بدأت وزارة الصحة اليمنية ومنظمة الصحة العالمية حملة وطنية لمحاربة البلهارسيا التي يعاني منها أكثر من 3 ملايين شخص من سكان البلاد البالغ عددهم 21 مليون نسمة، وفقاً لعبد الله عشيش، رئيس برنامج مكافحة البلهارسيا في الوزارة.
ويعد اليمن البلد الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي لم يتمكن حتى الآن من استئصال المرض.
وسيتم تنفيذ هذه الحملة، التي تعتبر الأولى من نوعها في اليمن، على أربع مراحل خلال عام 2008. وتستمر المرحلة الأولى من 10 إلى 14 مارس/آذار وتستهدف 858,236 طفلاً (تتراوح أعمارهم من 6 إلى 18 عاماً) في ست محافظات هي تعز وحجة والضالع وذمار والمحويت وأبين. وسيقوم حوالي 1,511 مدرساً وعاملاً صحياً بتوزيع الأدوية المضادة للبلهارسيا على 1,639 مدرسة.
وفي هذا الإطار، أفاد عشيش أن 2,000 شخص تقريباً يموتون سنوياً [بسبب البلهارسيا]. غير أن هذا الرقم يبقى غير دقيق لعدم توفر إحصاءات موثوقة في البلاد".
كما أفاد أن الوضع مثير للقلق، "فإذا لم يتناول الشخص المصاب بالبلهارسيا الأدوية اللازمة لمكافحتها، فإن المرض يصبح خطيراً ويؤدي إلى سرطان المثانة وتليف الكبد والفشل الكلوي وسرطان القولون".
المراحل الأربعة
وستستهدف المراحل الأربعة للحملة 2,583,309 طفلاً، 69 بالمائة منهم بالمدارس الابتدائية و31 بالمائة غير مسجلين بالمدارس، حسب عشيش الذي أوضح أن المرحلة الثانية ستستمر من 24 إلى 27 مارس/آذار والمرحلة الثالثة من 5 إلى 8 أبريل/نيسان والرابعة من 18 إلى 21 أكتوبر/تشرين الأول.
وتستهدف الحملة 5,495 مدرسة في 107 أحياء داخل 14 محافظة. وسيتم إعطاء الأطفال المستهدفين 6,225,775 حبة من عقار برازيكوانتيل (الذي يستعمل في معالجة البلهارسيا) و2,583,309 حبة من عقار البيندازول (المستعمل في علاج الإصابات الدودية). وستوكل مهمة إعطاء الدواء إلى 4,426 مدرساً مدرَباً و3,034 موظفاً صحياً يشكلون 1,633 فريقاً.
التكاليف
وتبلغ تكلفة عقار برازيكوانتيل الذي سيتم توزيعه 620,000 دولار بينما تصل تكلفة عقار البيندازول 70,000 دولار. أما التكلفة الإجمالية للحملة فتبلغ 1.64 مليون دولار تقريباً، منها 1.49 مليون من الحكومة و150,000 من منظمة الصحة العالمية.
وتعتبر الحملة الوطنية جزءاً من استراتيجية الحكومة لاستئصال البلهارسيا وستستمر على مدى السنوات السبع القادمة.
من جهته، أخبر رياض بن إسماعيل، المستشار الإقليمي لمكافحة الأمراض الاستوائية بمنظمة الصحة العالمية، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن نوعين من البلهارسيا ظهرا في اليمن وهما المعوي والبولي. وأوضح أن "البلهارسيا المعوية تختلف عن البلهارسيا البولية بأنها قد لا تستجيب للدواء بشكل كلي. وتحمل بعض الحيوانات (مثل القرود) البلهارسيا المعوية ويمكنها أن تنقلها إلى الإنسان".
كما قال أنه ما بين المصابين بالبلهارسيا هناك 500,000 إلى 600,000 شخص يعانون من أعراض شديدة (مثل الفشل الكلوي وسرطان المثانة).
وأوضح بن إسماعيل أنه من طرق انتشار المرض سباحة الأطفال وتبولهم في البرك المائية.
كما ألقى الضوء على مشكلة عدم توفير العلاج للأطفال خارج المدارس، حيث قال: "إذا أغفلت الحملة طفلاً واحداً يحمل طفيليات البلهارسيا، فإن ذلك يعني أننا لم نفعل شيئاً. فهذا الطفل أو الطفلة سينشر المرض من جديد".
وقال أن اليمن بحاجة إلى ستة أعوام لاستئصال مرض البلهارسيا البولية شرط أن تبذل الحكومة والمجتمع جهوداً جبارة من أجل تحقيق ذلك.
"