1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

اللاجئون الأفغان في باكستان ينتظرون الإصلاحات

A refugee from Afghanistan looks on from a camp near the Pakistan-Afghanistan border. Afghanistan continues to be a war torn country with periodic heavy fighting between US military forces and the Taliban David Longstreath/IRIN
يستمع محب الله موغال بعناية كلما وردت أخبار حول أفغانستان على التلفزيون الصغير في المقهى الذي يقع بجانب كشك الطعام الخاص به، محاولاً معرفة آخر الأخبار عن الانسحاب المتوقع لمعظم القوات الأجنبية العام المقبل، والانتخابات الرئاسية المخطط لإجرائها، والجهود الرامية إلى عقد مفاوضات سلام مع حركة طالبان .

ثم بعد ذلك، يقول موغال أنه ينسى كل شيء عن هذا الأمر، ويتساءل:" لماذا أشعر بالقلق بشأن الأخبار الواردة من أفغانستان، بينما يعلم الجميع أن الأمور لن تتحسن أبداً؟ "

وموغال، البالغ من العمر 29 عاماً، هو واحد من 1.6 مليون لاجئ أفغاني مسجلين لدى حكومة باكستان، التي بادرت بتمديد العمل ببطاقات اللاجئين المسجلين حتى نهاية عام 2015، بعد أن كانت صلاحيتها توشك على الانتهاء في شهر يونيو الماضي.
غير أن هذه الخطوة التي رحبت بها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين(UNHCR ) ، ومنظمات إنسانية أخرى والحكومة الأفغانية، من غير المرجح أن تساعد في تخفيف حالة عدم اليقين التي تواجه اللاجئين الأفغان، سواء بخصوص حياتهم في باكستان أو فيما يتعلق بمستقبل بلادهم المضطربة .

الضغط من أجل تحسين الأوضاع

في ظل ثبوت أن الجهود المبذولة لإعادة اللاجئين الأفغان إلى وطنهم كانت أقل نجاحاً مما تأمل حكومة أفغانستان والمنظمات الإنسانية، تم بذل محاولات موازية لتحسين أوضاع اللاجئين في باكستان. وقد طلبت كابول ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من الحكومة الباكستانية تقديم بعض المزايا للاجئين المسجلين، مثل القدرة على فتح حسابات مصرفية وشراء خطوط هواتف محمولة والحصول على تراخيص قيادة.

ولكن لم يتم إحراز أي تقدم في هذا الشأن حتى الآن.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال دبلوماسي غربي بارز يعمل في إسلام أباد ويُعنى بشؤون اللاجئين، لكنه طلب ألا يتم الكشف عن هويته بسبب حساسية المناقشات الجارية بشأن هذه المسألة: "إننا نفهم أن الأوضاع في أفغانستان ليست مثالية، كما أنه أمر مفهوم أن اللاجئين لا يشعرون بالراحة بشأن عودتهم في ظل هذه الظروف. ولذلك، فإن الهدف من هذه المقترحات، مثل الحسابات المصرفية، هي محاولة جعل حياتهم هنا مريحة قدر الإمكان."

لم تتخذ حكومة باكستان بعد قراراً بشأن السماح للاجئين الأفغان بفتح حسابات مصرفية أو شراء خطوط الهواتف المحمولة أو الحصول على تراخيص قيادة. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية، أفاد مسؤول باكستاني في مفوضية اللاجئين الأفغان بولاية خيبر بختونخوا طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام : "لقد تلقينا هذا الطلب مرات عديدة، ونعمل على تحقيقه، ولكن توجد مشكلات خاصة بالسياسات واللوائح التي يتعين علينا اجتيازها. وحينها فقط سيكون الأمر ممكناً. وحتى أكون صادقاً، لا نعرف متى يمكن أن يحدث هذا."

وبرغم أن هذه الخدمات أساسية، فإن من شأنها أن تحسن الأوضاع بشكل ملحوظ، وفقاً لما قاله لاجئ أفغاني، وخاصة فيما يتعلق بالقدرة على إيداع أجورهم في حسابات مصرفية.

وقال خان محمد البالغ من العمر 24 عاماً شاكياً "لم أعد أعرف عدد المرات التي أوقفني فيها رجال الشرطة دون سبب وأجبروني على دفع رشوة لمجرد أنني أفغاني. ورغم أن إثبات تسجيل الإقامة ساري المفعول كان في حوزتي، فإن هذا لم يشفع لي."

يعمل محمد كأجير باليومية في سوق الجملة الرئيسي في إسلام أباد، ويقول انه سيشعر بأمان أكبر إذا تمكن من إيداع أمواله في حساب مصرفي وادخار أكبر قدر ممكن منها. ويضيف أن حصوله على رخصة قيادة من شأنه أن يتيح له المزيد من فرص العمل .

وفي السياق نفسه، أخبر عدد من اللاجئين شبكة الأنباء الإنسانية أنهم حتى إذا لم يحصلوا على هذه التسهيلات، فإنهم يفضلون البقاء في باكستان وعدم العودة إلى أفغانستان بسبب الوضع الأمني هناك وعدم توافر الفرص الاقتصادية .

ويقول سعيد أنور، وهو تاجر قماش في بلدة هاريبور، التي أصبحت موطناً لواحد من أكبر مجتمعات اللاجئين الأفغان في باكستان والتي تقع على بعد ساعة بالسيارة إلى الشمال من إسلام آباد: "إننا نشعر بالقلق كلما اقترب تاريخ انتهاء سريان بطاقات الإقامة الخاصة بنا. ولا نعرف ماذا سيحدث لنا، ولكنني لن أخاطر باصطحاب أطفالي إلى أفغانستان."

إجهاد اللجوء

يُعد اللاجئون الأفغان في باكستان أحد أكبر مجتمعات اللاجئين في العالم، بعد أن نزحوا جراء عقود من الصراعات الدائرة في بلادهم. وتشير تقديرات الحكومة الباكستانية إلى وجود نحو مليون أفغاني غير مسجلين. وُلد موغال، مثله مثل العديد من اللاجئين الأفغان، في باكستان عقب فرار والديه من الحرب في ثمانينيات القرن الماضي.

وتجدر الإشارة إلى أن الوضع مشابه في إيران، التي تستضيف ثاني أكبر عدد من اللاجئين الأفغان. وقد تعرض مئات الآلاف من اللاجئين هناك لتهديد بالترحيل إلى أفغانستان الشهر الماضي .

وتقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن السلطات في إيران وباكستان تعاني من "إجهاد اللجوء" ويزداد حرصهما على عودة اللاجئين إلى بلادهم يوماً بعد يوم.

ولكن على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة الأفغانية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للمساعدة على إعادة اللاجئين الأفغان إلى وطنهم، فإن عدد الأفغان العائدين أخذ في التراجع في السنوات الأخيرة، وذلك لأن العنف الدائر في البلاد، وخاصة بعد ظهور حركة طالبان مرة أخرى خلال السنوات السبع الماضية، يثبط همة العديد ممن كانوا يفكرون في العودة إلى الوطن .

ومن الجدير بالذكر أن الدراسة الاستقصائية التي أجراها مجلس اللاجئين الدانمركي في الأونة الأخيرة تشير إلى أن 83 بالمائة من اللاجئين الأفغان في باكستان غير حريصين على العودة إلى ديارهم.

أفغانستان كانت موطن والدي، أما أنا فليس لي وطن
ومن جانبه، قال موغال، الذي يبيع الهامبورغر والبطاطس المقلية في كشكه بالعاصمة الباكستانية إسلام أباد: "لقد قمت بزيارة أفغانستان في وقت سابق من هذا العام، ووجدت أن الظروف هناك صعبة للغاية. إذا كانت لديك لحية، تعتقد الحكومة و القوات الأجنبية أنك تنتمي إلى حركة طالبان، ويطاردونك، وإذا كنت حليق الذقن، تعتقد حركة طالبان انك جاسوس أمريكي وتطاردك. لا أحد في مأمن ."

ونظراً لطبيعة النزوح طويلة الأمد، يقول المحللون أن الإصلاحات التي تمنح اللاجئين مزيداً من الحقوق القانونية من شأنها أن تخفف من حدة ظروفهم المعيشية.

ويؤكد أنور، الذي يبلغ من العمر 50 عاماً والذي أتى إلى باكستان عندما كان مراهقاً، انه يتلقى معاملة غير عادلة من قبل صاحب المنزل، الذي يفرض إيجارات أكثر ارتفاعاً على اللاجئين الأفغان مقابل استئجار المحلات التجارية الخاصة بهم. ويضيف: "إذا كان لدي حساب مصرفي، وإذا كنت أتمتع بصفة قانونية هنا، ربما لم يكن ليظن أنه يستطيع الإفلات بهذا النوع من السلوك." ويقول أنه سيواصل إدارة متجره الصغير في هاريبور؛ وقد باءت محاولتاه لإنشاء مشروع تجاري في كابول بالفشل .

وفي إسلام آباد، يلقى محب الله موغال معاملة مماثلة من الرجل الذي يؤجر له مساحة لكشكه، ويقول أن السبب في ذلك أنه لاجئ أفغاني. فالقوانين في باكستان لا تسمح باكتساب اللاجئين لجنسيتها تلقائياً بعد الولادة ولا تمنحهم حق التجنس.

يقول موغال: "كلما تعاملت مع شرطي يريد رشوة، أو عندما يناديني شخص ما بعبارة 'أيها الأفغاني' بدلاً من اسمي، أتذكر أن هذه ليست بلادي." ويضيف: "أفغانستان كانت موطن والدي، أما أنا فليس لي وطن."

rc/jj/rz-mez/ais

This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join