1. الرئيسية
  2. Africa
  3. DRC

جنوب إفريقيا: ماري، لقد كانت رحلة طويلة ومؤلمة""

Migrants displaced by the recent xenophobic attacks have begun moving out of their temporary shelters in Gauteng, which were to have been closed by 15 August 2008 Taurai Maduna/IRIN

 ماري* وزوجها وأطفالهما الثلاثة، لاجئون من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهم على وشك الانتقال إلى أستراليا، حيث تم قبولهم في برنامج توطين اللاجئين بذلك البلد بعدما عاشوا على في جنوب إفريقيا على مدى العقد الماضي.

تتاح على الصعيد العالمي 80,000 فرصة فقط لإعادة توطين اللاجئين في 26 دولة سنوياً، وهذا يعني أن الغالبية العظمى من اللاجئين إما سيبقون في مخيمات لفترات طويلة، أو يندمجون في البلدان المضيفة في نهاية المطاف، أو يعودون إلى ديارهم.

وتحدثت ماري إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن سبب عدم تمكنها وعائلتها من العودة إلى دارهم في جمهورية الكونغو الديمقراطية أو الاستقرار في جنوب أفريقيا، قائلةً:

لقد نشأت مع عمتي التي تزوجت من رجل رواندي. كان مثل والدي وأطفالهما مثل أخواتي، لكنهم كانوا يبدون روانديون، وفي ذلك الوقت في الكونغو كانت هناك مشكلة بين الروانديين والكونغوليين. فهرب عمي، وقمنا أنا وزوجي برعاية هؤلاء الأطفال، لذلك تمت مهاجمتنا نحن أيضاً. فرأينا أناساً يُقتلون وتوضع إطارات مشتعلة حول أعناقهم لمجرد أنهم كانوا من رواندا. كان هذا في كينشاسا ولكنه كان يحدث في كل مكان.

"تفرقنا، ولكن هدفي كان إنقاذ هؤلاء الأطفال وتوصيلهم إلى أفراد الأسرة في غوما. فهناك العديد من الروانديين في غوما، لذا ظننت أنهم سيكونون أكثر أماناً هناك، ولكن تم إبلاغ [الروانديين هناك] عن إخوانهم الذين قتلوا في كينشاسا، لذا أرادوا الانتقام من كل من جاء من هناك، فقاموا بالاعتداء علي بكل طريقة يمكنك تخيلها. ثم وضعونا في السجن؛ وكانت خطتهم تنطوي على قتلنا ببطء".

"تمكنت من الهرب عندما تفجر البركان (جبل نيراغونغو)، وذهبت إلى تنزانيا ثم زامبيا حيث أنجبت ابنتي. ثم وصلت بعد ذلك إلى جنوب إفريقيا في عام 2002. لم أكن أعرف مكان زوجي، ولم تكن هناك وسيلة للتواصل بيننا. ثم التقينا في [وزارة] الشؤون الداخلية في جوهانسبرغ، حيث ذهبنا في نفس الوقت لتمديد تصاريح اللجوء الخاصة بنا. وهكذا تم لمّ شملنا".

"ولكن بعد ذلك، في يوم من الأيام اكتشفت أن إبني يعاني من نزيف في الفم، فأخذته إلى المستشفى. لكنهم قالوا أنهم لا يستطيعون مساعدته. فكانوا يعلمون أنه مصاب بالناعور، لكنهم طردونا وهددوا باستدعاء الشرطة. فبقينا تسعة أشهر من دون علاج [له]. لم نكن نعمل أو نتحدث اللغة الانكليزية في ذلك الوقت، ولكنني ظللت أنقله إلى المستشفى. ثم بدأت الجمعية اليسوعية لخدمة اللاجئين تطلب الدعم لنا. وأخيراً، وافق المستشفى [على علاج إبني]، ولكن عندما كنا هناك، ذكرت الممرضات مرة أخرى أننا أجانب. وبعد ذلك عندما ولد طفلي الثالث بنفس المشكلة، قالوا لنا مجدداً أنهم لا يملكون الدواء.

"وبحلول عام 2007، كانت الجمعية اليسوعية لخدمة اللاجئين تساعدنا طوال هذا الوقت، وأصبحنا نمثل عبئاً عليهم، فأرسلوا حالتنا إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وعندما ذهبت إلى هناك لأول مرة، تحدثت إلى مسؤولة خدمة اجتماعية لمدة خمس ساعات وقالت أنها تريد أن تحاول إعادة توطيننا. كانت أول دولة اقترحوها هي الولايات المتحدة. جاؤوا هنا لإجراء مقابلة معنا ومر كل شيء بسلاسة، ولكن عندما اكتشفوا أن الأطفال مصابون بالناعور، ظهر جلياً التغير في موقفهم. وبعد انتظار دام لمدة عامين تقريباً، رُفض طلبنا.

"بعد الولايات المتحدة، كان الدور على كندا، ولكن بعد أن سمعوا عن الأطفال، بدأوا يبحثون عن أخطاء في قصتنا، وبعد ذلك رفضوا طلبنا. واستغرق ذلك عاماً آخر ونصف. والجدبر بالذكر أنني حائزة على شهادة جامعية ولكنني اعتقدت أنني أفعل شيئاً خاطئاً خلال المقابلات. وأخيراً، عرضت المفوضية حالتنا على أستراليا. كان ذلك منذ سنة وبضعة أشهر .. ولكننا أجرينا المقابلة. نظروا في الموقف الطبي وقالوا أن العلاج سيكون مكلفاً، لكنهم تحدثوا إلى المفوضية في محاولة لإيجاد حل. ثم وصلتنا مكالمة منذ بضعة أسابيع لإخبارنا بأننا سنرحل في 30 يوليو. سمعنا اليوم فقط أننا سنذهب إلى مدينة بريسبن، ولكننا لا نعرف شيئاً عنها.

"نحن لا نملك شيئاً هنا في جنوب إفريقيا، لذلك لسنا مضطرين لتجهيز أي شيء. نحن غير مرغوب بنا هنا، ولم تنجح أي مساعٍ قمنا بها. في بعض الأحيان، كانت هناك حالات طوارئ خاصة بالأولاد. في كل مكان نذهب إليه، كنا نتابع الهاتف لأن المدرس قد يتصل بنا وأضطر إلى الذهاب إلى المدرسة. وفي كل مرة يصابون بنزيف، ينبغي إعطاءهم الدواء عن طريق الوريد، وهذا يكلف 2,300 راند أي 280 دولاراً، وأحيانا لم يكن لديهم الدواء على الإطلاق.
أنا سعيدة للغاية لأنني سوف أغادر هذا البلد، ولكنها كانت رحلة طويلة ومؤلمة".

* ليس إسمها الحقيقي

ks/cb-ais/bb

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join