ويحذر التقرير من أن استمرار نقص التمويل في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في عام 2013، "سوف يزيد من خطر تفشي الأمراض المنقولة عن طريق المياه، مثل الإسهال المائي الحاد الذي يمكن أن يكون قاتلاً خاصة بين الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية".
وقال محمد داود ألطاف، ومنسق قطاع الصحة في اليمن لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "نقص التمويل في مجموعة برامج الصحة" قد يزيد من حدة هذه المخاطر". وأضاف أن "التأثيرات الرئيسية ستكون في شكل تقليص الخدمات الصحية المقدمة للأشخاص الضعفاء، مما يؤدي إلى زيادة محتملة في حالات الإصابة بالأمراض المعدية، بما في ذلك الأمراض التي تنتشر عبر المياه والأمراض المنقولة، إضافة إلى نقص الخدمة للأفراد المصابين".
وأشار ألطاف إلى أن ثلاثة مشاريع صحية تم تصميمها بشكل خاص للنساء النازحات داخلياً في محافظات حجة والحديدة وعدن، لم تتلق تمويلاً هذا العام حتى تاريخه.
وعلى الرغم من أن تمويل البرامج المنقذة للحياة يتيح مجالاً لعمليات التحسين، لكن جهود الانعاش وبناء القدرة على الصمود باتت أسوأ حالاً.
فحتى الآن، لم تحصل الوكالات العاملة في مجال الإنعاش المبكر سوى على 8.3 بالمائة فقط، وهو أقل تمويل تحصل عليه من مجموعات البرامج الـ 11 الأخرى في اليمن.
التداعيات
وفي غياب المساعدات الإنسانية، غالباً ما تلجأ الفئات السكانية الضعيفة إلى التكيف بطرق تعمّق من الأزمة.
وفي هذا الإطار، تشير خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2013 إلى ما يلي: "آليات التكيف السلبية مثل الوقوع في الديون وعمالة الأطفال وزواج الأطفال سيعني أن الأزمة قد تقود إلى مزيد من إضعاف التنمية طويلة الأجل في اليمن ما لم تُتخذ تدابير قصيرة الأجل".
ويرهق تراكم المهاجرين الذين تقطعت بهم السُبل في مديرية حرض، على سبيل المثال، كاهل المجتمعات المضيفة ويساعد على انتشار عمليات التهريب والاتجار غير الشرعية التي أصبحت متمركزة في هذه المنطقة المنكوبة اقتصادياً.
إلى ذلك، قال مسؤول عسكري أعد للحملة الأمنية الأخيرة التي استهدفت معسكرات التهريب في حرض منذ شهر أبريل، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أن المسؤولين في صنعاء قد علقوا شن مزيد من تلك الحملات الأمنية بسبب الصعوبات التي تواجه توفير الدعم للمهاجرين الذين تم الإفراج عنهم.
في الوقت ذاته، يتراوح عدد الذين يدخلون إلى اليمن كل شهر ما بين 6,000 إلى 7,000 شخص، العديد منهم يقصدون الذهاب إلى المملكة العربية السعودية عن طريق حرض، و"لا يوجد مؤشر على أن تدفق المهاجرين سوف يهدأ،" بحسب ما ذكرته المنظمة الدولية للهجرة.
وسيتطلب التحسين المستدام في الأوضاع الإنسانية في اليمن استقراراً سياسياً، وهو الأمر الذي يأمل كثير من الناس أن تتمخض عنه عملية الحوار الوطني الحالي والانتقال إلى انتخابات جديدة.
cc/jj/cb-kab/dvh
"