئيسي بالنسبة لمقدمي المساعدات في العراق.

وأضاف أن "الاحتياجات تتزايد بسرعة الصاروخ والموارد لا تنمو. أخشى أيضاً من إصابة المانحين بالإرهاق، وليس الإجهاد".

كما لدى المنظمات الفردية مخاوف بشأن التمويل أيضاً. وعادة ما يأتي تمويلها في شكل منح قصيرة الأمد تقدمها الحكومات. ومن المتوقع أن تنفقه في هذا الإطار الزمني، مما يجعل من الصعب ادخار مخزونات الغذاء والخيام وإمدادات المياه النظيفة والمراحيض.

"كنا جميعاً نعلم أن أزمة الفلوجة على وشك الظهور،" كما أفاد شمبري، ولكنه أوضح أن أزمة النزوح المزمنة في البلاد جعلت من الصعب الاستعداد (كانت الفلوجة مدينة واحدة فقط من المدن التي تم الحديث عنها باعتبارها الخطوة التالية للجيش العراقي).

وتساءل مستنكراً: "لقد سمعنا عن [معارك الفلوجة] والموصل طوال العامين الماضيين، فهل ينبغي ملء مئات المخازن بالمراحيض، بينما يحتاج إليها الناس الآن في مكان آخر؟"

اللعب بطريقة آمنة؟

ولكن هذه المشكلة تنطوي على أكثر من مجرد تمويل.

في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية، قال جويل تشارني، المدير في المجلس النرويجي للاجئين والموظف المخضرم في المنظمات الإنسانية، أنه حتى لو انخفض التمويل وفوجئت المنظمات الإنسانية بسرعة النزوح (30,000 في غضون أيام)، فإن هذا ليس عذراً يبرر بطء الاستجابة.

وخلال الفترة من أواخر مايو، عندما أعلنت الحكومة العراقية عن هجومها على الفلوجة، إلى الآن، كان يمكن القيام بشيء ما.

"أنا أصر على أنه كان هناك وقت كاف لتنظيم شيء ما لتجنب الفوضى التي نشهدها الآن،" كما أضاف تشارني في حديثه مع شبكة الأنباء الإنسانية.

People line up for aid
Karl Schembri/NRC
The exodus of some 30,000 people from Fallujah in a matter of days initially shocked aid agencies

وقد تكون بيئة العمل جزءاً من الصعوبة. وعلى الرغم من أن الفلوجة تبعد 60 كيلومتراً فقط عن بغداد، إلا أنها تتبع محافظة الأنبار في غرب العراق، وهي كبرى المحافظات العراقية، التي تضم أيضاً معقلاً سابقاً آخر لتنظيم الدولة الإسلامية، وهو الرمادي.

ويؤكد استعراض الأقران التشغيلي لعام 2015 أن "الاستجابة الإنسانية تتركز في المناطق التي يمكن الوصول إليها ... ولا تستهدف بالضرورة أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها".

وفي حالة العراق، عادة ما تكون المنطقة المقصود بعبارة يمكن الوصول إليها هي إقليم كردستان المتمتع بحكم شبه ذاتي والهادئ نسبياً، حيث أقامت العديد من منظمات الإغاثة مخيمات.

ولا يبدو أن أي تغيير يستحق الذكر قد حدث منذ صدور الاستعراض. بل إن غراندي أخبرت شبكة الأنباء الإنسانية أن "واحدة من المعوقات الرئيسية التي تواجهنا هي أن عدداً قليلاً جداً من شركاء الخطوط الأمامية يعملون في الأنبار".

ومن أجل التوضيح، توجد سبع منظمات إغاثة (بما في ذلك مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) تعمل رسمياً على توفير المأوى في محافظة الأنبار (على الرغم من أن إيرين فهمت أن اثنتين منها لا تشاركان في الاستجابة لأزمة الفلوجة)، حيث كان هناك 578,208 نازحاً داخلياً - قبل الفلوجة على الأقل.

في المقابل، كانت هناك 48 منظمة - أكثر سبع مرات - تعمل لتوفير المأوى في دهوك، وهي محافظة تابعة لحكومة إقليم كردستان ويوجد بها 397,290 نازحاً.

وهناك تذمر من أن المؤسسات الكبرى لم تكثف عملها في الأنبار، على الأقل ليس في الوقت المناسب لمساعدة النازحين من الفلوجة.

لدى وكسفام، على سبيل المثال، مكتب في بغداد ولكن ليس لها وجود في الأنبار. وقالت أنها تركز جهودها في شمال شرق العراق (الذي يسيطر عليه الأكراد). وقال متحدث باسم منظمة أوكسفام لشبكة الأنباء الإنسانية عن طريق البريد الإلكتروني أن المؤسسة الخيرية "قلقة للغاية بشأن الوضع في الفلوجة في الوقت الحالي، ولكن بقدر ما قد نرغب في ذلك، لا يمكن لأوكسفام أن تتواجد في كل مكان. نحن نكافح حالياً لتنفيذ أكبر عملية إغاثة طارئة في تاريخنا - وهو جهد مدفوع إلى حد كبير بفرار اللاجئين والنازحين من ديارهم".

وفي السياق نفسه، قالت منظمة غير حكومية رئيسية أخرى، هي إنقاذ الطفولة ، لشبكة الأنباء الإنسانية أنها على الرغم من عدم عملها في محافظة الأنبار في الوقت الحالي، فإنها تقوم بإجراء تقييم للاحتياجات في المخيمات في المنطقة المحيطة بالفلوجة استعداداً لتقديم المساعدة هناك.

Map of Iraq
UN OCHA
135 aid organisations were working in Iraq as of August 2015

وللدفاع عنهم، حتى لو أرادت المنظمات أن تندفع فجأة إلى الأنبار للمساعدة في ما أصبح وضعاً بأساً على نحو متزايد، فإنها ليست مهمة بسيطة.

فهناك روتين ينبغي التغلب عليه في بغداد، ناهيك عن الوقت الذي تستغرقه المنظمات الإنسانية لتأسيس وجود في المحافظة، والعثور على موظفين، وتأسيس الثقة مع السلطات المحلية والسكان.

وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الدنماركي للاجئين من المنظمات التي تعمل في الأنبار هذا العام. وقال ستيف ديوتيكوم القائم بأعمال المدير القُطري في العراق أن المشكلة التي تواجه الاستجابة هي عدم وجود جماعات إغاثة على الأرض.

"كانت هناك منظمات دولية قليلة على الأرض في الأنبار منذ بضعة أشهر فقط، ويرجع ذلك أساساً إلى انعدام الأمن وعدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية من قبل،" كما أفاد ديوتيكوم في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى شبكة الأنباء الإنسانية.

وأضاف أن "التحديات التي نواجهها متعددة. من بيئة غير آمنة؛ وإمكانية الوصول إلى الأنبار، نظراً لإغلاق جسر بزيبز [الذي تسيطر عليه الحكومة] في مناسبات مختلفة في الماضي؛ وعدم وجود تنسيق كاف على مختلف المستويات".

من جانبه، شدد الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر رالف الحاج أيضاً على أهمية الحفاظ على وجود على الأرض: "إن المبدأ الذي نعمل على أساسه هو التواجد على مقربة من الناس، لأنك إذا لم تكن قريباً، لن تكون قادراً على الاستجابة بسرعة". والجدير بالذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليست عضواً رسمياً في نظام المساعدات الذي تقوده الأمم المتحدة، لكنها تنشط في الأنبار.

الخيام المفقودة

وقد مر الآن أكثر من شهر منذ أن أعلن الجيش العراقي بدء معركته ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الفلوجة. ومر أكثر من 10 أيام منذ هروب 30,000 شخص في غضون ثلاثة أيام، فضلاً عن فرار ما يقدر بنحو 32,000 في الأسابيع التي سبقت ذلك.

وتقول كل منظمة إنسانية على الأرض أن الاستجابة كانت أبعد ما تكون عن المثالية. وكانت تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى وجود 50,000 مدني داخل المدينة؛ ولكن يبدو الآن أنها ربما كانت تضم أكثر من 80,000.

وكما قال ديوتيكوم، "عاشت المئات، إن لم تكن الآلاف، من الأسر في العراء لعدة أيام من دون فرصة للحصول على الخدمات الأساسية، ولذلك لم تكن الاستجابة الإنسانية مرضية".

أما شمبري من المجلس النرويجي للاجئين فكان أكثر حدة: "ماذا سيميزنا عن تنظيم الدولة الإسلامية إذا تخلينا عن الناس الذين فروا منهم في اللحظة التي تشتد فيها حاجتهم إلينا؟"

Family shelters under a sheet
Karl Schembri/NRC
While the aid response has now been scaled up, dozens of families are still without shelter

وكانت إحدى أهم الشكاوى هي أن المدنيين المستضعفين تُركوا لتحمل درجات حرارة أعلى من 45 درجة مئوية من دون حتى خيمة تأويهم من قسوة الطبيعة.

كان يمكن، ويجب، تفادي ذلك.

عندما خرج 30,000 شخص من الفلوجة في غضون أيام وفاجأوا عمال الإغاثة، ربما لم يكن من الممكن توفير خيام لجميع الآشخاص المنتظرين، ولكن من الصعب تبرير هذا التأخير الطويل.

"كنا نريد المزيد من الخيام في الأنبار، ولكننا فعلنا كل ما يمكننا القيام به في إطار الميزانية الحالية،" كما أفاد رئيس مكتب المفوضية في العراق برونو غيدو.

في البداية، كانت الحكومة العراقية - التي تعاني من نقص التمويل أيضاً - تقوم بتوفير الخيام للنازحين حديثاً. وكذلك فعلت الحكومة السعودية. ولكن عندما لم تكن هذه الخيام كافية، توقعت المنظمات العاملة على خط المواجهة أن ترسل المفوضية عدداً كبيراً من الـ10,000 خيمة التي تحتفظ بها دائماً في بغداد، أو الـ10,000 خيمة الأخرى الموجودة في أربيل، عاصمة إقليم كردستان. فهي مخزنة لاستخدامها في مثل هذه الحالات.

ولكن الخيام لم تأت بعد. وحتى نهاية الأسبوع الماضي، تم إرسال 1,533 خيمة فقط.

لماذا؟ لا يبدو أن هناك اتفاق على رأي محدد.

وقال موظف عراقي رفيع المستوى في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن المفوضية ببساطة فوجئت بالأزمة.

"عندما بدأت العمليات [العسكرية] وبدأ الناس في الرحيل، فوجئنا بعدد الأسر. كان أكبر بكثير مما كنا نخطط له، وأصابنا ذلك بالارتباك".

وقال أيضاً أن نقل الخيام عبر جسر بزيبز كان يتطلب الحصول على إذن من السلطات العراقية التي لم تمنحه. وفي معظم الحالات، لا تستطيع الأمم المتحدة إيصال الإمدادات بنفسها بسبب الوضع الأمني.

وأفاد نفس الموظف في المفوضية أن الشركة التي تعاقدت معها الأمم المتحدة لا تدفع رشاوى عند نقاط التفتيش، وهذا "يلعب دوراً رئيسياً في تأخير المساعدات ويعرقل تسليمها في الوقت المحدد".

من جهتها، أكدت غراندي أن الخيام ينبغي أن تكون قد تحركت الآن. ولكن حقيقة أن الأمر استغرق كل هذا الوقت الطويل تبعث على القلق وتشير إلى ثغرات في التنسيق - وهو بالضبط ما ينبغي أن تقوم به منظومة الأمم المتحدة، وهي قضية أبرزها استعراض 2015.

من جانبها، اعترفت غراندي بأن التنسيق كان مشكلة. "أعتقد أن كل من درس الوضع في الفلوجة يدرك أن ما حدث هو عملية كنا نهرول لمحاولة وضعها على المسار الصحيح، ونحن ندرك أن هناك العديد من الثغرات في الاستجابة، وفي تغطية عملياتنا، وفي التنسيق كذلك،" كما أخبرت إيرين.

إلى الأمام وإلى أعلى؟

وكانت المنظمات الإنسانية أيضاً مهملة عندما وضعت خططاً للفلوجة على أساس الأحداث التي وقعت في مدينة الرمادي، وهي معقل آخر كبير لتنظيم الدولة الإسلامية، كما قال غيدو من المفوضية.

"لقد تأثرنا بالوضع في الرمادي. كنا نظن أن حصار الفلوجة الطويل الأجل سينتج وضعاً مماثلاً للرمادي، حيث خرجت أعداد يمكن إدارتها من الناس،" كما أوضح.

نزح نحو 40,000 شخص من الرمادي عندما خاض الجيش العراقي وحلفاؤه حرباً ضد تنظيم الدولة الإسلامية لما يقرب من ثمانية أشهر، ولكن لم يحدث شيء مثل النزوح المفاجئ الذي حدث في الفلوجة.

عندما لم يحدث هذا، كانت مجموعة من المنظمات الإنسانية التي تُعتبر الاستجابة لحالات الطوارئ من صميم تخصصها بطيئة بشكل ملحوظ في التكيف مع الوضع.

وتماماً كما تبين أن الفلوجة ليست على الإطلاق مثل الرمادي، من المرجح أن تشكل الموصل تحدياً فريداً من نوعه للمنظمات الإنسانية. وفي ظل وجود ما يقرب من 1.5 مليون نسمة وبنايات شاهقة، من المرجح أن يجتاح المدينة نوع مختلف من الحروب.

وفي هذا الصدد، حذر تشارني من المجلس النرويجي للاجئين من أن "الموصل سوف تجعل الفلوجة تبدو وكأنها لا شيء".

ويقول العاملون في المجال الإنساني أنهم يستعدون قدر الإمكان. وأفاد ديوتيكوم من المجلس الدنماركي للاجئين أن منظمته وآخرين يخططون لمواجهة النزوح المتوقع من الموصل "منذ فترة ليست بالقصيرة".

"من الواضح أن هناك خطر من أنه إذا وعندما يحدث النزوح من الموصل، سيكون عدد النازحين الفارين في اتجاهات متعددة عشرة أضعاف ما رأيناه في المناطق المحيطة بالفلوجة،" كما أشار.

ووعدت غراندي من الأمم المتحدة بوجود خطة للموصل تأخذ مختلف السيناريوهات المحتملة بعين الاعتبار. ولكنها أكدت مرة أخرى بشكل ينذر بالسوء أن "قدرتنا على تمويل خطة الطوارئ الإنسانية تعتمد على وصول التمويل".

as/bp/ag-ais/dvh

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join