1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Myanmar

وصول محدود للمساعدات إلى النازحين في ولاية كاشين في ميانمار

IDPs in rebel-controlled areas of Kachin State Steve Sanford/IRIN

فر أكثر من 83,000 شخص من منازلهم، إلى نحو 45 مخيماً ومستوطنةً، هرباً من القتال الدائر في ولاية كاشين الواقعة شمال شرق ميانمار. لكن ما يزال عمال الإغاثة الدوليون غير قادرين على الوصول إلى أكثر من نصف النازحين لأنهم يعيشون حالياً في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.

وعن ذلك، قالت بوكين كون دوك، البالغة من العمر 65 عاماً: "كان علينا أن نحفر الخنادق حول ديارنا لأن الجيش البورمي كان يستخدم الطائرات الحربية لمهاجمة الجنود التابعين لجيش استقلال كاشين بالقرب من قريتنا". وكانت بوكين قد هربت من منزلها قرب قرية لاخا يانغ في ديسمبر الماضي، حاملةً حفيدتها فقط التي تبلغ من العمر شهراً واحداً، وذلك بعد أن شنت القوات الحكومية هجوماً ضد قوات كاشين العرقية بالقرب من بلدة لايزا الحدودية.

وتعيش بوكين الآن مع أسرتها الممتدة في كوخ مصنوع من الخيزران بالإضافة إلى ستة أشخاص وفدوا مؤخراً إلى جي يانغ، وهو مخيم في لايزا يضم حالياً ما يقدر بنحو 6,000 نسمة. ولا يمكن لعمال الإغاثة الدوليين الوصول إلى هذه المنطقة لأنها تقع بالقرب من موقع لمعسكر رئيسي للمتمردين.

فشل ذريع في مجال الصحة

وفي أجزاء أخرى من المخيم، يقوم العاملون في تكسير الحجارة بكسر الصخور الكبيرة لإعادة تأهيل الطرق الترابية والممرات المؤدية الى المنطقة، فيما يقوم آخرون بنقل أكوام الطوب في سلال على ظهورهم، استعداداً لبناء المراحيض.
وقال برانغ شاو، المشرف على المخيم، أن"النسبة الحالية هي مرحاض واحد لكل 60 شخصاً، وهذا لا يكفي، لذلك نحن الآن بصدد بناء 300 مرحاض إضافي في كافة أنحاء مخيم جي يانغ".

وتدعو معايير الإغاثة في حالات الطوارئ إلى توفير ما لا يقل عن مرحاض واحد لكل 20 شخصاً أو 10 أطفال. وأفاد العاملون المحليون في مجال الصحة أنهم قاموا بمعالجة مجموعة منتظمة من النازحين داخلياً الذين يعانون من أمراض في المعدة ناجمة عن الإسهال والطفيليات.

وفي جنوب ولاية كاشين، تقوم شبكة مؤلفة من ثماني جماعات محلية للإغاثة، بما في ذلك منظمة ون بونغ نغتوي WPN، بتوفير الغذاء والملابس والمسكن والأدوية إلى ما يقرب من 10,000 نازح في ستة مخيمات.

ويقول عمال الإغاثة، الذين لم يجروا أي دراسات رسمية حول معدلات سوء التغذية في صفوف النازحين، أن النزاع الذي طال أمده يؤثر سلباً على الوضع التغذوي للسكان.

من جهتها، قالت ماري تاوم، مديرة منظمة ون بونغ نغتوي أنه في حين يتم توزيع المواد الغذائية الأساسية مثل البطاطس والأرز، يبقى توفير الخضار واللحوم ضعيفاً جداً.

كما بات الافتقار للمياه النظيفة وإمدادت الصرف الصحي أمراً قاتلاً. وأضافت تاوم أنه "خلال شهر يناير، شرب سبعة أطفال من جدول تأتي مياهه من الجبل، وكانت ملوثة بالمبيدات الحشرية الناجمة عن مزارع قريبة لقصب السكر، مما أدى إلى وفاة إحدى الفتيات، فيما نُقل العديد منهم إلى مستشفى صيني للمعالجة الطارئة".

وبينما يستطيع المستشفى المحلي في ماي جاي يانغ معالجة المشاكل الصحية الروتينية، يجب نقل الحالات الأكثر تعقيداً عبر الحدود إلى الصين. كما تم الإبلاغ عن نقل الجنود الذي تعرضوا لإصابات خطيرة إلى هناك أيضاً.

وتابعت تاوم، قائلةً: "كنا بحاجة إلى إنفاق 3,000 دولار لإنقاذ حياة 17 مريضاً تم تحويلهم للعلاج في الجانب الصيني في يناير و20 آخرين في فبراير، لكن ليس لدينا تمويل كاف، الأمر الذي يدفعنا إلى طلب المساعدة من المجتمع المحلي".

المساعدات الدولية لا تصل

وأوضح هكالام سامسون، رئيس منظمة كاشين المعمدانية، وهي منظمة غير حكومية محلية، أنه "يمكن للمنظمات غير الحكومية الدولية الوصول بسهولة تامة إلى المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة، لكن يصعب عليها الوصول الى الحدود الصينية، حيث تقع معظم مخيمات النازحين داخلياً الأكثر حاجة إلى المساعدة".

ومنذ بداية الصراع، قامت الجماعات الدينية المحلية، ومنظمة استقلال كاشين، والجناح السياسي لجيش استقلال كاشين بالتبرع بمعظم الإمدادات الغذائية والطبية في المناطق التي يسيطر عليها جيش استقلال كاشين.

وبما أن الحكومة تعتبر المناطق التي يسيطر عليها المتمردون غير آمنة، بقيت هذه الأخيرة إلى حد كبير خارج نطاق عمل جماعات الإغاثة الدولية منذ انهيار اتفاق السلام الذي دام 17 عاماً في يونيو 2011. فقد وصل عدد صغير جداً من قوافل الأمم المتحدة إلى الأراضي التي يسيطر عليها جيش استقلال كاشين منذ ذلك الحين، وآخرها وصل في منتصف فبراير من هذا العام.

وأضاف سامسون أن "العديد من المخيمات مكتظة لأن السطات الصينية أغلقت تسعة مخيمات على الجانب الصيني خلال الصيف الماضي، الأمر الذي دفع باللاجئين إلى العودة مجدداً إلى جانب كاشين من الحدود".

وعلى الجانب البورمي من الحدود، وصل عدد سكان مخيم لانا زوب جا إلى أكثر من الضعف مقارنةً مع العام الماضي، بارتفاع من 1,138 إلى 2,689 شخص في نهاية مارس، وفقاً لمنظمة ون بونغ نغتوي.

ونظراً لازدحام هذه المخيمات، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها إزاء التجاوزات المحتملة وغياب المراقبين الدوليين في المناطق التي يسيطر عليها جيش استقلال كاشين. وقالت آنا ليتل، المتحدثة باسم المفوضية في ميانمار: "عندما نبني المساكن من خلال شركائنا [المحليين] – القادرين على الوصول إلى تلك المناطق- لا يمكننا رصد التقدم الذي يحرزونه. كما لا يمكننا إجراء أية أنشطة لبناء القدرات مثل التدريب على إدارة المخيم أو الحماية".

ومنذ استئناف القتال في يونيو 2011، تم عقد 12 جولة من محادثات السلام بين الحكومة والمتمردين، بما في ذلك خمس جولات في الصين.

في الوقت نفسه، تستمر المجموعات الدولية في الدعوة إلى الوصول غير المقيد للمساعدات إلى جميع النازحين في كاشين.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن جيش استقلال كاشين يقاتل على مدى العقود الستة الماضية من أجل الحصول على المزيد من الحكم الذاتي من الحكومة المركزية في ميانمار.

ss/pt/rz-bb/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join