عززت الحكومة اليمنية من حملتها لنشر الوعي بفوائد التحصين ضد مرض الكزاز الوليدي لضمان نجاح المرحلة الثانية من حملة التحصين التي بدأت في السابع من يونيو/حزيران.
وكانت المرحلة الأولى قد فشلت نوعاً ما في الوصول إلى هدفها بسبب امتناع بعض النساء عن الخضوع للتطعيم لاعتقادهن أنه قد يضرهن بشكل من الأشكال.
وفي هذا الإطار، قال عيسى محمد، مدير البرنامج الوطني للتحصين الموسع بوزارة الصحة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): واجهنا مجموعة من العراقيل خلال المرحلة الأولى من الحملة التي تمت في منتصف شهر أبريل/نيسان".
وأضاف: "لم تعترض النساء وحدهن على التطعيم بل الرجال أيضاً، إذ قد يمنع الزوج زوجته من أخذ اللقاح. ولم تتعد نسبة نجاح المرحلة الأولى 74 بالمائة وهو دون الهدف الذي كنا نطمح إليه والمتمثل في 80 بالمائة على الأقل".
وأضاف محمد أن هناك إشاعات خاطئة بين الناس مفادها أن اللقاح المضاد للكزاز يسبب الأمراض لأنه مصنوع في دول خارجية لا يمكن الوثوق بها. "لقد حاولنا الحصول على دعم عدد من المنظمات الإنسانية لنشر الوعي. كما حصلنا على دعم من خطباء المساجد".
من جهتها، أفادت غادة الهبوب، نائبة مدير البرنامج الوطني للتحصين الموسع بوزارة الصحة، أن بعض النساء يعتقدن أن لقاح الكزاز قد يؤدي إلى العقم. وأضافت قائلة: "من خلال حملتنا التوعوية، نخبر الناس أن لقاح الكزاز لا يؤدي إلى العقم وأنه بإمكان أية سيدة ملقحة ضد المرض أن تحمل".
كما أوضحت أن عدداً آخر من الناس اعتقدوا أن اللقاح مخصص للنساء المتزوجات فقط بسبب استعمال عبارة 'النساء في سن الإنجاب' خلال المرحلة الأولى من الحملة. وقالت: "لقد تفادينا استعمال هذه العبارة خلال المرحلة الثانية للحيلولة دون الاعتقاد الخاطئ أن النساء المتزوجات فقط هن المعنيات بالتطعيم. وبدل ذلك استعملنا عبارة 'كل النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و45 عاما'ً.
استهداف مليون امرأة تقريباً
وتستهدف حملة التحصين ضد مرض الكزاز الوليدي، والتي تستعين بحوالي 553 فرقة ثابتة و1,290 فرقة متحركة، حوالي 912,196 امرأة في محافظات إب والضالع ولحج والحديدة. وتركز المرحلة الثانية على 664,776 امرأة في حين سيتم إطلاق المرحلة الثالثة في غضون بضعة أشهر.
وقد خصص للمرحلة الثانية من هذه الحملة، التي تم تمويلها من قبل الحكومة اليمنية و منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة ومنظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع GAVI، حوالي 764,450 لقاح لتغطية المنطقة المستهدفة.
وكان من المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية في شهر مايو/أيار ولكنها تأخرت بسبب انتخابات المحافظات، حسب إدارة البرنامج الوطني للتحصين الموسع.
ووفقاً لليونيسف، تعد اليمن من بين 47 دولة في العالم لا تزال بحاجة لاجتثاث مرض الكزاز الوليدي. وقد أفاد البرنامج الوطني للتحصين الموسع أنه سيتمكن من القضاء على المرض بحدود عام 2010.
وجاء في قول عيسى محمد من البرنامج الوطني للتحصين الموسع: "نحن ننظر إلى الكزاز على أنه مرض فتاك إذ يودي بحياة أكثر من 80 بالمائة من المصابين". وأضاف أن المصاب عادة ما يتوفى في بيته لعدم محاولته الحصول على المساعدة الطبية. ولم يتمكن المسؤول الصحي من إعطاء رقم دقيق حول عدد حالات الإصابة بالكزاز في البلاد.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ينتقل الكزاز عن طريق العدوى ببكتيريا كوليستريديم تيتاني التي تدخل الجسم عن طريق قطع أو جرح مفتوح، خصوصاً في الحبل السري عند قصه بآلة غير معقمة. وتؤدي الإصابة بالبكتيريا إلى تشنجات في العضلات خصوصاً في عضلات الفك.
"