تعمل منظمات الإغاثة الإنسانية جاهدة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى آلاف الضحايا الذين تأثروا بإعصار سيدر الاستوائي المدمر الذي ضرب الحزام الساحلي بجنوب بنجلاديش في 15 نوفمبر/تشرين الثاني وأودى بحياة أكثر من 2,000 شخص، وفقاً لآخر التقديرات الحكومية.
وبالرغم من صعوبة الوصول إلى المناطق المتأثرة وضعف أنظمة الاتصال التي تجعل من الصعب القيام برصد دقيق لعدد الضحايا، إلا أن الحكومة تقدر أن 60 إلى 70 بالمائة من المنازل الواقعة في أكثر المناطق تضرراً قد سُوِّيت بالأرض. كما أفادت التقارير الصادرة عن منظمة وورلد فيجن"، المنظمة المسيحية الدولية التي تعنى بشؤون الإغاثة والتنمية، بأن أكثر من 43,000 شخص إما فقدوا منازلهم كلياً أو أصيبت منازلهم بضرر كبير.
ووفقاً لوزارة الزراعة ببنجلاديش، تعرض محصول الأرز في المناطق المتضررة للدمار في حين جرفت مياه الإعصار مزارع الروبيان. كما تسببت السيول في موت المواشي وإغراق الملاحات في 15 مقاطعة من المقاطعات الساحلية التسعة عشر بالبلاد.
بداية وصول المساعدات الإنسانية
وواصلت السفن البحرية تمشيط المناطق الساحلية بحثاً عن مفقودين في الوقت الذي قامت به المروحيات بالإنزال الجوي للمساعدات الغذائية ومياه الشرب والأدوية في المناطق التي يصعب الوصول إليها براً.
بدورها، قامت الحكومة المؤقتة لبنجلاديش مدعومة بقوات الجيش بالتحرك السريع لتعبئة جهود الإغاثة. وفي هذا الإطار، قام فخر الدين أحمد، المستشار الأول للحكومة، بالإعلان عن تخصيص مبلغ 150,000 دولار لكلٍّ من المناطق الأشد تضرراً، موضحاً بأن الحكومة ستعمل على حل المشاكل التي نجمت عن الإعصار أولاً بأول. كما أعطى ضمانات على وجود ما يكفي من موارد للتعامل مع فترة ما بعد الإعصار.
صندوق الأمم المتحدة للطوارئ
من جهة أخرى، صرح جون هولمز، منسق المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، بأن المنظمة ستخصص "عدة ملايين من الدولارت" لبنجلاديش من الصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ، الذي تم تأسيسه أصلاً للتمكن من سرعة توفير المساعدات في أوقات الطوارئ. وفي تصريح صحفي، قال جون هولمز: "سنعمل كل ما في وسعنا لتقديم المساعدة وفقاً لما تطلبه منا حكومة بنجلاديش".
بدورها، صرحت المفوضية الأوروبية من مقرها في بروكسل بأنها قدمت 1.5 مليون يورو لتقديم المساعدات العاجلة لأكثر المتضررين حاجة. وأفاد الناطق باسم المفوضية، جون كلانسي، بأن "البوادر الأولية تفيد بأن الحاجات الأكثر استعجالاً تتمثل في الغذاء ومياه الشرب والمأوى والملبس والأغطية والأدوية".
البسكويت المقدم من برنامج الأغذية العالمي
وأعلن برنامج الأغذية العالمي في بيان صادر عنه في 16 نوفمبر/تشرين الثاني عن بداية توزيع كميات كبيرة من البسكويت عالي الطاقة، الذي يعتبر حيوياً في الأيام الأولى من الأزمة عندما يكون الطبخ مستحيلاً، وذلك لإطعام حوالي 400,000 شخص في المناطق المتضررة خلال الأيام الثلاثة المقبلة.
وقال دوغلاس برودريك، ممثل برنامج الأغذية العالمي في بنجلاديش: "لا يمكن تعريض حياة الناس وصحتهم للخطر. يجب أن نهم جميعاً لإنقاذ الأرواح أولاً. الأغذية الجافة مثل البسكويت عالي الطاقة ستسعف الوضع، خصوصاً في هذه الأيام التي تقل فيها المياه سواء للشرب أو الطبخ".
الصورة: اليونيسيف - بنجلاديش ![]() |
تعرض محصول الأرز في المناطق المتضررة للدمار |
كما بدأت منظمتي "كير" و"وورلد فيجن" والعديد من المنظمات غير الحكومية والمنظمات التطوعية الأخرى بتوزيع الأرز والملابس والأغطية والأدوية ومياه الشرب وأغذية الأطفال وغيرها من الاحتياجات الأساسية.
ولأنها عرضة لأعاصير سنوية، قامت بنجلاديش بتطوير نظام قوي لمواجهة الكوارث. ففي عام 1970 أودى الإعصار بحياة نصف مليون شخص، في حين لقي أكثر من 130,000 شخص حتفهم في إعصار عام 1991.
"