يعاني المئات من أطفال المدارس الذين شهدوا الانفجار المميت وتبادل النار الذي أعقبه في إقليم بغلان شمال أفغانستان في 6 نوفمبر/تشرين الثاني من آثار نفسية وعقلية ناتجة عن مشاهد العنف التي مروا بها، حسب الأخصائيين والسكان.
وأفادت وزارة التربية والتعليم أن أكثر من 48 شخصاً من بينهم 18 طفلاً لقوا حتفهم في الانفجار وإطلاق النار الذي أعقبه من قبل الحراس الشخصيين لبعض أعضاء البرلمان رفيعي المستوى الذين كانوا في زيارة لمصنع للسكر في مدينة بغلان.
وقد أصيب عشرات الأطفال والبالغين في تلك الحادثة، حيث كان أكثر من 1,000 طالب وطالبة يحضرون حفل الاستقبال، حسب الإدارة الإقليمية للتعليم.
وقال محمد نواب، وهو أب لطفل يبلغ من العمر 12 عاماً: منذ الانفجار أصبح ابني يصيح في نومه وفقد الكثير من وزنه".
كما قال طالب آخر يبلغ من العمر 13 عاماً، تعرض لجرح طفيف خلال الانفجار، وطلب عدم الكشف عن هويته: "أرى مشاهد مروِّعة وأسمع أصواتاً أثناء النوم".
وأخبر فروزان عصمتي، أخصائي صحة عقلية يعمل مع الجمعية الألمانية للتعاون التقني
German Society for Technical Cooperation ، وكان قد أجرى التقييمات المبدئية لأثر الانفجار على الناس، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن العديد من أطفال المدارس وآبائهم يعانون من الشعور بالاضطهاد والدوار والإجهاد واضطرابات النوم. وأضاف أن "بعضهم يحتاج إلى علاج وعناية طبية طويلة حتى يشفوا تماماً".
الاستشارة النفسية
وكانت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) قد خصصت حوالي 50,000 دولار لتنفيذ مشروع استشارات ومعالجة نفسية يمتد لأربعة أشهر ويستهدف الأطفال الذين يعانون من الصدمة في بغلان.
وأشار أحمد جافيد صديقي، أخصائي في اليونيسف يعمل في كابول أن "المشروع سيقوم بتدريب عمال الصحة على تقديم الاستشارة النفسية كما سيوفر الأدوية اللازمة".
وسيتم تطبيق مشروع اليونيسف بالتعاون مع شبكة الصحة الدولية HealthNet International، وهي منظمة غير حكومية تدير عدداً من مشاريع الدعم في أفغانستان.
وسيتم في نهاية المشروع تقديم تقرير لوزارة الصحة العامة واليونيسف مع توصيات حول ما إذا الأطفال المصابون بحاجة إلى المساعدة الطبية، حسب شبكة الصحة الدولية.
مشكلة منتشرة جداً
ولا يقتصر تأثير النزاع المسلح على الصحة النفسية للناس في جزء واحد من هذا البلد الذي تمزقه الحرب، حيث يقول أخصائيو الصحة النفسية أن العديد من الأطفال في الجنوب والجنوب الشرقي للبلاد يعانون من آثار بليغة للحرب.
ووفقاً لوزارة الداخلية، لقي أكثر من 110 شخص حتفهم من بينهم العديد من الأطفال في حادثتين أمنيتين منفصلتين يومي 17 و18 فبراير/شباط في إقليم قندهار.
غير أن عمال الإغاثة في كابول يقولون أنه على خلاف الأقاليم الشمالية الآمنة نسبياً، تحول الأوضاع الأمنية المتردية في إقليم قندهار دون توصيل الخدمات الصحية والإنسانية، مما يزيد من تفاقم مشاكل الناس.
"