فرّ حوالي 120 شخصاً من قرية في محافظة إب إلى العاصمة اليمنية صنعاء خوفاً على حياتهم بعد أن قام شيخهم المحلي، وهو قائد قبلي يَدّعي ملكه للأراضي، بطردهم من منازلهم.
وقد قام المشردون من قرية العنسيين، ومن بينهم أطفال، بالتخييم لأكثر من أسبوع في فناء منتدى الإعلاميات اليمنيات، وهي منظمة غير حكومية محلية مقرها صنعاء. وقال هؤلاء أن شيخهم ويدعى محمد منصور لم يسمح لهم بالبقاء في منازلهم لأنهم لم يقوموا بدفع الزكاة.
وأفاد القرويون أنهم ذهبوا إلى إب لدفع الزكاة للحكومة ولكن الشيخ هددهم وأمر بضربهم ووضعهم في سجون خاصة يشرف عليها. غير أنهم تمكنوا من الهرب والتوجه إلى صنعاء حيث قالوا أنهم لن يبرحوا مكانهم حتى تتدخل الحكومة.
وقال القروي عبدالله غالب، 27 عاماً، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه يتوجب على كل شخص في القرية دفع مبلغ يتراوح بين 30,000 و40,000 ريال يمني (150-200 دولار) في السنة كزكاة للشيخ. وأضاف قائلاً: إنه يدعي امتلاكه للأراضي التي نعيش عليها ونعمل فيها ولكن هذا غير صحيح". وأشار عبدالله أن الشيخ يمكنه أن يسجن و يعتدي على أي شخص يعصي أوامره، حيث قال: "يمكنه نهب ممتلكاتنا (كالحيوانات والمزارع والممتلكات الشخصية) إذا لم نطع أوامره".
قرية محاصرة
ووفقاً لغالب، قام الشيخ بمحاصرة القرية لمنع القرويين الآخرين من الذهاب إلى صنعاء، حيث قال: "لقد طوق الجنود التابعون للشيخ المنطقة ومنعوا أي شخص من الدخول إلى القرية أو الخروج منها".
من جهته، قال عبد الرحمن برمان، المحامي في الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات والمعروفة محلياً باسم "هود": "لقد طلبوا [القرويون] مساعدة السلطات المحلية هناك ولكن دون جدوى. كما أمر الشيخ 100 من جنوده بنهب ممتلكات القرويين وقتل حيواناتهم بعد أن بدؤوا اعتصامهم في صنعاء".
وقال الناشط الحقوقي كذلك أن النساء والأطفال تعرضوا للضرب على أيدي الجنود "فالمنطقة لا تخضع لحكم القانون والشيخ يقوم بإعماله متمتعاً بالحصانة الممنوحة له من قبل الدولة. وهو يملك سجوناً خاصة ويدوس على حقوق الناس وينهب ممتلكاتهم بصورة غير شرعية،" على حد تعبيره.
بدوره، أشار نجيب صالح، وهو قروي آخر تعرض للتشريد أن الشيخ يحكم قبضته على كل شيء في المنطقة، قائلاً: "يمكنه أن يرسل الناس إلى سجنه ويدقق في نشاطاتهم. فهو مشرّع وحاكم في الوقت نفسه. وقد ترعرعنا تحت ظلمه وطغيانه". وأضاف أن الشيخ يملك جميع أنواع الأسلحة من ضمنها الصواريخ متوسطة الحجم.
وفي 3 مارس/آذار، وبعد أن قام القرويون تساندهم منظمات حقوقية بتنظيم احتجاج أمام وزارة الإدارة المحلية، وعد الوزير عبد القادر هلال بتشكيل لجنة تقصي حقائق ستزور المنطقة وتحقق بالادعاءات، ولكنه لم يحدد زمناً لتشكيل هذه اللجنة.
وقرية العنسيين هي واحدة من بين خمس قرى تقع تحت سيطرة الشيخ منصور. وفي مارس/آذار 2007، تم تحرير قريتين من قبضة الشيخ بعد أن قام السكان المحليين بتنظيم اعتصام في صنعاء.
"