Today is Giving Tuesday. Support independent journalism from the heart of crises.

Become a member of The New Humanitarian
  1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. South Sudan

جنوب السودان: تقديم الرعاية الصحية في المناطق التي يصعب الوصول إليها

A new birth at Juba Teaching Hospital, South Sudan Elizabeth Deacon/IRIN
A new birth at Juba Teaching Hospital, South Sudan (July 2012)

حرمت عقود من الحرب وانعدام التنمية غالبية سكان جنوب السودان من الحصول على أي شكل من أشكال الرعاية الصحية، مما أدى إلى تسجيل البلاد بعض أسوأ المؤشرات الصحية في العالم. ففي بلد لا يتيح سوى لواحد فقط من كل أربعة مواطنين فرصة الوصول إلى المرافق الطبية، يمكن تصنيف جميع السكان تقريباً على أنهم من الذين "يصعب الوصول إليهم" في وقت يواجه فيه أولئك الذين يحاولون توسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية تحديات كبيرة.

ففي منطقة بوما الجبلية المعزولة في ولاية جونقلي، تعطل الأمطار النقل بالمركبات لمدة ثمانية أشهر كل عام، ويصبح السبيل الوحيد للتنقل هو السير على الأقدام، أو السفر على متن رحلة طيران أسبوعية تنظمها الأمم المتحدة عندما يتوقف هطول الأمطار لفترة كافية للسماح للطائرات بالهبوط.

وعن صعوبة العمل في المنطقة، قال كولينز كييريرزي، مشرف الرعاية الصحية الأولية في منظمة ميرلين الصحية في بوما: "نحن نعمل في واحدة من أكثر البيئات صعوبة في بلد من أكثر البلدان تحدياً في العالم. وبدلاً من انتظار أن يأتي الناس إلينا، نتواصل نحن معهم لمنحهم التطعيمات والتعليم الصحي والرعاية الصحية الأولية والإحالة إلى المستشفيات.

وأضاف أن "التحدي الرئيسي الذي نواجهه هو الخدمات اللوجستية، وذلك لأن الأمطار تهطل بغزارة طوال الفترة من أبريل إلى ديسمبر وتحد من إمكانية الوصول، حيث تنعدم تقريباً إمكانية استخدام الطرق للوصول إلى أي من المواقع التي نخدمها خارج البلدة. ويكاد يكون الحفاظ على الدعم اللوجستي للعيادات مستحيلاً خلال موسم الأمطار، ولذلك ينبغي تخزين كل شيء مسبقاً".

العاملون الصحيون المحليون

وتقع وحدة واحدة فقط من أربع وحدات رعاية صحية أولية يشرف عليها كييريرزي على مسيرة أقل من يوم عن مستشفى ميرلين؛ فعيادة ميرلين في منطقة لاباراب، على سبيل المثال، تبعد مسيرة ثلاثة أيام، ولا بد من حمل أي شخص يحتاج إلى علاج في المستشفى خلال موسم الأمطار بواسطة شخص آخر يسير على قدميه.

والعديد من سكان بوما هم من الرعاة الرحل، الذين تزيد تحركاتهم من تعقيد فرص الحصول على الرعاية الصحية. كما أن الأمن مصدر قلق كبير في ولاية جونقلي لأن الاشتباكات العنيفة بين الجماعات العرقية المختلفة أمر شائع هناك.

وقال كييريرزي: "بالنسبة لي شخصياً، أخشى ما أخشاه هو الإشراف على العيادات خلال موسم الأمطار بسبب عدم إمكانية الوصول وقطع الطرق - وفي بعض الأحيان، يصبح السير غير آمن من دون حراسة [مسلحة]".

وتجدر الإشارة إلى أن منظمة ميرلين هي الجهة الوحيدة التي تقدم الرعاية الصحية في بوما وتعمل مع فريق محلي لترويج النظافة الصحية. وبالإضافة إلى توفير التثقيف الصحي الأساسي والإسعافات الأولية للسكان، تقوم المنظمة بفحص الأطفال دون سن الخامسة للتأكد من عدم إصابتهم بسوء التغذية، وتحيل حالات الحمل المعقدة إلى مستشفى بوما.

لكن معدلات الأمية العالية في بوما تجعل من الصعب تعيين موظفين محليين، في الوقت الذي يعتبر فيه الموظفون المؤهلون في أماكن أخرى من البلاد هذه المنطقة مكاناً شاقاً للعمل. ولسد هذه الفجوة، تقوم منظمة ميرلين بنصح حتى أولئك الذين لديهم مهارات بدائية في اللغة الإنجليزية، وتنظم لهم دورة مكثفة لمدة أسبوعين في الإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة، وخدمات التحصين والرعاية الصحية للأم والطفل، حسبما ذكر كييريرزي.

وقد أدى هذا النهج إلى الوصول إلى نحو 75 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة في بوما من خلال حملات التحصين الروتيني من منزل إلى منزل، وهي نسبة تفوق بكثير المعدل الوطني البالغ 37 بالمائة. كما يستطيع العاملون الصحيون في القرى فحص النساء لاكتشاف مضاعفات الحمل، وتتم الآن حوالي 25 بالمائة من الولادات في مستشفى بوما، مما يعد تحسناً عن المعدلات السابقة. وأشار تقرير صدر عام 2012 عن المؤسسة البحثية مسح الأسلحة الصغيرة (SAS)، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، بعنوان "أمن المرأة في جنوب السودان: تهديدات في المنزل"، إلى أن 90 بالمائة من النساء في جنوب السودان يلدن بعيداً عن المرافق الطبية الرسمية ودون عون من مساعدين مدربين تدريباً مهنياً.

مساعدة النساء

وأرجعت سارة كاسوغا، وهي طبيبة أوغندية تعمل في بوما منذ ثمانية أشهر، بعض المشاكل الصحية في بوما إلى عدم تعليم المرأة وتمكينها. ولا تزال الممارسات التقليدية الضارة، مثل الزواج المبكر، قائمة مما يؤدي إلى حالات الحمل دون السن القانونية. وغالباً ما يُطلب من النساء الحصول على إذن من أزواجهن قبل طلب الرعاية الصحية.

وأضافت أن "المشكلة تكمن في أن مستويات الأمية مرتفعة جداً، والكثيرات من مريضاتنا لا يفقهن شيئاً عن الأمراض، وحتى إذا قررن الحصول على العلاج، فإن شبكة الطرق سيئة للغاية، وانعدام الأمن منتشر في جميع أنحاء المنطقة، ولذلك فمن الصعب جداً بالنسبة لهن الحصول على الرعاية الصحية. ولا يأتي معظم المرضى إلى المستشفى إلا في مرحلة متأخرة جداً، بعد حدوث مضاعفات، ولذلك فإننا نتعامل بشكل عام مع الحالات الأكثر تعقيداً، التي يسهل علاجها في مراحل مبكرة".

وأوضحت كاسوغا أنه إلى جانب انتشار سوء التغذية والمضاعفات المتصلة بالحمل، تشمل الأمراض الشائعة الأخرى في بوما الملاريا والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال المائي الحاد والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي والأمراض الجلدية والطفيليات المعوية.

ولكن على الرغم من جميع التحديات يجلب هذا العمل الشعور بالرضا، حيث قالت كاسوغا: "يمنحني عملي شعوراً بأنني أقدم خدمات لمن هم بأشد الحاجة إليها. أنا الطبيبة الوحيدة في دائرة نصف قطرها 150 كيلومتراً، وأشعر بارتياح كبير عند تقديم رعاية صحية عالية الجودة للفئات الأكثر ضعفاً وتهميشاً في مثل هذه المنطقة المحرومة من الخدمات".

pm/aw/rz-ais/dvh
"

Share this article

Hundreds of thousands of readers trust The New Humanitarian each month for quality journalism that contributes to more effective, accountable, and inclusive ways to improve the lives of people affected by crises.

Our award-winning stories inform policymakers and humanitarians, demand accountability and transparency from those meant to help people in need, and provide a platform for conversation and discussion with and among affected and marginalised people.

We’re able to continue doing this thanks to the support of our donors and readers like you who believe in the power of independent journalism. These contributions help keep our journalism free and accessible to all.

Show your support as we build the future of news media by becoming a member of The New Humanitarian. 

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join