لم تستقطب المناشدة الخاصة التي أطلقتها الأمم المتحدة من أجل قطاع غزة سوى نسبة ضئيلة من مبلغ 9.8 مليون دولار الذي طلبته لتمويل المساعدات الغذائية والمالية العاجلة التي يحتاجها اللاجئون المستضعفون في القطاع.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قد بدأت بتوزيع المساعدات الغذائية في غزة بعد حصولها على منحة 100,000 دولار من جمعية الهلال الأحمر الإماراتي استجابة للنداء الخاص الذي أطلقته الأونروا أواخر شهر يناير/كانون الثاني.
وستمكن الأموال التي تبرع بها الهلال الأحمر الإماراتي الأونروا من تمويل حصص غذائية لمدة ثلاثة أشهر لحوالي 2,700 لاجئ مصنفين على أنهم "حالات تعاني من عوز شديد" في أربعة مخيمات في غزة. وكانت الأونروا - الموزع الأكبر للمساعدات في غزة – قد أفادت أنها تحتاج ضمن ندائها لأكثر من 5 ملايين دولار من أجل المساعدات الغذائية فقط.
بدوره، تبرع الأمير السعودي الوليد بن طلال آل سعود ومؤسسة المملكة التابعة لشركة المملكة القابضة التي يملكها بمبلغ 100,000 دولار قالت الأونروا أنها ستستعملها لتمويل شراء الوقود.
وكانت الأونروا قد أفادت في مناشدتها أنها تحتاج لمبلغ مليون دولار لتغطية تكاليف الوقود.
وقد شكلت هاتان المنحتان مجمل ما حصلت عليه الأونروا لقاء مناشدتها الخاصة التي استهدفت بها المانحين العرب، مما جعل أحد المسؤولين بالوكالة يقول أن الاستجابة للنداء كانت إلى الآن "مخيِّبة للآمال".
توقيت غير ملائم
ويرى عمّال الإغاثة أن التوقيت الذي تم فيه إطلاق النداء كان غير ملائم لأنه تزامن مع اختراق معبر رفح على الحدود مع مصر، الأمر الذي جعل المانحين يعتقدون أن الأزمة التي كانت الأونروا تحاول مواجهتها قد حُلَّت.
وقال بيتر فورد، المسؤول في مكتب الأونروا بعمان، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الأوضاع الإنسانية قد عادت لتصبح سيئة للغاية [بعد إعادة إغلاق معبر رفح الحدودي]، ولا زالت الأونروا بحاجة ماسة للحصول على تبرعات ضمن المناشدة الخاصة التي أطلقتها حتى تتمكن من الاستجابة للاحتياجات العاجلة في قطاع غزة".
وتأتي هذه المناشدة في إطار عملية النداءات الموحدة للأمم المتحدة لعام 2008 الخاصة بالأرض الفلسطينية المحتلة والتي احتلت فيها مناشدة الطوارئ الخاصة بالأونروا الحيز الأكبر – حوالي 240 مليون دولار.
حجز قافلة مساعدات إنسانية
وكانت إسرائيل قد سمحت لقافلة مساعدات غذائية أردنية تتكون من 16 شاحنة محمَّلة بالأغذية والأدوية بالدخول إلى غزة يوم 7 فبراير/شباط قصد تسليم ما تحمله من مساعدات لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. غير أن الشرطة التابعة لحركة حماس المسيطرة على القطاع منذ شهر يونيو/حزيران الماضي قامت بحجز القافلة. وأفاد ناطق باسم الشرطة أن حماس هي التي تتولى السلطة في القطاع وهي التي تستطيع تقرير كيفية توزيع المساعدات.
وكانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قد تأسست من قبل منظمة التحرير الفلسطينية، التي لا تعتبر حماس عضواً فيها. ولا زالت هناك روابط تجمع بين جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وحركة فتح التي كانت حماس قد أخرجتها من غزة عند سيطرتها على القطاع. وهذا ما يجعل بعض عمّال الإغاثة يعتقدون بأن قرار حجز القافلة نابع من اعتبارات سياسية. وبالرغم من هذه الحادثة، إلا أن الأردن أفاد بأنه لن يتوقف عن إرسال المساعدات إلى غزة.
وكانت حماس قد اكتسبت شعبية كبيرة خلال الثمانينيات والتسعينيات بفضل أعمالها الخيرية بما فيها توزيع الأغذية. ولكن بعد فوزها في انتخابات عام 2006 والمقاطعة الدولية للسلطة الفلسطينية عقب ذلك، بدأ المراقبون يقولون أن المنظمة أصبحت تحول المساعدات إلى أعضائها وأتباعها.
"