استغل المئات من المهاجرين الأفارقة، ومعظمهم من الصوماليين، هدوء البحار لخوض رحلة الهجرة المحفوفة بالمخاطر من الصومال إلى اليمن في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر/أيلول.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد المهاجرين أكثر بحسب حسين حاجي، القنصل الصومالي في عدن، الذي قال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 7 سبتمبر/أيلول أن أكثر من 200 مهاجر أفريقي، معظمهم من الصوماليين، وصلوا إلى الشواطئ اليمنية بعد عبورهم لخليج عدن.
وأوضح أن ما يتراوح بين 3 و5 مراكب تصل يومياً إلى الشواطئ اليمنية".
وقد وصل كل المهاجرين الجدد تقريباً بسلام بفضل هدوء البحار، عدا حادثة واحدة أودت بحياة 14 صومالياً غرقوا في البحر بعيداً عن الشاطئ. وقد تم انتشال جثثهم ودفنها، حسب حاجي.
كما لقيت فتاة حتفها على متن أحد المراكب بسبب انعدام الأكسجين في الحجرة الصغيرة التي وضعت بداخلها ولم يسمح لها بمغادرتها. وأوضح حاجي أن "هذه المراكب هي مراكب صيد فقط، وليست مصممة لنقل الركاب. وبعد مرور ثلاث ساعات في البحر، يصبح من الصعب التنفس في الحجرات. وعندما يحاول الركاب مغادرتها يمنعهم المهربون من ذلك".
ووفقاً للقنصل، يحاول 85 بالمائة من القادمين الجدد عبور اليمن على أمل العثور على فرص أفضل في بلدان الخليج الغنية بالنفط.
خطة أمنية جديدة
من جهتها، قامت السلطات اليمنية بتحضير خطة أمنية جديدة لوقف الهجرة غير الشرعية للأفارقة إلى أراضيها وذلك عبر منع المراكب التي تقلهم من دخول المياه الإقليمية اليمنية.
وفي هذا الإطار، أفاد أحمد هايل، مدير مركز إعلام وزارة الداخلية، أن الخطة ستنفذ بالتعاون مع الدول المجاورة والقوات البحرية الدولية العاملة في البحر الأحمر والبحار العربية.
وجاء في توضيحه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الخطة تهدف إلى خفض التدفق المستمر للأفارقة الذي يثقل كاهل اليمن، كما أنها ستضع حداً لقدوم مراكب التهريب إلى اليمن". وأضاف أن التنفيذ سيبدأ الشهر المقبل.
وقد ظل اليمن يستقبل آلاف المهاجرين الأفارقة منذ عام 1991 الذين فروا من الحروب الأهلية وحالة عدم الاستقرار التي كانت تعم القرن الإفريقي. فاليمن هو البلد الوحيد في شبه الجزيرة العربية الذي وقع على اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1951 الخاصة باللجوء واللاجئين وبروتوكول عام 1967 الملحق بها.
وتقوم الحكومة اليمنية بمنح الصوماليين صفة اللجوء بشكل تلقائي بعد وصولهم، في حين يتعين على غيرهم من المهاجرين (ومعظمهم من الإثيوبيين والإرتريين) التقدم بطلب لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للحصول على حق اللجوء.
وفي هذا الصدد، قال هايل: "عندما يصل المهاجرون الأفارقة إلى الشواطئ اليمنية، نضطر لاستقبالهم، ولكن لا يُسمح لغير الصوماليين بالبقاء فيتم ترحيلهم [إذا لم يكونوا مؤهلين للحصول على صفة اللجوء]".
كما أوضح المسؤول اليمني أن الخطة الجديدة لن تتعارض مع اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة باللجوء، حيث قال: "لا يعني توقيع الاتفاقية اضطرارنا لقبول أعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة. على الحكومة أن تتخذ الإجراءات الضرورية لوقف التدفق لأن اليمن لا يستطيع تحمل كل العبء الناتج عنه". وأضاف أنه من المتوقع أن يصل عدد كبير من المهاجرين الأفارقة الجدد إلى اليمن خلال الأيام المقبلة.
ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل أكثر من 22,532 شخصاً إلى اليمن منذ بداية 2008، لقي 165 منهم حتفهم خلال محاولتهم الوصول إلى الشواطئ في حين لا يزال 220 شخصاً في عداد المفقودين. وقد قامت المفوضية بتسجيل أكثر من 100,000 أفريقي، في اليمن معظمهم من الصوماليين.