لا يوجد سوى عدد قليل من القضايا التي تحظى باهتمام أكبر هذه الأيام في أوساط المعونة الإنسانية في أفغانستان من القيود الناجمة عن انعدام الأمن التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها في مختلف أنحاء البلاد.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال عمر حميد، رئيس وحدة تحليل المخاطر القطرية بقسم آسيا في منظمة خدمات تداول المعلومات (IHS): "في كل منطقة تقريباً من المناطق التي تم فيها تسليم المسؤولية الأمنية من ايساف [قوة المساعدة الأمنية الدولية بقيادة حلف الناتو] إلى قوات الأمن الأفغانية، شهدنا زيادة في الهجمات. تم تخفيف الأمر الحكومي بتوفير الأمن لوكالات الإغاثة، وهناك خطر أن يزداد الوضع سوءاً مع تصاعد عدم الاستقرار السياسي".
وتجدر الإشارة إلى أن الانتخابات المتنازع عليها وانسحاب قوات إيساف الوشيك يفاقم الوضع الصعب بالفعل بالنسبة لعمال الإغاثة.
"من حيث تفتيت [البلاد]، فإن الوضع يشبه ما حدث في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي على نحو متزايد،" كما أفاد أرنه ستراند، من معهد كريستيان ميكلسن (CMI) لبحوث التنمية في النرويج، وهو مؤلف دراسة إحاطة أجرتها منظمة تشاتام هاوس مؤخراً حول إيصال المعونة بطرق مبتكرة.
وأضاف أن "المنظمات غير الحكومية الأكثر جدية ستبقى على الأرجح لأنها تملك المعرفة وتفاني الموظفين. ولكن القدرة على الرصد ستحتاج إلى دفعة في البيئة الحالية. إن هذه الروابط المباشرة حيوية، وتمثل نوعاً من السيطرة على موظفيك. فأنت بحاجة إلى تلك الأنواع من آليات الرقابة".
وتشير الأدلة المتوفرة في تقرير النظرة العامة على الاحتياجات الإنسانية لهذا العام إلى أن المناطق الأشد احتياجاً في كثير من الأحيان تحظى بأقل عدد من الجهات الإنسانية الفاعلة. ونظراً لتوقع انخفاض حزمة المساعدات الإجمالية المخصصة لأفغانستان، يحاول النداء الإنساني المركز بشدة لهذا العام والذي تبلغ قيمته 406 مليون دولار (نسبة تمويله الحالية 56 بالمائة) تحويل العمل نحو المناطق الأكثر احتياجاً.
نورستان
وإقليم نورستان، الذي يقع في شرق البلاد على الحدود مع باكستان، هو خير مثال على ذلك لأن سيطرة الدولة هناك محدودة، كما يضم الإقليم عدداً قليلاً من عمال الاغاثة، على الرغم من الاحتياجات في مجالات التغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والصحة، التي وصفها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأنها "عالية المستوى".
كما أن البنية التحتية سيئة، وهناك أربعة أودية منفصلة تفتقر إلى طرق مباشرة تربط بينها، وحتى الطرق الصالحة للاستخدام يمكن أن تسدها الثلوج لفترات طويلة في فصل الشتاء، مما لا يسمح بإيصال المساعدات الدولية في بعض الأحيان سوى على ظهور الحمير. وقد تعرضت القوافل الإنسانية لهجمات من قبل، ويُقال أن هيئة إدارة الكوارث الحكومية (ANDMA) تكاد تكون "غير موجودة" على الأرض، وفقاً لتقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وتعتبر الهيئة الطبية الدولية (IMC) هي المنظمة غير الحكومية الدولية الوحيدة التي لها وجود مستقر في تلك المنطقة، في حين يظل الهلال الأحمر الأفغاني هو الجهة الفاعلة المحلية الرئيسية.
ولمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية، يقترح المحللون مجموعة من التدابير التي تتراوح بين التفاوض مع مجموعة أوسع من أصحاب المصلحة واستخدام خطط التحويلات النقدية، والإدارة عن بُعد، والرصد من قبل طرف ثالث، وتحمل قدر أكبر من المخاطر مع اتخاذ تدابير لتخفيف المخاطر.
إجراء محادثات مع القوات المناهضة للحكومة
بعد انسحاب القوات الدولية، يدور معظم القتال الآن بين الأفغان أنفسهم. ويتوقع محللون أمنيون أن يؤدي هذا إلى قتال أكثر حدة ومزيد من الضحايا ووصول أقل للمساعدات الإنسانية. كما أن فراغ السلطة المحتمل بعد الانسحاب قد يؤدي إلى تصاعد الأعمال الإجرامية.
وقد أظهر تقرير منتصف العام حول حماية المدنيين أثناء الصراع المسلح، الذي أعدته بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، أن عدد الضحايا المدنيين ارتفع بنسبة 24 بالمائة عن ما كان عليه في الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي هذا الصدد، قال الكسندر بوكمان، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود (MSF) في أفغانستان، أن "هذا العام كان واحداً من أسوأ الأعوام التي مرت منذ بدء الصراع. إن الوضع لا يتحسن بالتأكيد، ومن الواضح أنه مدعاة للقلق. إن فرص الوصول لا تتحسن بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون إلى الذهاب إلى المراكز الصحية، أو بالنسبة للجهات الفاعلة في مجال الإغاثة التي تحاول الوصول إلى أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة. من الواضح أن الأمور لا تتحسن، وفي أحسن الأحوال، قد تكون مستقرة من حيث حدة العنف المرتفعة للغاية".
وحيثما تكون الجهات الفاعلة المناهضة للحكومة هي التي تملك زمام السلطة، يجد العاملون في المجال الإنساني أنفسهم في موقف صعب. هل يتفاوضون ويخاطرون بإثارة حفيظة الدولة؟ فقد تعني المناقشات وحتى الاتفاقيات مع هذه الجماعات عن غير قصد الاعتراف بشرعيتها.
"نحن بحاجة إلى التفكير في المستقبل والتحدث إلى الجانب الآخر،" كما أفاد أحد عمال إغاثة الدوليين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، خلال حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في مدينة جلال أباد بشرق البلاد.
وبينما قد يكون لدى المنظمات الإنسانية الكبيرة القدرة على الوصول إلى القادة الرئيسيين، إلا أن هذا الأمر ليس متاحاً للجميع، خصوصاً في ظل تغير الهياكل القيادية. وأوضح أخصائي حماية في كابول أن "ذهاب منظمة صغيرة إلى كويتا [في باكستان، وهي قاعدة مهمة لقيادة طالبان] ليس أمراً واقعياً. على أي حال، القادة من المستوى الأدنى ليسوا بالضرورة على اتصال بالقيادة العامة. بل إن إظهار رسالة من [زعيم طالبان] الملا عمر قد لا يكون أمراً مقبولاً لدى هؤلاء الرجال".
والجدير بالذكر أن القوات المناهضة للحكومة لا تعارض بالضرورة التدخلات الإنسانية، وخاصة في قطاعات معينة مثل الصحة.
"نحن نتحدث إلى جميع أطراف النزاع ونحاول ضمان الوصول الآمن للمرضى،" كما أشار بوكمان من منظمة أطباء بلا حدود، مضيفاً أن "هناك قبولاً عاماً للفكرة، ولكن التطبيق يختلف على أرض الواقع". ويوجد لدى منظمة أطباء بلا حدود مشاريع طويلة الأجل في مناطق مثل هلمند، لكن بوكمان أفاد أن التحدي الرئيسي هو الخروج من مراكز الأقاليم لتلبية الاحتياجات في المناطق البعيدة.
وتشهد أقاليم عديدة تحولات في أمراء الحرب والقادة والتحالفات القبلية المحلية. ويوجد في إقليم نورستان نفسه سبع أو ثماني جماعات مسلحة منفصلة لديها أجندات مختلفة، وهنا يمكن أن تصبح معرفة المنظمات غير الحكومية المحلية مفيدة بشكل خاص. وينظر إلى المنظمات غير الحكومية الإسلامية أيضاً باعتبارها وسيلة محتملة لكسب المزيد من القبول للعمل الإنساني.
ولكن عمال الإغاثة يؤكدون أن الأمر لا يقتصر فقط على تثقيف الناس بشأن المبادئ الإنسانية؛ فأنت بحاجة أيضاً إلى إثبات أنك تستطيع تحقيق وعودك. وأخبر أحد عمال الإغاثة في جلال أباد شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الخدمات تشتري حق الوصول".
العمل مع المجتمعات المحلية
لقد كانت المجتمعات المحلية وقادتها لفترة طويلة طريقاً مفضلاً لتحقيق الوصول. وفي هذا السياق، قال نايجل جينكنز، رئيس الفريق القطري السابق في لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، التي تدير برامج في البلاد منذ عام 1988: "يسألنا الناس كيف تمكنا من العمل في المناطق التي لا تخضع اسمياً لسيطرة الحكومة. إن الجواب البسيط هو من خلال قبول المجتمع. في هذا البلد، يعتمد الناس كثيراً على الثقة والذاكرة والتاريخ، وبناء علاقة مع المجتمع يستغرق وقتاً طويلاً".
ويوصي المدير القطري للهيئة الطبية الدولية في أفغانستان، جورجيو ترومباتوري، بالتعاقد مع موظفين ذوي سمعة طيبة من المجتمعات المحلية وتجنب الوسم غير الضروري. وأضاف أنه "يجب مشاركة المجتمع المحلي أو استشارته في كل مرحلة من مراحل العمل الإنساني في المنطقة، من أجل الربط بين أدوار المنظمات غير الحكومية/الإنسانية والجهات الفاعلة غير الحكومية لمنع أي سوء فهم محتمل أو معتقدات خاطئة حول ما يجري. كما يجب مناقشة كافة التعديلات أو التغييرات المحتملة في البرامج القائمة بدقة وإبلاغها إلى أفراد المجتمع".
ولكن الجانب الآخر من بناء علاقات مجتمعية قوية هو أن هذا قد يجعل العاملين في المجال الإنساني يعملون في المناطق التي لديهم علاقات بسكانها، بدلاً من العمل حيثما تشتد الاحتياجات. ومن الواضح أن بناء تفهم ودعم مجتمعي يستغرق وقتاً طويلاً.
وتشارك دائرة المساعدات الإنسانية والحماية المدنية (ECHO) التابعة للمفوضية الأوروبية في عدد من المشاريع لزيادة فرص الوصول، الأمر الذي يمكن أن يكون صعباً بالنسبة للمنظمات غير الحكومية فيما يتعلق بتخصيص الموارد بموجب تمويل المشاريع القصير الأجل في الظروف العادية.
وفي السياق نفسه، قال دانيل مويلان مدير الحماية والمناصرة في المجلس النرويجي للاجئين (NRC) أن "الوصول شيء يصعب قياسه. فهو ليس كإحصاء الملاجئ التي تم تشييدها أو مستلزمات النظافة التي تم توزيعها. إنه مشروع طويل الأمد للغاية، ولكن طرح المشاريع للتنفيذ دليل على نجاح الوصول".
ويعمل المجلس النرويجي للاجئين في قندهار منذ 18 شهراً، وبدأ يعد العدة لبدء مشاريعه في الوقت الذي كانت وكالات عديدة تغادر الإقليم. وسيدشن المجلس هذا الأسبوع حملة جديدة لتنفيذ مشاريع ريفية في إقليم فارياب.
وأفاد مويلان أن "توظيف أشخاص من القرى في فارياب حيث نريد أن نعمل هو عنصر مهم في كسب القبول. ونحن أيضاً نعمل على تمكين جميع موظفينا الوطنيين الذين يزيد عددهم عن 500 حتى يعلم الجميع ما نمثله. وهذا يحقق فائدة هائلة عند التواصل مع المجتمع".
وقد عملت بعض المنظمات، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لفترة طويلة مع الجماعات المسلحة، وكذلك مع قادة المجتمع الأوسع لنشر معلومات عن القانون الدولي الإنساني وقضايا الحماية. وهذه جهود طويلة الأجل، وعند نجاحها، تبني قبول أعمال الإغاثة.
أساليب جديدة
ومن المحتمل أن تفتح التطورات التكنولوجية آفاقاً جديدة لبعض عمال الإغاثة لإدارة نقص وصول المعونات.
ونظراً لانسحاب القوات الأميركية، يقال أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) تبحث عن عطاءات لتنفيذ عقد رصد لمدة خمس سنوات، قد تصل قيمته إلى 170 مليون دولار، لرصد مشروعات الإغاثة بعد الانسحاب، وذلك باستخدام مجموعة من الأدوات، من بينها الهواتف الذكية وتقنية النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS).
وتنتشر الهواتف المحمولة على نحو متزايد في أفغانستان، ويتزايد تغطية الشبكة أيضاً. وفي عام 2010، أشارت تقديرات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إلى أن 61 بالمائة من السكان لديهم فرصة الوصول إلى هاتف محمول، والأجهزة الرخيصة نسبياً تتيح الاتصال والتقاط الصور وحتى النظام العالمي لتحديد المواقع.
كما يتيح مكتب تعليقات المستفيدين التابع لبرنامج الأغذية العالمي للمستفيدين الاتصال على خط ساخن للإبلاغ عن المشاكل المتعلقة بتقديم المعونة.
مع ذلك، يمكن أن يواجه عمال الإغاثة أو شركاؤهم أيضاً خطر الظهور بمظهر الجواسيس لأنهم ينفذون أعمال الرصد الخاصة بهم. كما أن التكنولوجيا نادراً ما توفر حلاً كاملاً: لا تزال تغطية الشبكة غير مكتملة، ويمتلك الرجال معظم الهواتف المحمولة، وتتبدل ملكيتها أيضاً.
وفي هذا الصدد، قال ستراند لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "هناك حاجة إلى مزيج من الحلول لأن الهواتف المحمولة لن تحل كل شيء، ولكنها يمكن أن توفر سجلاً. إنه نوع من الإضافة إلى الوثائق، وأيضاً وسيلة لانشاء آليات تقديم الشكاوى. ولكن ما زالت هناك حاجة إلى الزيارات الميدانية. إنك تحتاج إلى الجلوس وشرب الشاي".
وينظر الكثيرون في المجتمع الإنساني إلى فكرة إدارة المشاريع عن بُعد نظرة سلبية. ووفقاً لتقرير صدر في يناير 2014 عن منظمة أبحاث السياسة العامة في أفغانستان (APPRO)، فإن "معظم [المنظمات غير الحكومية الدولية] تدرك أن الإدارة عن بُعد لا يمكن أن تكون بديلاً دائماً للإدارة المستمرة في الموقع لأن جودة العمل من المرجح جداً أن تتأثر سلباً". كما ينظر إلى الفساد باعتباره خطراً كبيراً عند العمل دون وجود فعلي على الأرض.
ويرى كثيرون أن الراديو، الذي يمثل تقنية قديمة، هو القناة الأكثر فائدة للتواصل مع المجتمعات المحلية. وفي هذا الإطار، يدعم المجلس النرويجي للاجئين مشروعاً مستمراً منذ مدة طويلة يتضمن مسلسلاً درامياً إذاعياً محبوباً يفسر الأمور المتعلقة بالعمل الإنساني.
نهج التعامل مع المخاطر
ويعني وجود مخاطر أكبر حول وصول المساعدات الإنسانية أن تقييم المخاطر قد أصبح أكثر أهمية بكثير، وفقاً لتقرير الإحاطة الذي أعدته منظمة تشاتام هاوس.
وهذا أمر أكده رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في أفغانستان، ايدان أوليري، الذي كتب أن "الوكالات الإنسانية بحاجة إلى بناء ثقافة "كيف نبقى" بدلاً من "متى نرحل"، مما يسمح للجهات الفاعلة بتحمل مخاطر مقبولة عندما يكون هناك ما يبررها واستخدام الأساليب الإبداعية للحد من المخاطر".
وقد ساعد إنشاء الصندوق الإنساني المشترك هذا العام على تشجيع الجهات الفاعلة الإنسانية على الانتقال إلى المناطق الرئيسية التي يمكن أن يكون الوصول إليها صعباً - لتمويل الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية، وإخلاء المدنيين، وتقديم الخدمات الصحية والتغذوية الأساسية في المناطق المتنازع عليها. كما تم إنشاء وحدة إدارة المخاطر الإنسانية هذا العام لتحديد المخاطر بشكل أفضل وتنفيذ تدابير التخفيف.
من جانبه، قال مارك بودين، منسق الشؤون الإنسانية في أفغانستان، أنه يعتقد أن هناك تقدماً في الوصول، مشيراً إلى غياب الهجمات على المراكز الصحية خلال الانتخابات الرئاسية، على الرغم من الاستخدام المثير للجدل لعدد منها كمراكز اقتراع.
وأضاف: "إنه جانب ملموس من ما أعتقد أنه ادراك أفضل. نحن لا نزال نفتقر إلى أي شيء يماثل الوصول الحر والمفتوح من أي من الجانبين، ولكن هناك شعوراً بأننا نحرز تقدماً في هذه المسألة، بينما يجري الاعتراف بالجهات الفاعلة الإنسانية المشروعة".
وتجدر الإشارة إلى أن مصدر القلق بالنسبة للجهات الفاعلة على المدى الطويل في أفغانستان هو أن أسهل رد فعل لمشاكل الوصول سيكون التخلي عن المناطق الصعبة من أجل الاستفادة من السلامة النسبية للبرامج الحضرية والأحياء الفقيرة غير الرسمية.
لا يوجد حل سحري يناسب جميع الوكالات، بل إن الجهات الفاعلة الإنسانية بحاجة إلى تطوير استراتيجيات الوصول التي تناسب كل منها، بما يتماشى مع عملياتها وديناميكياتها، حسبما ذكر لوك فيرنا من دائرة المساعدات الإنسانية والحماية المدنية. ويساعد الدعم المقدم من قبل المجلس النرويجي للاجئين الجهات الفاعلة على تبادل الاستراتيجيات والتعلم من الآخرين.
وفي هذا الصدد، قال فيرنا أن "الوصول أيضاً يتضمن التحلي بالمرونة دون تعريض الموظفين للخطر؛ بحيث يعملون حيثما كان ذلك ممكناً، وينسحبون عند الحاجة إلى الانسحاب. إن الأمر يتعلق بعدم تعريض الموظفين للخطر لمجرد الذهاب إلى حيث لم يذهب أحد آخر من قبل".
jj/cb-ais/dvh
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال عمر حميد، رئيس وحدة تحليل المخاطر القطرية بقسم آسيا في منظمة خدمات تداول المعلومات (IHS): "في كل منطقة تقريباً من المناطق التي تم فيها تسليم المسؤولية الأمنية من ايساف [قوة المساعدة الأمنية الدولية بقيادة حلف الناتو] إلى قوات الأمن الأفغانية، شهدنا زيادة في الهجمات. تم تخفيف الأمر الحكومي بتوفير الأمن لوكالات الإغاثة، وهناك خطر أن يزداد الوضع سوءاً مع تصاعد عدم الاستقرار السياسي".
وتجدر الإشارة إلى أن الانتخابات المتنازع عليها وانسحاب قوات إيساف الوشيك يفاقم الوضع الصعب بالفعل بالنسبة لعمال الإغاثة.
"من حيث تفتيت [البلاد]، فإن الوضع يشبه ما حدث في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي على نحو متزايد،" كما أفاد أرنه ستراند، من معهد كريستيان ميكلسن (CMI) لبحوث التنمية في النرويج، وهو مؤلف دراسة إحاطة أجرتها منظمة تشاتام هاوس مؤخراً حول إيصال المعونة بطرق مبتكرة.
وأضاف أن "المنظمات غير الحكومية الأكثر جدية ستبقى على الأرجح لأنها تملك المعرفة وتفاني الموظفين. ولكن القدرة على الرصد ستحتاج إلى دفعة في البيئة الحالية. إن هذه الروابط المباشرة حيوية، وتمثل نوعاً من السيطرة على موظفيك. فأنت بحاجة إلى تلك الأنواع من آليات الرقابة".
وتشير الأدلة المتوفرة في تقرير النظرة العامة على الاحتياجات الإنسانية لهذا العام إلى أن المناطق الأشد احتياجاً في كثير من الأحيان تحظى بأقل عدد من الجهات الإنسانية الفاعلة. ونظراً لتوقع انخفاض حزمة المساعدات الإجمالية المخصصة لأفغانستان، يحاول النداء الإنساني المركز بشدة لهذا العام والذي تبلغ قيمته 406 مليون دولار (نسبة تمويله الحالية 56 بالمائة) تحويل العمل نحو المناطق الأكثر احتياجاً.
نورستان
وإقليم نورستان، الذي يقع في شرق البلاد على الحدود مع باكستان، هو خير مثال على ذلك لأن سيطرة الدولة هناك محدودة، كما يضم الإقليم عدداً قليلاً من عمال الاغاثة، على الرغم من الاحتياجات في مجالات التغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والصحة، التي وصفها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأنها "عالية المستوى".
كما أن البنية التحتية سيئة، وهناك أربعة أودية منفصلة تفتقر إلى طرق مباشرة تربط بينها، وحتى الطرق الصالحة للاستخدام يمكن أن تسدها الثلوج لفترات طويلة في فصل الشتاء، مما لا يسمح بإيصال المساعدات الدولية في بعض الأحيان سوى على ظهور الحمير. وقد تعرضت القوافل الإنسانية لهجمات من قبل، ويُقال أن هيئة إدارة الكوارث الحكومية (ANDMA) تكاد تكون "غير موجودة" على الأرض، وفقاً لتقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وتعتبر الهيئة الطبية الدولية (IMC) هي المنظمة غير الحكومية الدولية الوحيدة التي لها وجود مستقر في تلك المنطقة، في حين يظل الهلال الأحمر الأفغاني هو الجهة الفاعلة المحلية الرئيسية.
ولمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية، يقترح المحللون مجموعة من التدابير التي تتراوح بين التفاوض مع مجموعة أوسع من أصحاب المصلحة واستخدام خطط التحويلات النقدية، والإدارة عن بُعد، والرصد من قبل طرف ثالث، وتحمل قدر أكبر من المخاطر مع اتخاذ تدابير لتخفيف المخاطر.
إجراء محادثات مع القوات المناهضة للحكومة
بعد انسحاب القوات الدولية، يدور معظم القتال الآن بين الأفغان أنفسهم. ويتوقع محللون أمنيون أن يؤدي هذا إلى قتال أكثر حدة ومزيد من الضحايا ووصول أقل للمساعدات الإنسانية. كما أن فراغ السلطة المحتمل بعد الانسحاب قد يؤدي إلى تصاعد الأعمال الإجرامية.
وقد أظهر تقرير منتصف العام حول حماية المدنيين أثناء الصراع المسلح، الذي أعدته بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، أن عدد الضحايا المدنيين ارتفع بنسبة 24 بالمائة عن ما كان عليه في الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي هذا الصدد، قال الكسندر بوكمان، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود (MSF) في أفغانستان، أن "هذا العام كان واحداً من أسوأ الأعوام التي مرت منذ بدء الصراع. إن الوضع لا يتحسن بالتأكيد، ومن الواضح أنه مدعاة للقلق. إن فرص الوصول لا تتحسن بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون إلى الذهاب إلى المراكز الصحية، أو بالنسبة للجهات الفاعلة في مجال الإغاثة التي تحاول الوصول إلى أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة. من الواضح أن الأمور لا تتحسن، وفي أحسن الأحوال، قد تكون مستقرة من حيث حدة العنف المرتفعة للغاية".
وحيثما تكون الجهات الفاعلة المناهضة للحكومة هي التي تملك زمام السلطة، يجد العاملون في المجال الإنساني أنفسهم في موقف صعب. هل يتفاوضون ويخاطرون بإثارة حفيظة الدولة؟ فقد تعني المناقشات وحتى الاتفاقيات مع هذه الجماعات عن غير قصد الاعتراف بشرعيتها.
"نحن بحاجة إلى التفكير في المستقبل والتحدث إلى الجانب الآخر،" كما أفاد أحد عمال إغاثة الدوليين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، خلال حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في مدينة جلال أباد بشرق البلاد.
وبينما قد يكون لدى المنظمات الإنسانية الكبيرة القدرة على الوصول إلى القادة الرئيسيين، إلا أن هذا الأمر ليس متاحاً للجميع، خصوصاً في ظل تغير الهياكل القيادية. وأوضح أخصائي حماية في كابول أن "ذهاب منظمة صغيرة إلى كويتا [في باكستان، وهي قاعدة مهمة لقيادة طالبان] ليس أمراً واقعياً. على أي حال، القادة من المستوى الأدنى ليسوا بالضرورة على اتصال بالقيادة العامة. بل إن إظهار رسالة من [زعيم طالبان] الملا عمر قد لا يكون أمراً مقبولاً لدى هؤلاء الرجال".
والجدير بالذكر أن القوات المناهضة للحكومة لا تعارض بالضرورة التدخلات الإنسانية، وخاصة في قطاعات معينة مثل الصحة.
"نحن نتحدث إلى جميع أطراف النزاع ونحاول ضمان الوصول الآمن للمرضى،" كما أشار بوكمان من منظمة أطباء بلا حدود، مضيفاً أن "هناك قبولاً عاماً للفكرة، ولكن التطبيق يختلف على أرض الواقع". ويوجد لدى منظمة أطباء بلا حدود مشاريع طويلة الأجل في مناطق مثل هلمند، لكن بوكمان أفاد أن التحدي الرئيسي هو الخروج من مراكز الأقاليم لتلبية الاحتياجات في المناطق البعيدة.
وتشهد أقاليم عديدة تحولات في أمراء الحرب والقادة والتحالفات القبلية المحلية. ويوجد في إقليم نورستان نفسه سبع أو ثماني جماعات مسلحة منفصلة لديها أجندات مختلفة، وهنا يمكن أن تصبح معرفة المنظمات غير الحكومية المحلية مفيدة بشكل خاص. وينظر إلى المنظمات غير الحكومية الإسلامية أيضاً باعتبارها وسيلة محتملة لكسب المزيد من القبول للعمل الإنساني.
ولكن عمال الإغاثة يؤكدون أن الأمر لا يقتصر فقط على تثقيف الناس بشأن المبادئ الإنسانية؛ فأنت بحاجة أيضاً إلى إثبات أنك تستطيع تحقيق وعودك. وأخبر أحد عمال الإغاثة في جلال أباد شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الخدمات تشتري حق الوصول".
العمل مع المجتمعات المحلية
لقد كانت المجتمعات المحلية وقادتها لفترة طويلة طريقاً مفضلاً لتحقيق الوصول. وفي هذا السياق، قال نايجل جينكنز، رئيس الفريق القطري السابق في لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، التي تدير برامج في البلاد منذ عام 1988: "يسألنا الناس كيف تمكنا من العمل في المناطق التي لا تخضع اسمياً لسيطرة الحكومة. إن الجواب البسيط هو من خلال قبول المجتمع. في هذا البلد، يعتمد الناس كثيراً على الثقة والذاكرة والتاريخ، وبناء علاقة مع المجتمع يستغرق وقتاً طويلاً".
ويوصي المدير القطري للهيئة الطبية الدولية في أفغانستان، جورجيو ترومباتوري، بالتعاقد مع موظفين ذوي سمعة طيبة من المجتمعات المحلية وتجنب الوسم غير الضروري. وأضاف أنه "يجب مشاركة المجتمع المحلي أو استشارته في كل مرحلة من مراحل العمل الإنساني في المنطقة، من أجل الربط بين أدوار المنظمات غير الحكومية/الإنسانية والجهات الفاعلة غير الحكومية لمنع أي سوء فهم محتمل أو معتقدات خاطئة حول ما يجري. كما يجب مناقشة كافة التعديلات أو التغييرات المحتملة في البرامج القائمة بدقة وإبلاغها إلى أفراد المجتمع".
ولكن الجانب الآخر من بناء علاقات مجتمعية قوية هو أن هذا قد يجعل العاملين في المجال الإنساني يعملون في المناطق التي لديهم علاقات بسكانها، بدلاً من العمل حيثما تشتد الاحتياجات. ومن الواضح أن بناء تفهم ودعم مجتمعي يستغرق وقتاً طويلاً.
وتشارك دائرة المساعدات الإنسانية والحماية المدنية (ECHO) التابعة للمفوضية الأوروبية في عدد من المشاريع لزيادة فرص الوصول، الأمر الذي يمكن أن يكون صعباً بالنسبة للمنظمات غير الحكومية فيما يتعلق بتخصيص الموارد بموجب تمويل المشاريع القصير الأجل في الظروف العادية.
وفي السياق نفسه، قال دانيل مويلان مدير الحماية والمناصرة في المجلس النرويجي للاجئين (NRC) أن "الوصول شيء يصعب قياسه. فهو ليس كإحصاء الملاجئ التي تم تشييدها أو مستلزمات النظافة التي تم توزيعها. إنه مشروع طويل الأمد للغاية، ولكن طرح المشاريع للتنفيذ دليل على نجاح الوصول".
"هذا العام كان واحداً من أسوأ الأعوام التي مرت منذ بدء الصراع. إن الوضع لا يتحسن بالتأكيد، ومن الواضح أن هذه مدعاة للقلق"
ويعمل المجلس النرويجي للاجئين في قندهار منذ 18 شهراً، وبدأ يعد العدة لبدء مشاريعه في الوقت الذي كانت وكالات عديدة تغادر الإقليم. وسيدشن المجلس هذا الأسبوع حملة جديدة لتنفيذ مشاريع ريفية في إقليم فارياب.
وأفاد مويلان أن "توظيف أشخاص من القرى في فارياب حيث نريد أن نعمل هو عنصر مهم في كسب القبول. ونحن أيضاً نعمل على تمكين جميع موظفينا الوطنيين الذين يزيد عددهم عن 500 حتى يعلم الجميع ما نمثله. وهذا يحقق فائدة هائلة عند التواصل مع المجتمع".
وقد عملت بعض المنظمات، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لفترة طويلة مع الجماعات المسلحة، وكذلك مع قادة المجتمع الأوسع لنشر معلومات عن القانون الدولي الإنساني وقضايا الحماية. وهذه جهود طويلة الأجل، وعند نجاحها، تبني قبول أعمال الإغاثة.
أساليب جديدة
ومن المحتمل أن تفتح التطورات التكنولوجية آفاقاً جديدة لبعض عمال الإغاثة لإدارة نقص وصول المعونات.
ونظراً لانسحاب القوات الأميركية، يقال أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) تبحث عن عطاءات لتنفيذ عقد رصد لمدة خمس سنوات، قد تصل قيمته إلى 170 مليون دولار، لرصد مشروعات الإغاثة بعد الانسحاب، وذلك باستخدام مجموعة من الأدوات، من بينها الهواتف الذكية وتقنية النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS).
وتنتشر الهواتف المحمولة على نحو متزايد في أفغانستان، ويتزايد تغطية الشبكة أيضاً. وفي عام 2010، أشارت تقديرات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إلى أن 61 بالمائة من السكان لديهم فرصة الوصول إلى هاتف محمول، والأجهزة الرخيصة نسبياً تتيح الاتصال والتقاط الصور وحتى النظام العالمي لتحديد المواقع.
كما يتيح مكتب تعليقات المستفيدين التابع لبرنامج الأغذية العالمي للمستفيدين الاتصال على خط ساخن للإبلاغ عن المشاكل المتعلقة بتقديم المعونة.
مع ذلك، يمكن أن يواجه عمال الإغاثة أو شركاؤهم أيضاً خطر الظهور بمظهر الجواسيس لأنهم ينفذون أعمال الرصد الخاصة بهم. كما أن التكنولوجيا نادراً ما توفر حلاً كاملاً: لا تزال تغطية الشبكة غير مكتملة، ويمتلك الرجال معظم الهواتف المحمولة، وتتبدل ملكيتها أيضاً.
وفي هذا الصدد، قال ستراند لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "هناك حاجة إلى مزيج من الحلول لأن الهواتف المحمولة لن تحل كل شيء، ولكنها يمكن أن توفر سجلاً. إنه نوع من الإضافة إلى الوثائق، وأيضاً وسيلة لانشاء آليات تقديم الشكاوى. ولكن ما زالت هناك حاجة إلى الزيارات الميدانية. إنك تحتاج إلى الجلوس وشرب الشاي".
وينظر الكثيرون في المجتمع الإنساني إلى فكرة إدارة المشاريع عن بُعد نظرة سلبية. ووفقاً لتقرير صدر في يناير 2014 عن منظمة أبحاث السياسة العامة في أفغانستان (APPRO)، فإن "معظم [المنظمات غير الحكومية الدولية] تدرك أن الإدارة عن بُعد لا يمكن أن تكون بديلاً دائماً للإدارة المستمرة في الموقع لأن جودة العمل من المرجح جداً أن تتأثر سلباً". كما ينظر إلى الفساد باعتباره خطراً كبيراً عند العمل دون وجود فعلي على الأرض.
ويرى كثيرون أن الراديو، الذي يمثل تقنية قديمة، هو القناة الأكثر فائدة للتواصل مع المجتمعات المحلية. وفي هذا الإطار، يدعم المجلس النرويجي للاجئين مشروعاً مستمراً منذ مدة طويلة يتضمن مسلسلاً درامياً إذاعياً محبوباً يفسر الأمور المتعلقة بالعمل الإنساني.
نهج التعامل مع المخاطر
ويعني وجود مخاطر أكبر حول وصول المساعدات الإنسانية أن تقييم المخاطر قد أصبح أكثر أهمية بكثير، وفقاً لتقرير الإحاطة الذي أعدته منظمة تشاتام هاوس.
وهذا أمر أكده رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في أفغانستان، ايدان أوليري، الذي كتب أن "الوكالات الإنسانية بحاجة إلى بناء ثقافة "كيف نبقى" بدلاً من "متى نرحل"، مما يسمح للجهات الفاعلة بتحمل مخاطر مقبولة عندما يكون هناك ما يبررها واستخدام الأساليب الإبداعية للحد من المخاطر".
وقد ساعد إنشاء الصندوق الإنساني المشترك هذا العام على تشجيع الجهات الفاعلة الإنسانية على الانتقال إلى المناطق الرئيسية التي يمكن أن يكون الوصول إليها صعباً - لتمويل الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية، وإخلاء المدنيين، وتقديم الخدمات الصحية والتغذوية الأساسية في المناطق المتنازع عليها. كما تم إنشاء وحدة إدارة المخاطر الإنسانية هذا العام لتحديد المخاطر بشكل أفضل وتنفيذ تدابير التخفيف.
من جانبه، قال مارك بودين، منسق الشؤون الإنسانية في أفغانستان، أنه يعتقد أن هناك تقدماً في الوصول، مشيراً إلى غياب الهجمات على المراكز الصحية خلال الانتخابات الرئاسية، على الرغم من الاستخدام المثير للجدل لعدد منها كمراكز اقتراع.
وأضاف: "إنه جانب ملموس من ما أعتقد أنه ادراك أفضل. نحن لا نزال نفتقر إلى أي شيء يماثل الوصول الحر والمفتوح من أي من الجانبين، ولكن هناك شعوراً بأننا نحرز تقدماً في هذه المسألة، بينما يجري الاعتراف بالجهات الفاعلة الإنسانية المشروعة".
وتجدر الإشارة إلى أن مصدر القلق بالنسبة للجهات الفاعلة على المدى الطويل في أفغانستان هو أن أسهل رد فعل لمشاكل الوصول سيكون التخلي عن المناطق الصعبة من أجل الاستفادة من السلامة النسبية للبرامج الحضرية والأحياء الفقيرة غير الرسمية.
لا يوجد حل سحري يناسب جميع الوكالات، بل إن الجهات الفاعلة الإنسانية بحاجة إلى تطوير استراتيجيات الوصول التي تناسب كل منها، بما يتماشى مع عملياتها وديناميكياتها، حسبما ذكر لوك فيرنا من دائرة المساعدات الإنسانية والحماية المدنية. ويساعد الدعم المقدم من قبل المجلس النرويجي للاجئين الجهات الفاعلة على تبادل الاستراتيجيات والتعلم من الآخرين.
وفي هذا الصدد، قال فيرنا أن "الوصول أيضاً يتضمن التحلي بالمرونة دون تعريض الموظفين للخطر؛ بحيث يعملون حيثما كان ذلك ممكناً، وينسحبون عند الحاجة إلى الانسحاب. إن الأمر يتعلق بعدم تعريض الموظفين للخطر لمجرد الذهاب إلى حيث لم يذهب أحد آخر من قبل".
jj/cb-ais/dvh
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions
Share this article