أعلنت وزارة الصحة العراقية يوم 2 سبتمبر/أيلول عن تسجيل خمس إصابات مؤكدة بالكوليرا في بغداد ومحافظة ميسان جنوب العراق سببها ارتفاع درجات الحرارة وتقادم أنظمة المياه والصرف الصحي في البلاد.
وأخبر إحسان جعفر، مدير الصحة العامة في الوزارة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن هناك أربع حالات مؤكدة في بغداد وخامسة في محافظة ميسان، من بينهم ثلاثة أطفال دون العاشرة".
وأضاف أنه "إلى الآن، تم تسجيل حالة وفاة واحدة فقط من بين الحالات المؤكدة وهو طفل من ميسان يبلغ من العمر ثلاث سنوات. ولا تزال الحالات الأخرى تخضع للعلاج".
وأوضح جعفر أن المرض انتقل عن طريق مياه الشرب التي تكون في معظم الأحيان ملوثة بمياه الصرف الصحي بسبب تقادم شبكات الصرف وتهالك محطات معالجة المياه، الأمر الذي يدفع العديد من الفقراء إلى الاعتماد على الأنهار والمياه الراكدة.
وأخبر جعفر شبكة (إيرين) قائلاً: "تم تسجيل هذه الحالات في المناطق التي تهالكت فيها أنابيب المياه أو لم تكن موجودة أصلاً. فالمرض ينتشر بشكل خاص بسبب المياه الملوثة وارتفاع درجات الحرارة، وتزداد خطورة انتشاره عندما تصبح الأنهار راكدة والآبار منخفضة المنسوب".
وأثارت الحالات الجديدة الذعر بين المواطنين في جنوب العراق مما دفع مسؤولي الصحة المحليين لإصدار تحذيرات للوقاية منه.
من جهته، قال زامل شياع مدير عام صحة ميسان: "لقد أنذرنا جميع المواطنين بضرورة الذهاب إلى أقرب مستشفى أو مركز طبي عند الإصابة بالإسهال وقمنا بحث المواطنين في المناطق المصابة على أخذ أقراص تعقيم المياه من هذه المراكز".
وقال شياع لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد أثبتت الفحوصات التي أجريت على المياه في بعض المناطق أنها ملوثة ولا تصلح للاستهلاك الآدمي وخاصة في ضواحي المحافظة حيث وقعت حالة الوفاة".
وقد تم الكشف عن آخر انتشار للكوليرا في العراق في 14 أغسطس/آب 2007 في مدينة كركوك شمال العراق لينتشر المرض بعدها في السليمانية وأربيل ودهوك وتكريت والموصل وديالى والبصرة وواسط وبغداد والأنبار. وكان الانتشار الأكبر في كركوك التي شهدت 2,309 ومن ثم السليمانية التي سجلت 870 حالة. كما تم تسجيل 14 حالة وفاة العام الماضي، بحسب أرقام وزارة الصحة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، قالت الحكومة العراقية ومنظمات الأمم المتحدة أن الانتشار بات تحت السيطرة وأن 70 بالمائة من الحالات المؤكدة مخبرياً عولجت بنجاح.
والكوليرا هي عدوى معوية حادة تنشأ عادة بسبب شرب ماء ملوث يؤدي إلى إسهال مائي غزير. ويمكن أن يفضي الإسهال سريعاً إلى جفاف شديد وإلى الوفاة إن لم يعط العلاج فوراً. ويمكن الوقاية من الكوليرا عن طريق معالجة مياه الشرب بالكلور وتحسين الظروف الصحية.