1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: عمالة الأطفال في ازدياد في الشمال

Muhsin Iqbal, 10, lost his father in the October 2005 quake in northern Pakistan and has since dropped out of school. Today he scavenges for cardboard and empty bottles on the streets of Abbotabad. David Swanson/IRIN

من الصعب أن يصدق المرء من الوهلة الأولى أن محسن، الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، كان فيما مضى يرتاد المدرسة بانتظام ويحلم بأن يصبح طياراً. فهو الآن يجوب شوارع مدينة أبوت أباد في الإقليم الشمالي الغربي لباكستان ويبحث في صناديق القمامة عن ألواح الكرتون والقوارير الفارغة وبقايا المعادن لبيعها مقابل أقل من دولار في اليوم لعله يتمكن من مساعدة أسرته.

ولدى حديثه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال محسن وهو يمسح العرق عن جبينه بكم قميصه: لقد اضطررت لترك الدراسة، لم يكن لدي خيار آخر فقد كنت مجبراً على مساعدة عائلتي بعد الزلزال".

وكان والد محسن قد لقي حتفه عندما دمر الزلزال البيت الذي كانوا يستأجرونه في مدينة بلكوت المجاورة، مما اضطر محسن وأخواه ووالدتهم إلى الانتقال إلى مدينة أبوت أباد للبحث عن عمل.

ويقول محسن: "أتمنى لو أتمكن من العودة إلى المدرسة، ولكنني أعرف أن ذلك مستحيل".

وهناك آلاف الأطفال من أمثال محسن، في مختلف أنحاء شمال باكستان، الذين أجبروا على ترك مدارسهم ودخول سوق العمل لمساندة أسرهم في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلاد في أكتوبر/تشرين الأول 2005 وأودى بحياة أكثر من 73,000 شخص وشرد أكثر من 3.5 مليون آخرين فيما وصف بأنه أسوأ كارثة تضرب البلاد.

وينحدر معظم الأطفال من أفقر العائلات وبذلك ليس أمامهم أي خيار آخر سوى الهجرة إلى المدن الكبرى في المنطقة بحثاً عن العمل. وعادة ما يذهب الكثير منهم دون عائلاتهم.

وقالت فايولت سبيك وارنري، أخصائية حماية أطفال بمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف): "سرعان ما بدأ المزيد والمزيد من الأطفال وأسرهم بالقدوم إلى المدن الكبرى بحثاً عن العمل".

3.3 مليون طفل عامل

وأعربت السلطات الباكستانية قبل أكثر من سنتين ونصف عن قلقها حيال ارتفاع عدد الأطفال العاملين في المناطق المتضررة بالزلزال، وهي ظاهرة خطيرة موجودة أصلاً في جميع أنحاء باكستان.

وأظهر مسح حول عمالة الأطفال قام به المكتب الاتحادي للإحصاء عام 1996، وهو آخر مسح متوفر حول الموضوع، أن 3.3 مليون طفل دون سن 14 عاماً منخرطون في سوق العمل. ويقول عمّال الإغاثة أن هذا الرقم قد يكون في الغالب أعلى من ذلك بكثير.

ففي مدن مثل أبوت أباد، يمكن رؤية الأطفال ينامون في الشوارع وهو ما لم يكن يعرف أو يلاحظ قبل عام 2005. وقد دفعت هذه الظاهرة الحكومة إلى إنشاء مدرسة خاصة بالأطفال العاملين في المنطقة.

وقال فايز الله، مساعد مدير إدارة العمل بأبوت أباد: "كانت نسبة الأطفال العاملين قبل الزلزال حوالي 5 بالمائة أما الآن فقدت تعدت نسبتهم الـ 15 بالمائة". وقدر فايز الله أن 10,000 طفل تقريباً يعملون في المناطق المتضررة بالزلزال لمساعدة أسرهم.

ووفقاً لمنظمة إنقاذ الطفولة، فإن الرقم أعلى من ذلك بكثير بالرغم من غياب البيانات التي يمكن تدقيقها، حيث قال غلام قدري، مدير البرامج بفرع المنظمة في باكستان: "من المؤكد أن العدد أعلى بكثير من ذلك، فعشرة آلاف هو رقم جد منخفض".

ووفقاً للبيانات التي جمعتها المنظمة غير الحكومية في العام الماضي والتي لا تزال في طور التحليل، كانت نسبة عمالة الأطفال قبل الزلزال تصل إلى 20 بالمائة من مجموع الأطفال في منطقة باتاغرام وأبوت أباد ومنسيرا المتضررة بالزلزال. أما الآن، فإن نسبة الأطفال العاملين في هذه المناطق، تصل إلى 35 بالمائة.

اليونيسف تتدخل

وقامت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) بالتعاون مع السلطات المحلية وجمعية خلق فرص العمل JCDS، وهي منظمة غير حكومية تعمل في أبوت أباد، بإنشاء مركزين لحماية الأطفال في المدنية حيث وجد أكثر من 500 طفل عامل.


الصورة: ديفيد سوانسون/إيرين
هناك ارتفاع كبير في نسبة عمالة الأطفال في المنطقة منذ الزلزال
وشرحت أغنيس موتينيو كراني، مسؤولة حماية أطفال باليونيسف، أن هذه المراكز توفر للأطفال تعليماً غير رسمي كطريقة لإعادة دمجهم في المدارس الحكومية. كما يحصل العاملون بهذه المراكز على فرصة للقاء أرباب العمل المحليين في محاولة لرفع الوعي حول حقوق الأطفال وتجنب عمالة الأطفال.

وبالرغم من أن الفتيان يشكلون غالبية المشاركين، إلا أن هناك حضور للفتيات أيضاً، حيث يعمل العديد منهن كخادمات في البيوت في المنطقة المتضررة بالزلزال، وفقاً لسبيك وارنري التي أشارت أيضاً إلى أن حضور هذه المراكز يستوجب حصول الأطفال على تصريح من أهاليهم وأرباب عملهم. وبعدها يتم إعطاء الطفل دروساً مكثفة أو ميسرة حسب حاجته.

من جهته، أفاد أكبر علي، مراقب حماية أطفال بمنظمة خلق فرص العمل، أن "بعض الأطفال ارتادوا المدارس الرسمية من قبل في حين بعضهم لم يتمكن من ذلك، وعلينا أن نقوم بصياغة مناهجنا وفقاً لذلك".

نتائج مشجعة

من بين 119 طفل الذين حضروا المراكز حتى الآن، تم لم شمل 43 طفلاً بأسرهم عبر برامج الاستشارة الأسرية. كما أنهم تمكنوا الآن من العودة إلى المدارس بفضل مبادرة دعم سبل العيش. أما بالنسبة للأطفال الستة والسبعين المتبقين، فبرامج إعادة دمجهم قيد المباشرة.

وفي هذا الإطار، قال حميد الله البالغ من العمر 8 سنوات والذي انقطع عن المدرسة في مظفر أباد بعد الزلزال وظل إلى وقت قريب يجوب شوارع أبوت أباد مع أخيه الأكبر بحثاً في قمامتها عما يمكن بيعه: "أنا سعيد بالعودة إلى المدرسة".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join