ولد سليم الله، اللاجئ الروهينجي المسجل الذي يبلغ من العمر 17 عاماً، في بنجلاديش وترعرع فيها. ومع أنه يعمل الآن نادلاً في مطعم في كوكس بازار، المنتجع الساحلي الأبرز في جنوب بنجلاديش، إلا أنه يخشى أن يتعرض للاعتقال في إعقاب حملة الاعتقالات الأخيرة التي تستهدف الروهينجا.
ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوجد ما يقرب من 200,000 روهينجي في بنجلاديش، وهي أقلية عرقية ولغوية فرت من ميانمار المجاورة بأعداد كبيرة منذ عقود. ومن بين هؤلاء هناك 28,000 روهينجياً مسجلاً لدى المفوضية فقط، 11,000 منهم يقيمون في مخيم كوتوبالونج للاجئين خارج كوكس بازار و17,000 غيرهم في مخيم نايابار الذي يقع على مسافة أبعد جنوباً.
وتحدث سليم الله لشبكة الأنباء الإنسانية عن حياته وآماله ومخاوفه قائلاً:
"تسكن أسرتي في مخيم كوتوبالونج للاجئين منذ عام 1991 وهو بالنسبة لي لا يختلف كثيراً عن السجن.
وعلى الرغم من أننا نتلقى المساعدة هناك، إلا أنني لا أعتقد أنها حياة بالنسبة لي. فنحن ممنوعون من مغادرة المخيم ومن العمل ومن القيام بأي شيء من شأنه أن يجلب السعادة لنا.
قد مر أربعة أشهر منذ أن غادرت المخيم والسلطات لا تعرف بعد بأمر مغادرتي.
يعمل بعض الأشخاص من المخيم هنا أيضاً ولكنني لا أتقرب منهم. فأنا لا أجرؤ على فعل ذلك خوفاً من أن يتم القبض عليهم ويكتشف أمري.
أعلم أن ما أقوم به غير قانوني. بل هو الواقع عمل خطير، ولكن ما الخيارات المتاحة أمامي؟ لا يعرف أحد هنا أنني روهينجي. فلو علموا بذلك، فسيتم طردي وإلقاء القبض علي. والأسوأ من ذلك أنني قد أتعرض للضرب.
هذا واقع حياة الروهينجي في بنجلاديش، فأنا أعيش في خوف دائم من أن يتم افتضاح أمري.
تنحدر أسرتي من من ولاية راخين الشمالية في ميانمار حيث كان والدي يعمل مزارعاً. كانت حياتنا على ما يرام إلى أن بدأنا نواجه الكثير من المشاكل هناك.
ومع مرور الوقت أخذت الأمور تزداد سوءاً إلى أن تمت مصادرة أرضنا في نهاية المطاف. كما طلبت السلطات في وقت ما من كل أسرة مسلمة أن تقوم بتسليم صبي للعمل. ولم يكن الرفض خياراً متاحاً.
في النهاية هربنا إلى بنجلاديش حيث ولدت وعشت منذ ذلك الحين.
ولكن بالكاد مرحب بنا هنا أيضاً. في الحقيقة ينظر العديد من البنغاليين إلينا باحتقار ويقولون أننا لا ننتمي إلى هذا المكان وأن علينا العودة إلى بلدنا - البلد الذي لم أره قط في حياتي. كما ينظر إلينا البعض على أننا أقل من البشر ولذلك لا يترددون في استغلالنا. وإذا تمكنا من الحصول على عمل، فإننا دائماً نحصل على أجور أقل.
أود أن أفعل شيئاً في حياتي، ولكن فرص التعليم في المخيم محدودة وأنا أرغب في تعلم المزيد.
أليس هذا أمراً طبيعياً؟ أن تستفيد إلى أبعد الحدود من حياتك؟ وأن تفعل ما تريد بحرية؟ أرى أناساً يفعلون ذلك كل يوم على الشاطئ. يفعلون ما يريدون ويستمتعون بالحرية. بالتأكيد لدي الحق نفسه فأنا إنسان أيضاً".
(*ليس اسمه الحقيقي)
ds/ey/cb -dvh
"