1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Yemen

اليمن: زراعة القات تهدد مصادر المياه

There are about 7 million qat chewers in Yemen, most of whom are men. Muhammad al-Jabri/IRIN

لا يقل القات أهمية عن الماء بالنسبة لأحمد راجح، 54 عاماً من محافظة صنعاء، فهو يرى أن هذه المادة هي شريان الحياة بالنسبة للاقتصاد".

ويقول أحمد الذي يملك أكثر من 500 شجرة قات ويقوم بسقيها بمياه الأحواض الجماعية: "لقد ورثنا زراعة القات عن أجدادنا، وسنورثها لأبنائنا".

وقلة المياه لا تقلق هذا الرجل الخمسيني حيث يقول: "دعنا نسقي محاصيلنا والله كفيل بأن يغني أرضنا ويجدد آبارنا عندما تنضب".

وعلى عكس أحمد، يحذر الخبراء والمسؤولون من التهديد الذي تشكله زراعة القات على مصادر المياه بالبلاد، إذ تقدر الهيئة الوطنية للمياه بأن مجموع مصادر المياه العذبة المتجددة في اليمن تصل إلى 2,500 مليون متر مكعب سنوياً، 1,500 متر مكعب منها من المياه السطحية  و1,000 متر مكعب من المياه الجوفية.

من جهته، أخبر إسماعيل محرم، مدير الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي التابعة لوزارة الزراعة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن حوالي 900 متر مكعب من المياه الجوفية تُستَعمَل لري القات، وأضاف أنه "على الرغم من استنزاف زراعة القات للمياه الجوفية، إلا أنها تتزايد باستمرار بسبب ارتفاع الطلب على القات".

وتقدر منظمة غير حكومية تدعى جمعية التوعية بأضرار القات، بأن حوالي 7 ملايين شخص يتعاطون القات في مختلف أرجاء البلاد، معظمهم من الرجال. وفي هذا الصدد، أخبر عادل الشجاع، نائب رئيس الجمعية، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن المنظمة أجرت تقييماً مبدئياً عام 2006 وتوصلت إلى أن هناك 40 مليون شجرة قات بالبلاد، "وقد يكون العدد الحقيقي أكثر من ذلك".

ويقوم المزارعون بزراعة القات ثلاث إلى أربع مرات في السنة. ووفقاً لمحرم، لا تحتاج أشجار القات إلى كميات كبيرة من المياه مقارنة مع المحاصيل الأخرى، ولكن المزارعين يقومون بسقيها أكثر من اللازم.

وتتزايد زراعة القات بنسبة 12 بالمائة سنوياً، وفقاً لعبد الكريم الصاري، مدير قسم الري ومراقبة المياه بوزارة الزراعة، الذي أخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأنه "في عام 1997 كانت حوالي 80,000 هكتار من الأراضي مخصصة لزراعة أشجار القات، ثم زادت هذه المساحة عام 2000 لتصبح 103,000 هكتار تقريباً و123,933 هكتار عام 2005".

ويتم سقي 81 بالمائة من هذه المساحة بالمياه الجوفية. وقال الصبري: "إذا تم استعمال الطرق الحديثة في سقي حقول القات، فسنتمكن من توفير 20 إلى 30 بالمائة من المياه سنوياً، وهو ما يعادل حوالي 183 متراً مكعباً".


الصورة: محمد الجبري/إيرين
خصص 123,933 هكتاراً من الأراضي لزراعة أشجار القات في اليمن
ووفقاً للصبري، تغطي زراعة القات في محافظة صنعاء وحدها حوالي 22,000 هكتار وتستهلك حوالي 160 متراً مكعباً سنوياً، "وإذا تم استعمال تقنيات الري الحديثة فسيصبح بالإمكان توفير 40 بالمائة من هذه المياه وهو ما يعادل كمية المياه المستعملة سنوياً من قبل سكان صنعاء جميعاً".

غير أن أشجار القات لا زالت تُسقى بالطريقة التقليدية، حيث يتم إغراق الحقول بالمياه "مما يتسبب في ضياع كميات كبيرة من المياه. كما أن المزارعين يضطرون إلى سحب المياه من الآبار وتوصيلها للحقول عبر السواقي، وبذلك يضيع الكثير منها في الطريق. ونادراً ما يستعمل المزارعون طرق الري الحديثة".

وأضاف الصبري أن وزارة الزراعة تدعم المزارعين عن طريق بناء السدود وتوزيع المياه لتمكينهم من سقي محاصيلهم من الفاكهة والخضروات والحبوب ولكن "المزارعين يستعملون هذه المياه لسقي محاصيل القات" [بدل ذلك]".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join