1. الرئيسية
  2. Global

الهجرة: المهاجرون المراهقون محاصرون في اليونان

Ibrahim Jafari, 17, from Afghanistan, is among thousands of unaccompanied minors who enter Greece every year Kristy Siegfried/IRIN
Ibrahim Jafari, 17, from Afghanistan, is among thousands of unaccompanied minors who enter Greece every year

 تـعج حديقة ألكسندرا في وسط أثينا في بداية المساء باللاجئين الشباب من الذكور. فهم يجتمعون على المقاعد والبعض منهم يقوم بركل الكرة في أنحاء الحديقة ولكنهم ليسوا هنا للترفيه- فهذا المكان هو الذي ينامون فيه على أمل أن يوفر لهم عددهم الكبير بعض الحماية من الافتراس الجنسي والهجمات العنصرية. وقال ابراهيم جعفري، وهو مهاجر يبلغ من العمر 17 عاماً، بدأت رحلته إلى هذه الحديقة من على تلة في أفغانستان منذ أكثر من عامين: "أنتظر حتى يغادر الجميع ثم في الساعة الثانية عشر أو الواحدة يمكنني الذهاب للنوم. ثم عندما يأتي الصباح في الساعة السادسة استيقظ مجدداً".

وكان جعفري يعيل والده المعوّق من خلال العمل كراعي أغنام لدى عمه. وذات يوم كان يرافق ابن عمه إلى الحقول فسقط الأخير وصدم رأسه بصخرة ومات. ونظراً لقناعته بأنه سيتم إلقاء اللوم عليه، هرب جعفري إلى إيران حيث عمل هناك كعامل مؤقت. ونظراً لخوفه الدائم من أن يتم اعتقاله وترحيله إلى أفغانستان، قام بادخار ما يكفي من المال- حوالى 2000 دولار لكي يدفعها إلى المهربين ليوصلوه إلى اليونان. لم يذهب جعفري قط إلى المدرسة ولا يمكنه القراءة أو الكتابة. وهو يعرف فقط أن اليونان جزء من أوروبا، وفي مخيلته أن أوروبا تعني الوظائف وإمكانية عيش حياة أفضل. ويقوم المهربون باستغلال مثل هذا الجهل بشأن اليونان، حيث ارتفعت مستويات البطالة بسبب الأزمة الاقتصادية وظهر استياء شديد من مئات الآلاف من المهاجرين الذين لا يحملون وثائق هجرة ووصلوا إلى البلاد في السنوات الأخيرة.

ويكون المراهقون القاصرون الذين ليس لا يرافقهم أحد، مثل جعفري- ومعظمهم من الأولاد المراهقين من أفغانستان وإيران وباكستان وغرب إفريقيا- معرضين بصورة خاصة لمشاق حياة اللاجئين في اليونان. وقد ذكرت باتريسيا كيرك، الباحثة الدنماركية التي أجرت مقابلة لأكثر من 100 قاصر يعيشون بلا مرافق في شوارع أثينا، أن "الجهود التي تبذلها الحكومة لحماية ودعم هؤلاء المهاجرين غير كافية وغير فعالة، وأن برامج المنظمات غير الحكومية تفتقر إلى التنسيق."

الاستغلال وسوء معاملة

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت كيرك أن "الكثيرين منهم قد واجهوا تجارب سيئة مع السلطات، الأمر الذي يدفعهم إلى عدم طلب المساعدة منهم"، مضيفةً أن العديد منهم يكذبون أيضاً بشأن أعمارهم. فإذا اعترف أحدهم بأنه قاصر، قد يمضي أشهر في مركز احتجاز بينما تحاول السلطات وضعه في أحد المراكز التسعة في البلاد الخاصة بالمهاجرين القاصرين الذين لا يرافقهم أحد.

فشافي مرادي (16 عاماً) الذي جاء إلى اليونان من أفغانستان بعدما عمل في إيران، أمضى شهراً كاملاً في الاحتجاز بعدما قامت الشرطة بمداهمة الشقة التي كان يقيم فيها في أثينا. ولم يحصل مرادي على أي معاملة خاصة بسبب عمره. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال مرادي أن "رائحة الأكل كانت كريهة ولم تكن هناك أسرّة. كنا ننام فقط على الأرض وكان الحراس يركلوننا من أجل أن يمرحوا". وبعد انقضاء فترة الاحتجاز، عاد مرادي مجدداً إلى الشقة التي ينتشر فيها بق الفراش والتي يشاركه فيها 15 شخصاً آخرين وتكلّفه 60 يورو في الشهر، ولكن الأموال التي كان أخوه يرسلها له من أفغانستان نفدت. وكان يواجه احتمال النوم في الحديقة عندما أجرت معه إيرين المقابلة.

وقال مرادي: "ليس لدي شعور جيد حيالها ولكن لا خيار لدي. العمل الوحيد المتوفر هو لدى المهربين وتجار المخدرات وأنا لا أريد القيام بأي منهما". وقالت كيرك أن بعض الأولاد يكسبون دخلاً صغيراً من جراء بيع المواد القابلة للتدوير وغسل السيارات. وفي محاولة يائسة لجمع المال ودفعه إلى المهربين لأخذهم إلى الدول الأوروبية الأخرى، يقبل البعض منهم أيضاً المال مقابل ممارسة الجنس مع رجال يطوفون الحدائق. والنوم في الحدائق يجعل الأولاد أيضاً عرضة لمضايقات رجال الشرطة وضربهم لهم. وقال جعفري أن الشرطة عادة لا تكلف نفسها عناء السؤال عن أوراقه، مضيفاً: "يقولون فقط اتبعنا إلى تلك الشجيرات ثم يقومون بضربي". ورفع جعفري قميصه ليعرض أثر ضربة عميقة على ظهره من الضرب الذي تعرض له مؤخراً.

مراكز للقاصرين

تقدم المنظمات غير الحكومية مثل المجلس اليوناني للاجئين في أثينا المساعدة لهؤلاء الذين يرغبون في الانتقال إلى أحد مراكز القاصرين الذين لا يرافقهم أحد، ولكن معظم الأولاد يرون أن الانتقال إلى المخيمات- كما يسمونها- هو بمثابة تخلي عن أمل الوصول إلى دولة أخرى. وقال حامد، وهو مهاجر أفغاني يبلغ من العمر 16 عاماً: "يعطونك طعام ومكان تنام فيه ولا شيء آخر. أنت لا تعرف المستقبل الذي ينتظرك في المخيمات. من الممكن أن تبقى هناك لسنوات". وينام حامد في حديقة بيديون أريوس منذ أن انتهت العديد من محاولات الاختباء على ظهر القوارب المتجهة إلى ايطاليا بالضرب على يد الشرطة. وتماماً كما العديد من القاصرين الآخرين الذين لا يرافقهم أحد، لا يحمل حامد عبء مستقبله فحسب وإنما عبء أسرته أيضاً. فقد قام أخواه الكبيران ببيع ماكينات الحياكة التي يعتمدون عليها في عمل الحياكة الخاص بهم في إيران من أجل دفع المال للمهربين لتهريب حامد.

وقالت فاسيا تشيوتي، الأخصائية النفسية في منظمة براكسيس، أنه كان من الشائع بالنسبة للأسر في أفغانستان بيع كل شيء لإرسال أحد أبنائهم إلى أوروبا. وأضافت أنه "عندما يدركون أنه لا يمكنهم العثور على عمل يشعرون بكثير من الذنب والاكتئاب". وأكدت تشيوتي أنها تقدم المشورة للأولاد الذين عانوا من صدمة أثناء رحلتهم إلى اليونان أو بسبب احتجازهم أو الوقت الذي قضوه في الشوارع. وتجدر الإشارة هنا إلى أن منظمة براكسيس هي منظمة غير حكومية أخرى مقرها أثينا، تقدم الخدمات الطبية والقانونية والاجتماعية للمهاجرين.

مصطفى أختاري* البالغ من العمر 17 عاماً هو لاجئ آخر من أفغانستان أراد الهرب من حياة اللجوء في إيران. وقد قضى ستة أشهر في أثينا قبل أن يقبل حقيقة أنه بلا أموال أو وثائق لا يمكنه مواصلة الرحلة. ولذلك قام بالاتصال بمجلس اللاجئين اليوناني ووافق على الالتحاق بمركز في جزيرة ليسبوس في شرق بحر إيجه. وقال أختاري بمرارة: "أنا مضطر للبقاء هنا. فليس لدي خيار آخر. وأنا أتعلم اللغة اليونانية لأنه لا يمكنني الهروب من هنا ولن أعود إلى إيران أو أفغانستان". وقال أختاري أن الأولاد الستين الموجودين في هذا المركز لديهم حرية الذهاب والعودة كلما أرادوا، ولكن السكان المحليين في أقرب قرية لهم ينظرون إليهم بريبة. وأضاف أنه يتم تخصيص معظم اليوم لتدريس اللغة اليونانية وصفوف الزراعة بهدف مساعدة الأولاد على الحصول على عمل في المزارع المحلية ولكن الليالي مملة جداً".

وقالت كاترينا ماليوتاكي، وتعمل منسقة في المركز أن حوالى واحد من بين عشرة أولاد ينجح في الحصول على العمل على الجزيرة- ومعظم العمل يكون موسمياً. وأضافت أن الأولاد في صراع مع الشك والريبة اللذين يكتنفان مستقبلهم. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت ماليوتاكي أن "الأولاد محاصرون في اليونان وفرصة حصولهم على حق اللجوء منخفضة جداً". ومن جهة أخرى، قال أختاري أن قلقه بشأن مستقبله أقل من قلقه بشأن مستقبل أسرته في إيران، مضيفاً: "تم ترحيل أبي إلى أفغانستان وأمي وأخواتي يقيمون بمفردهم والأسعار تستمر في الارتفاع". وأضاف أختاري: "أريد الذهاب إلى سويسرا لأنني أعتقد أنه البلد الأكثر سلاماً في العالم ولكن من الصعب جداً هذه الأيام عبور الحدود إلا إذا كان لديك الكثير من المال لتدفعه إلى المهربين".

* تم تغيير الاسم

ks/rz -hk/bb


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join