1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Israel

إسرائيل-الأرض الفلسطينية المحتلة: عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في ازدياد

Jamal, a Palestinian refugee in his mid-40s, stands in front of the Kiryat Arba settlement. Shabtai Gold/IRIN

أفاد السكان المحليون والمراقبون الدوليون أن العنف الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين شهد ازدياداً خلال الأسابيع القليلة الماضية في الخليل والمناطق المجاورة.

وفي هذا السياق، قال ماتيو بيناتي، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الخليل: تعد هذه المناطق نقاط ساخنة للعنف ولذلك نضعها ضمن أولوياتنا".

وكان بيناتي يقصد المنطقة (هـ 2 ) وهي ذلك الجزء من الخليل الذي يقع تحت سيطرة إسرائيل والمنطقة القروية الجنوبية التي تقع تقريباً تحت السلطة الإسرائيلية بحسب الاتفاقيات التي أبرمتها الدولة العبرية مع الفلسطينيين في التسعينيات.

وقال جمال وهو لاجئ فلسطيني في منتصف الأربعينيات: "لا فرق بين الليل والنهار، فالمستوطنون يسيئون إلينا في كل وقت".

ويعود سجل الخليل الحافل بالعنف والمشاكل المستمرة إلى وجود مستوطنة إسرائيلية في وسط المنطقة الحضرية الفلسطينية مما يجذب دون شك المتطرفين المهاجرين إلى إسرائيل من دول مثل فرنسا والولايات المتحدة، إلى هذا النوع من الاحتكاك مع الفلسطينيين. والكثير منهم مسلحون ويظهرون أسلحتهم علناً أمام الفلسطينيين الذين يمرون في طريقهم.

"إلى الداخل، إلى الداخل" تمتمت إحدى الأمهات من حي وادي الحسين بينما كانت تدفع ببناتها إلى داخل المنزل. فقبل لحظات قام شبان من مستوطنة كريات أربع برمي الحجارة على الصغيرات بينما كن يلعبن في الخارج بعد هبوط الغروب.

وما يسهل عملية رمي الحجارة الموقع الاستراتيجي للمستوطنين على الهضبة بينما يقبع الفلسطينيون في أسفل الوادي.

وبعد لحظات هرع والدهم سليمان، 32 عاماً، لمواجهة المستوطنين ليجد ضوء ليزر أحمر على صدره من أسلحة القنص التي يستخدمها المستوطنون... وانتهى الموقف برمي المزيد من الحجارة والتفوه بالشتائم قبل أن يغادر المستوطنون المكان.

تخريب المنازل

وقد أصيبت جميع المنازل الفلسطينية تقريباً التي زارتها شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في وادي الحسين بنوع من الخراب منذ وقت قصير...خزانات محطمة وعدد لا يحصى من النوافذ المكسرة.

وقال سليمان، وهو لاجئ مسجل في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين: "لا يوجد لدي ماء ساخن...لقد رموا الحجارة على نظام التسخين الشمسي الخاص بي مرتين ولا أستطيع تحمل تكاليف إصلاحه مرة أخرى".

كما أوضح أن الوقود المستخدم في تسخين المياه باهظ الثمن وفرض إسرائيل لقيود على الحركة يعني أنه لا يستطيع القيادة في وادي الحسين ولذلك عليه أن يحمل بنفسه كل شيء إلى منزله بما في ذلك اسطوانات الغاز الثقيلة.

وأضاف قائلاً: "أحتاج لـ 400 كيلوغرام من العلف لأغنامي أسبوعياً. وكل كيس يزن 50 كيلوغراماً واضطر لحمل جميع الأكياس إلى هنا على ظهري وفي وآن واحد".

كما يواجه الفلسطينيون في المناطق القروية صعوبات في الوصول إلى أراضيهم بسبب العنف.

ويقول السكان أن إسرائيل لا تقوم بحمايتهم كما يجل حيث قال أبو فراس، وهو فلسطيني يسكن بالقرب من شارع المصلين، وهو الممر الذي يصل كريات أربع، المستوطنة الإسرائيلية الكبيرة التي تقع خارج إسرائيل بالمستوطنات الأصغر التي تقع داخل المدينة: "أقع تحت الولاية الإسرائيلية...ولذلك أتوقع من الإسرائيليين أن يوفروا الحماية لي ولأرضي وأطفالي. إنهم مسؤولون عني كمحتلين للأرض".

وأضاف أبو فراس الذي رفض ذكر اسمه الحقيقي واكتفى بذكر كنيته: "إذا قامت الشرطة [الإسرائيلية] بملاحقتهم، سيتوقف المستوطنون عن إيذائنا" وهو أيضاً ما يعتقده عيسى عمر من بتسيلم، المنظمة الحقوقية الإسرائيلية.

جمع الأدلة

وتدير بتسيلم حالياً برنامجاً لجمع الأدلة توزع من خلاله كاميرات مجاناً على الفلسطينيين في مناطق مثل الخليل وضواحي نابلس حيث تزداد وتيرة العنف. ويهدف هذا البرنامج إلى جمع ما أمكن من أدلة لإثبات إدعاءات الفلسطينيين وتعزيز سلامتهم.


الصورة: شبتاي جولد/إيرين
يقول الفلسطينيون أن شبان مسلحين من مستوطنة كريات أربع يرمون الحجارة عليهم وعلى منازلهم
وقال ميكي روزينفيلد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن مسؤولي فرض القانون يقومون ما بوسعهم لوقف العنف. وقال أن ضباط الشرطة يحققون في هذه المزاعم مع الجانبين مضيفاً أن المستوطنين اشتكوا أيضاً من رمي سياراتهم بالحجارة في مناطق الخليل.

ويقول السكان المحليون أنه على الرغم من ذلك لم تساهم جهود الشرطة في إيقاف التصعيد الأخير الذي تضمن اعتداءات على عمال إغاثة ودبلوماسيين وأطفال وكبار في السن ومساجد وحفلات أعراس.

وقال فادي الذي تعرض لاعتداء خلال عرس أقيم مساء الجمعة: "في البداية جاء خمسة مستوطنين...ثم لحقهم عدد أكبر... كانوا يحملون السلاح وقاموا بضربنا".

وعلى الرغم من تجمع الفلسطينيين معاً وتمكنهم من إخراج المجموعة من الاحتفال، ولكنهم في الحقيقة دفعوا الثمن، حيث قال فادي: "ذهبنا يوم الأحد لتقديم شكوى إلى الشرطة. ويبدو أن المستوطنين قدموا شكوى ضدنا أيضاً ولذلك قامت الشرطة بتغريمنا مبلغ 2,000 شيكل" وهذا المبالغ يساوي أكثر من 500 دولار وهو أكثر مما يتقاضاه فادي في الشهر.

وبينما يستمر المستوطنون في محاولات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية – مستخدمين العنف في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى الدعم القانوني من السلطات الإسرائيلية – يستبعد أحد السكان أن تخمد المشاكل في المنطقة حيث قال: "المكان كبرميل بارود ينتظر الانفجار، لننتظر ونرى".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join