1. الرئيسية
  2. Europe
  3. Ireland

باكستان: معاناة النازحين مع ذكرياتهم

Anayatah Bibi, 35, is photographed with two children from her husband's second marriage at her house in the Jalozai refugee camp on August 30, 2012. Bibi is being treated for depression and violent episodes that often saw her beat her children, something Rebecca Conway

فرّت أنياتا بيبي، وهي أرملة (35 عاماً) من القتال في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان للعيش في مخيم جالوزاي للاجئين، 35 كيلومتراً جنوب شرق بيشاور. وفي الأشهر القليلة الأولى، بالكاد تحدثت إلى أي شخص، ولم تغادر خيمتها قط. وفي نوبات غضبها، كانت تقوم بضرب أطفالها الأربعة. وفيما كانت تجلس في باحة مجمع من الخيم المؤقتة، قالت بيبي: "بكيت طوال الرحلة من قريتي إلى جالوزاي. لم أرغب أبداً في ترك بيتي. ظننت أنني سأعود بعد 20 يوماً، وها قد مضى عام كامل وما زلت هنا."

بيبي هي واحدة من مئات الآلاف من الباكستانيين الذين نزحوا داخليا هرباً من القتال بين الجماعات المتمردة والجيش الباكستاني في ولاية خيبر على الحدود مع أفغانستان. ويقول علماء النفس وعمال الإغاثة أن النازحيين يواجهون، من بين تحديات أخرى، خطراً كبيراً من الأمراض النفسية بسبب ضغوط الهجرة والتعرض للعنف. وذكر تقرير صدر مؤخراً عن منظمة الصحة العالمية أن تشخيص وعلاج الأمراض النفسية ما زال يشكل أولوية صحية لم يتم تلبيتها في جالوزاي.

وقد أكد أطباء علم النفس الذين زاروا جالوزاي منذ ثلاثة أشهر أن أنياتا تعاني من قلق حاد واكتئاب. ويقول الأطباء وعمال الإغاثة في المخيم أن العديد من سكان المخيم الذين يبلغ عددهم حوالى 65,000 يعانون من القلق والاكتئاب، وتظهر لديهم أعراض الإجهاد ما بعد الصدمة.

ووفقاً لإدارة المخيمات، يعمل في المخيم حالياً 30 طبيباً و8 أطباء مختصين في علم النفس. وقال أحد أطباء علم النفس لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، طالباً عدم ذكر اسمه: "نحن دائماً نشعر بالقلق بشأن التمويل هنا حتى ولو للاحتياجات الأساسية، مثل الأغذية والأدوية، لذا فإن التعاقد مع أطباء علم النفس يبقى في أسفل القائمة. فمن من المهم جداً ضمان الصحة العقلية للنازحين، ولكننا نحتاج إلى ترتيب الأولويات".

وقد فقدت نامرو بيبي (16 عاماً) كل أمل في العودة إلى البيت الذي ترعرعت فيه. فقد جاءت الى جالوزاي قبل ثلاث سنوات مع عائلتها بعد اشتداد حدة القتال في قريتهم، كالانغا في ولاية خيبر. أقاموا الخيم في مجمع صغير مع عائلات أخرى من القرية، ولكن قربهم من آلاف الغرباء يعني بقاء نامرو في خيمتها بسبب الأعراف الاجتماعية الصارمة. لذا بدأت تعاني من نوبات ذعر بعد بضعة أيام. وفيما كانت جالسة على سرير من الحبال خارج منزلها الصغير الذي بني مع القش والطين وقماش الخيم، قالت نامرو لشبكة الأنباء الإنسانية: "لم أشأ أن أترك بيتي، فأنا لا أحب هذا المكان. أشعر بالخوف وتسوء حالتي للغاية عندما أفكر في منزلنا، أو عندما أحلم به."

ولم يتم تشخيص حالتها لأكثر من سنتين، وخلال هذه الفترة كانت والدتها مقتنعة بأنها كانت ممسوسة، فأخذتها إلى رجل دين مسلم وطلبت منه طرد الأرواح الشريرة منها. وتقول نامرو: "تعتقد أمي أنه ثمة شيطان في داخلي، ولكن حالتي ساءت بعدما زرت رجل الدين ذاك."

العلاج

وبعد أن وقعت نامرو في أيدي المستشارين في المخيم قبل ثلاثة أشهر، أدخلوها في مجموعات نسائية تلجأ إلى مشاريع التطريز والحرف كشكل من أشكال العلاج، وراحوا يعطونها النصائح الطبية في مراكز جالوزاي التي بنيت خصيصاً للنساء.

يبدو أن علاجها نافع. فقد قالت: "كنت أصاب بنوبة ذعر ثلاث أو أربع مرات في اليوم، والآن أصاب بها بشكل أقل من ذلك بكثير، مرة واحدة أو مرتين في الأسبوع فقط. ما زلت أفتقد لمنزلنا، ولا أعتقد أن القتال سينتهي قريباً، ولكنني آمل في العودة إلى دياري يوماً ما." وتبقى معالجة الصدمات النفسية أحد أهم جوانب إعادة تأهيل ضحايا الحرب مثل بيبي نامرو. ويقول أطباء علم النفس في المخيم أن هذه المهمة باتت أكثر صعوبةً بسبب وصمة العار المرتبطة بالأمراض العقلية. وتجري معظم الاستشارات الطبية في منازل الناس، وليس في عيادات أو مرافق تابعة للمنظمات غير الحكومية، وذلك لأن الناس يفضلون الخصوصية.

كان أكبر خان* (26 عاماً) يعمل مع قوة خاصدار شبه العسكرية الموالية للحكومة. هرب مع زوجته عائشة بيبي* من منطقة الطيرة في خيبر بعد أن قام نشطاء بتهديده بالقتل. بالنسبة لهما، ما من فرصة للعودة إلى خيبر في وقت قريب. وفيما يجلس خان مع زوجته وابنته سلمى (عامين) خارج الخيمة، قال: "لا يجدر أن يروني كثيراً، فإذا علموا أنني أعيش هنا أنا أعيش هنا، سيرسلون من يقتلني"، وقال هذا وأشار بيده إلى أنهم سيقطعون عنقه.

ووفقاً لأطباء النفس الموجودين في المخيم، يعاني خان من اكتئاب حاد قد يعرّضه للقيام بأعمال عنف. زوجته تعاني أيضاً من الاكتئاب. ويضيف خان: "ليس لدي عمل، وقد تركنا كل شيء وراءنا. فكيف يمكنني التفكير في مستقبل أو في حياة بعد كل هذا إن كنت لا أستطيع النوم في الليل؟ ولكن لا بأس، فهناك ناس وأصوات خلال النهار، وفي الليل، في الصمت، كل ما يمكنني التفكير به هو الحرب."

*ليس اسماً حقيقياً

rc/kb/cb-bb


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join