أنشأت منظمة أطباء بلا حدود" برنامجاً شاملاً للرعاية الصحية في ميانمار على مدى العقدين الماضيين، في ظل وجود أكثر من 1,000 موظف، معظمهم محليون، يعملون على قضايا فيروس نقص المناعة المكتسبة والإيدز والسل والملاريا. وهذا ما جعل المنظمة تكون في أتم استعدادها لإرسال موظفيها إلى دلتا إيراوادي إثر تعرضها لإعصار نرجس المدمر، بالرغم من القيود المفروضة على عمّال الإغاثة الأجانب.
فقد أرسلت منظمة "أطباء بلا حدود" 200 شخص تقريباً، مقسمين إلى 40 فرقة إغاثية تشمل كل منها طبيباً وممرضاً ومساعداً صحياً، لتقديم المساعدات الغذائية الطارئة وغيرها من المواد اللازمة لمعالجة حوالي 20,000 شخص تقدر سلطات ميانمار أنهم تأثروا بالإعصار.
وأوضح المدير القطري للمنظمة في هولندا، فرانك سميثيوس أن "هناك حماس كبير بين الموظفين... ولكن سيكون من الجيد إحضار المزيد من الأشخاص لتعزيز القدرة على الاستجابة لحاجة المتضررين".
منظمات في البلاد منذ فترة طويلة
وبالإضافة إلى منظمة "أطباء بلا حدود"، كانت منظمات دولية كبيرة أخرى مثل إنقاذ الطفولة وكير وورلد فيجن وميرلين موجودة في ميانمار لفترة طويلة قبل الإعصار لإدارة مشاريع مرتبطة بالصحة والتغذية والتعليم وخفض الفقر.
ومنذ الكارثة، تصدر مئات الموظفين المحليين التابعين لهذه المنظمات بالإضافة إلى متطوعين من الصليب الأحمر جهود الإغاثة الطارئة. وقد عانى موظفو الإغاثة المحليون بشكل كبير من أجل توصيل الغذاء والمياه وتوفير المأوى والرعاية الطبية وغيرها من المستلزمات التي يحتاجها حوالي 2.4 مليون ناج من الإعصار.
غير أن المنظمات الدولية تشعر بامتعاض كبير بسبب القيود التي لا تزال تعيق دخول كل الخبراء التقنيين الأجانب تقريباً إلى منطقة الدلتا، بمن فيهم ذوي الخبرة الطويلة في التعامل مع الكوارث الطبيعية.
الحاجة للخبراء
قال سميثيوس: "لا نحتاج لأعداد هائلة من [الخبراء] الأجانب، فلدينا أطباء لمعالجة الإصابات العامة ولكن معظم الناس في ميانمار لم يسبق لهم التعامل مع مثل هذه الطوارئ من قبل". وأضاف أن منظمة "أطباء بلا حدود" لديها أخصائيين في يانغون، أكبر مدينة في ميانمار والعاصمة السابقة لها، يمكنهم التعامل مع مثل هذه الأزمة.
وبعد أكثر من أسبوع من الانتظار، حصلت "أطباء بلا حدود" أخيراً على الترخيص الرسمي الذي يسمح لثمانية من خبرائها الأجانب، من بينهم خبراء المياه والصرف الصحي ومنسق طبي، ببدء العمل مباشرة في منطقة دلتا إيراوادي.
ولكن معظم المنظمات الأخرى أفادت أن خبراءها الأجانب لا زالوا محصورين في يانغون، موضحة أن غياب الخبراء على الأرض يزيد من الضغط الذي يعاني منه موظفو الإغاثة البورميون.
وقالت كاتي باريت، خبيرة حماية لدى منظمة "إنقاذ الطفولة" في يانغون: "إنه لأمر شديد الصعوبة بالنسبة لموظفينا الذين يتعاملون لأول مرة مع كارثة من هذا الحجم... ولا أستطيع مساعدتهم [عن بُعد] في توجيه جهودهم وتحميسهم وتعزيز تدريبهم".
تدريب الموظفين المحليين
غير أن منظمات الإغاثة، وبالرغم مما سبق، تعمل ما في وسعها لتخطي العقبات التي تواجهها عن طريق توظيف خبرائها لتدريب زملائهم المحليين قبل ذهابهم إلى المناطق المتضررة.
فبعد أن تأكد الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر من أنه لن يُسمَح لموظفيه الأجانب بمغادرة يانغون لتشغيل أنظمة تعقيم المياه في المناطق المتضررة، بدأ بتدريب مهندسيه المحليين على القيام بذلك.
كما يقوم الاتحاد بتدريب موظفيه المحليين على إدارة 10 نقاط توزيع في منطقة الدلتا، حيث قال جاك سبارو، الناطق باسم الاتحاد: "لقد اضطررنا للقيام بأمور لم نقم بها من قبل. عليك فقط أن تكون خلاقاً ومرنا قدر المستطاع".
الصورة: الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر |
تصدر متطوعو الصليب الأحمر بميانمار جهود الإغاثة الطارئة |
من جهته، عبر أندرو كيركوود، المدير القطري لمنظمة "إنقاذ الطفولة" التي تملك موظفين عاملين على الأرض في ميانمار، عن أمله في أن تتمكن بعض المنظمات الإنسانية الأخرى من الانضمام إلى جهود الإغاثة، حيث قال: "إن حجم هذه الكارثة أربك الجميع وفاق قدرة المنظمات الموجودة على التعامل معها... نتمنى أن تسمح الحكومة للمزيد من المنظمات بتقديم يد المساعدة".
"