أفادت دراسة أصدرتها وحدة البحث والتقييم الأفغانية يوم 24 فبراير/شباط تحت عنوان 'الحب والخوف والتأديب: العنف اليومي ضد الأطفال في الأسر الأفغانية' أن العقاب الجسدي للأطفال من طرف والديهم يٌعتبَر ممارسةً منتشرةً جدّاً ومقبولةً في أفغانستان.
واعتمدت هذه الدراسة على عددٍ من المقابلات التي تم إجراؤها في أقاليم باميان وهيرات وكابول ونانغرار، لتستنتج أن العنف الأسري ضد الأطفال يعتبر ممارسةً مقبولةً في إطار العلاقة التي تربط الأطفال بذويهم، كما أن المجتمع لا ينظر بشكل سلبي إلى المعتدي في هذه الحالة"، بل إن العديد من الأسر الأفغانية تعتبر العقاب الجسدي طريقةً جيدةً لتربية أبنائها.
غير أن الدراسة أشارت أيضاً إلى أن بعض أولياء الأمور يعمدون إلى ضرب أبنائهم للتنفيس عما يعانونه من ضغطٍ أو إحباطٍ أو عدم استقرارٍ اقتصادي. حيث أفادت أن "الصفع وشد الأذن والسب والركل والضرب بالعصي أو بأسلاك الكهرباء أو بالأحذية" تعتبر من أكثر ممارسات العنف ضد الأطفال شيوعاً.
رفع الوعي
من جهة أخرى، أشارت الدراسة إلى أن العديد من الآباء أقروا بكون العنف ضد الأطفال يعرضهم لأضرار جسدية ونفسية، وأن العقاب الجسدي لا يشكل دائماً أحسن الطرق لتأديبهم. كما أعرب بعض الآباء عن استعدادهم لتبني طرق غير عنيفة في تربية أطفالهم ولكنهم أفادوا أنهم "لا يعلمون عنها إلا القليل".
وبناءً عليه، أوصت الدراسة بضرورة أن "يقر أي برنامج يهدف للحد من العنف ضد الأطفال بوجود وعي عام لدى المجتمعات حول سلبية نتائج العنف ضد الأطفال، وأن يركز في حملات التوعية التي ينظمها على تزويد الناس بمهارات تربوية بديلة".
من جهتها، رحبت وزارة التربية الأفغانية بهذه الدراسة وصرحت بأن نتائجها ستساعد الحكومة والمنظمات غير الحكومية في معالجة العنف المنزلي ضد الأطفال عبر عدد من البرامج المختلفة.
وفي هذا الإطار، قال سيف الله زير، مدير الإذاعة والتلفزيون التربوي بوزارة التربية بكابول: "سنقوم بإنشاء قناة تلفزيونية تربوية مستقلة في المستقبل القريب نركز من خلالها على رفع الوعي العام حول الآثار السلبية للعنف ضد الأطفال وفعالية السلوك غير العنيف في تربيتهم".
الصورة: إحساس / إيرين |
أفادت الدراسة التي قامت بها وحدة البحث والتقييم الأفغانية أن بعض الأطفال أُجبِروا على الانقطاع عن مدارسهم للعمل بدوام كامل بهدف مساعدة أسرهم |
أفادت هذه الدراسة بأنه بالإضافة إلى تعرض الأطفال للعنف المنزلي، فإن بعضهم يُجبَر أيضا على الانقطاع عن المدرسة والعمل بدوام كامل من أجل مساعدة الأسرة. حيث أن "عدداً كبيراً من الأسر تجد صعوبة في العيش دون مساهمة أطفالها في كسب القوت اليومي".
وأشارت الدراسة إلى أن البنات والأولاد يتحملون مسؤوليات مدفوعة الأجر أو مجانية داخل وخارج بيوتهم. إذ عادة ما تتحمل البنات الأعباء المنزلية مثل الكنس والغسل والطبخ، وذلك لمساعدة أمهاتهن وللاستعداد لأدوارهن المستقبلية كربات بيوت وأمهات. أما الأولاد فعادة ما يُكلَّفون بالمهام الخارجية مثل جلب المياه أو الخشب أو الاهتمام بالمواشي.
"