1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Syria

سوريا: سبل عيش المزارعين والرعاة في خطر والأمم المتحدة تطلق مناشدة بقيمة 20 مليون دولار

Though a third of Syria's total area is arable land, most of this lacks irrigation and is dependent on rainfall. Hugh Macleod/IRIN

فقد حوالي 150,000 مزارع محصوله في سوريا هذا الموسم، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الذي أطلق مناشدة للحصول على مبلغ 20 مليون دولار لمواجهة أسوأ موجة جفاف تضرب البلاد منذ أربعة عقود.

وقالت إليزابيث بيرز، المتحدثة باسم مكتب أوتشا، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن 150,000 فلاح يعيلون حوالي 750,000 شخص قد فقدوا محصولهم هذا العام" وأن "الأكثر تضرراً هم المزارعون الذين لا يستطيعون الحصول على البذور لزراعة أراضيهم للموسم القادم".

وقد قام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بإطلاق مناشدة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول للحصول على مبلغ 20,228,570 دولار "بهدف العمل مع شركائه في الحكومة والمنظمات غير الحكومية لمساعدة أكثر من مليون شخص من المتأثرين بالجفاف في سوريا خلال الأشهر الستة المقبلة".

ويعيش حوالي 8.8 مليون شخص (42 بالمائة من السكان) في مناطق ريفية في سوريا. وعلى الرغم من أن ثلث مساحة البلاد صالحة للزراعة، غير أن 79 بالمائة من هذه الأراضي لا تعتمد على الري وإنما على مياه الأمطار.

وقد توصل فريق تابع للأمم المتحدة لتقييم الأضرار في البلاد أن هذه المناطق هي الأكثر تأثراً بالجفاف، الأمر الذي يجعل الرعاة والمزارعين أمام خطر فقدان سبل عيشهم وتعرضهم لمستويات أعلى من سوء التغذية.

وجاء في التقرير الأممي أن "العديد من الأشخاص بدؤوا يأكلون بكميات أقل ويبيعون ممتلكاتهم أو يهجرون مناطقهم" وأن "معدلات الإصابة بالأنيميا وسوء التغذية والإسهال في ازدياد".

وقد تم إجراء التقييم في الفترة بين 11 و25 أغسطس/آب من قبل فريق مؤلف من الأمم المتحدة ومنظمات أخرى، شمل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). وقام الفريق بتقييم أثر شح الأمطار على إنتاج الحبوب والمزروعات والماشية والمجتمعات المستضعفة والرعاة ودخل الأسر.

انخفاض حاد في محصول القمح والشعير

ويقدر حصاد القمح لهذا العام بحوالي 2.5 مليون طن، مسجلاً انخفاضاً بمقدار 1.5 مليون طن (حوالي 40 بالمائة) مقارنة بحصاد العام الماضي. وقد دفع هذا الأمر الحكومة السورية لاستيراد القمح لأول مرة منذ 15 عاماً. وكانت مناطق البادية، شرق سوريا، هي الأكثر تأثراً، حيث وصلت الإنتاجية فيها إلى ما يقارب الصفر.

كما تأثر الشعير بشكل أكبر من ذلك حيث قدر بعض خبراء الاقتصاد تلف 90 بالمائة من المحصول. وكان لذلك تداعيات كبيرة على قطاع تربية المواشي الذي يستخدم الشعير كعلف للحيوانات بنسبة 60 بالمائة، الأمر الذي أجبر بعض صغار مربي المواشي على ترك مهنتهم. وقال التقرير الأممي أن أكثر من 59,000 راعٍ فقد قطيعه وأن 47,000 آخرين فقدوا ما بين 50 إلى 60 بالمائة من ماشيتهم.

كما قدر تقييم الأمم المتحدة أن إنتاج العدس لهذا الموسم انخفض بنسبة 65 بالمائة مقارنة بالموسم الماضي و73 بالمائة مقارنة بمعدل إنتاجه في 10 سنوات.

نقص مياه الشرب

وأخبر سمير الصفدي من جمعية البيئة السورية شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الجفاف كان سيئاً للغاية هذا العام حتى أن مياه الشرب لا تتوفر بكميات كافية".

كما توصل التقييم إلى أن مياه الشرب انخفضت في المناطق الريفية في شمال شرق البلاد وخاصة في القرى التي تعتمد على مياه الآبار المحمية كمصدر وحيد لمياه الشرب.

كما تأثرت مناطق أخرى حيث قال الصفدي أنه "حتى في مرتفعات الجولان الغنية بالمياه قامت الحكومة السورية بنقل المياه للقاطنين هناك. وهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يحدث فيها مثل هذا الأمر وإذا تكرر مرة أخرى فسيبدأ السكان في الانتقال من الجولان".

وللتخفيف من شدة الأزمة، قامت الحكومة السورية بتوفير الأعلاف على شكل قروض للمزارعين يتم تسديدها في الموسم القادم بالإضافة إلى الأدوية البيطرية واللقاحات. كما وزعت مساعدات عاجلة على أكثر من 29,000 أسرة.


الصورة: هيو ماكلويد/إيرين
أتلفت أسوأ موجة جفاف تمر على سوريا منذ 40 عاماً محاصيل رئيسية مثل القمح والشعير في الوقت الذي يحذر فيه خبراء البيئة من نقص مياه الشرب في بعض مناطق البلاد
ومع ذلك، تقول الأمم المتحدة أن "المساعدات المطلوبة تفوق إمكانات الحكومة ومصادرها".

المناشدة

وكجزء من استجابتها للمناشدة، ستقوم الفاو بمساعدة 10,000 راعٍ في البادية من خلال توفير أعلاف لهم على مدى شهرين.

كما سيوزع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 9,000 طن من حبوب القمح والشعير عالية الجودة على أكثر من 30,000 أسرة تمارس مهنة الزراعة لبذرها في الموسم القادم الذي يبدأ منتصف أكتوبر/تشرين الأول ويستمر حتى الربيع.

بالإضافة إلى ذلك سيقوم البرنامج بدعم توفير مصادر جديدة للدخل للمزارعين والرعاة الأكثر تأثراً بالأزمة.

ويتضمن التنويع في مصادر الدخل توفير قروض متناهية الصغر تصل إلى 800 دولار للقرض الواحد موزعة على 5,000 شخص من صغار المزارعين والرعاة الأكثر تأثراً. ولكن تقرير الأمم المتحدة حذر من أنه من غير المتوقع أن تتحسن الأوضاع حتى ربيع عام 2009، هذا إذا لم تنخفض كمية الأمطار للسنة الثانية على التوالي.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join