أخبرت مديرية التعليم بإقليم هيلمند شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن أكثر من 30,000 طالب ممن انتظموا في المدارس في إقليم هيلمند في السنة الماضية قد غابوا عن مدارسهم هذا العام.
وكان حوالي 102,700 طالب قد حضروا المدارس خلال عام 2006، 14 بالمائة منهم من الإناث. أما هذا العام فقد انخفض عدد الطلاب الذين يرتادون المدارس إلى 70,000 طالب في 90 مدرسة عاملة بإقليم هيلمند، وفقاً لسعيد إبرار أغا، مدير مديرية التعليم بالإقليم.
وفي الوقت الذي بدأت فيه المدارس عملها في 10 سبتمبر/أيلول في الأقاليم الجنوبية، ظلت المرافق التعليمية مقفلة في العديد من المناطق بإقليم هيلمند الذي تأثر بشكل كبير بعمليات المقاتلين والتي شملت كل من سانغين وغيريشك وموسى قلعة، حسب السلطات التعليمية.
كما أفاد المسؤولون بأنه في عام 2002، أي خلال أقل من عام على الإطاحة بنظام طالبان، كانت هناك 224 مدرسة عاملة في الإقليم. غير أن مسلحين تابعين لطالبان قاموا خلال الخمسة عشر شهراً الماضية بإحراق أكثر من 20 منها مما أسفر عن وفاة 17 طالباً ومعلماً ومسؤولاً إدارياً، حسب إبرار أغا، الذي أضاف بأن "98 مدرسة أخرى لا تزال مقفلة لأسباب أمنية".
ارتفاع عدد الطالبات
في المقابل، أظهرت الإحصاءات الحكومية ارتفاعاً بسيطاً في عدد الطالبات اللواتي يرتدن المدارس، حيث وصل إلى 14,400 طالبة هذا العام مقابل 12,228 خلال عام 2006 . ويعزى هذا الارتفاع إلى هروب الأسر من العنف الدائر في قراهم إلى لاشكارغا، عاصمة الإقليم، بحثاً عن عمل مما يعطي للفتيات حظاً أوفر للالتحاق بالمدارس.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل برنامج الأغذية العالمي من خلال مشروع الغذاء مقابل التعليم على تشجيع الأسر الفقيرة على إرسال بناتها إلى المدارس مقابل حصولها على حصص غذائية، حيث يوزع البرنامج ضمن مشروعه هذا الزيت والقمح والبسكويت المدعم على أطفال المدارس في الأقاليم الأفغانية التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، حسب تصريح الناطق باسم البرنامج.
وتجدر الإشارة إلى أن طالبان كانت قد منعت تعليم البنات خلال الفترة من 1996 حتى أواخر العام 2001.
أهداف سهلة
الصورة: عبد الله شاهين/إيرين |
لا تملك الآلاف من المدارس في أفغانستان مبان مدرسية كما أنها تفتقر إلى المياه ومستلزمات الصرف الصحي |
من جهتها تحدثت جميلة نيازي، مديرة إحدى المدارس الثانوية للبنات في لاشكارغا لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلة: "يرسل لي رجال يعرّفون عن أنفسهم بأنهم من طالبان تحذيرات عبر الهاتف ورسائل ليلية وتهديدات مختلفة يأمرونني فيها بالتخلي عن عملي".
وكان مقاتلو طالبان وغيرهم من العناصر المناهضة للحكومة قد استهدفوا مراراً المدارس والمعلمين باعتبارهم رموزاً للحكومة، خصوصاً وأن المدارس عادة ما تكون المؤسسة الرسمية الوحيدة في المناطق الريفية.
التوافد إلى لاشكارغا
رسالة تهديد من طالبان
|
ترجمة الرسالة: باسم الله الرحمن الرحيم إعلان يجب على كل المجاهدين وعلى كل أفراد طالبان مهاجمة المنافقين والمسلمين السطحيين الذين يتعاونون من الغزاة الأمريكيين وأعداء الشريعة. إن هؤلاء الذين يعلّمون المسيحية والكفر لأبناء المسلمين هم في الواقع يهاجمون الإسلام ويحاولون إضعاف صفوفه. يجب على المجاهدين وطالبان ألا يسمحوا لأتباع الكفار بهدم معتقدات المسلمين. يجب أن تقع أقصى العقوبات بحق هؤلاء الذي يعطون كتباً و دروساً أمريكية للأطفال. كما يجب على المجاهدين أن ينصحوا الناس بألا يرسلوا أطفالهم إلى هذه الأماكن التي يعمها النفاق. إن نصر الله قريب |
من جهته، أفاد مدير مدرسة الذكور الثانوية، شادي خان إلهام، بأن "عشرات الطلاب يتقدمون يومياً بطلب الانضمام إلى هذه المدرسة"، مضيفاً بأنها قبلت أكثر من 800 طالب من مختلف الأقاليم خلال عشرة أشهر فقط.
كما يقول المسؤولون بأن نصف الطلاب الموجودين بالإقليم، أي 35,000 طالب، يحضرون المدارس الموجودة في مدينة لاشكارغا. ونتيجة لذلك، أصبحت الحصص المدرسية تقام في الهواء الطلق حيث يجلس الطلاب على الأرض ويتصببون عرقاً في الحر أو يرجفون من البرد.
وتفتقر العديد من المدارس في هيلمند إلى المياه ومرافق الصرف الصحي الضرورية لمواجهة الأعداد الهائلة من الطلاب المنتسبين إليها. كما يشكو المعلمون والمسؤولون الإداريون من العديد من المشاكل أهمها ضعف الرواتب، حيث يتقاضى المعلم معدل 60 دولاراً في الشهر، حسب الوزارة. وبالرغم من ذلك، قال إلهام: "نحن سعداء لتعليم الطلاب حتى في ظل أسوأ الظروف. المهم أن نحظى بالأمن".
الصعوبات
ويشكو الطلاب الذين يستأجرون غرفاً في لاشكارغا من العبء الاقتصادي الذي يجبرهم على الانقطاع عن المدرسة، إذ يقول حميد الله، 15 عاماً، وهو طالب من منطقة موسى قلعة: "يرسل لي والديَّ 2,000 أفغاني [40 دولاراً] شهرياً ولكن علي أن أدفع 2,500 مقابل إيجار غرفة واحدة".
كما يواجه طلاب آخرون تهديدات المتمردين وعصابات المسلحين حيث أشارت التقارير إلى قيام طالبان في 30 سبتمبر/أيلول بشنق صبي يبلغ من العمر 15 عاماً في منطقة سانغين بتهمة التجسس لصالح القوات الأجنبية في أفغانستان. وقد جعل هذا الأمر أحد المراهقين الذي يسافر لمدة خمس ساعات يومياً لحضور المدرسة في عاصمة الإقليم يقول :"في كل مساء قبل مغادرة لاشكارغا أفتش جيوبي وممتلكاتي لأتأكد أنها لا تحوي كتاباً أو بطاقة هوية قد تثير شكوك طالبان". وأضاف الصبي الذي لا يمكن الإفصاح عن هويته لأسباب أمنية: "أخشى إن علمت طالبان في يوم من الأيام بأنني أذهب إلى المدرسة أن تقوم بقتلي".