تعد السخرة في أفران الطوب في أفغانستان شكلاً من أشكال الأعمال الخطرة الأكثر شيوعاً في البلاد. ففي تقرير صدر مؤخراً عن منظمة العمل الدولية، كان أكثر من نصف العاملين في أفران الطوب، والذين شملهم الاستطلاع، من الأطفال، ومعظمهم دون سن الرابعة عشرة من العمر. ويحصل عدد قليل منهم على أي نوع من التعليم الذي يمكنهم من تطوير المهارات اللازمة للخروج من العمل في الأفران. وعادة ما يبدأ معظم الأطفال بالعمل منذ سن السابعة أو الثامنة، ولا تتجاوز أعمار نحو 80 بالمائة منهم سن العاشرة. ووفقاً لمنظمة العمل الدولية، تعتمد أفران الطوب على عبودية الدَّين، فيتعلّق العمال وأسرهم بالفرن بسبب الحاجة إلى تسديد القروض التي اضطروا لأخذها للتمكن من تغطية الضروريات الأساسية، والنفقات الطبية، وحفلات الزفاف والجنازات.
وقد وجد تقرير منظمة العمل الدولية أن الاحتياجات المعيشية الأساسية تدفع بالأسر إلى أخذ العديد من القروض. فهي غالباً ما تلجأ إلى القروض لتحصل على غذاء لفصل الشتاء، وتسدّده على مدى موسم كامل. حيث أن 64 بالمائة من الأسر التي شملتها الدراسة عملت في الأفران لمدة 11 عاماً أو أكثر، و 35 بالمائة منها عملت هناك لأكثر من 20 عاماً. ويبقى العدد الدقيق للأفران في أفغانستان غير معروف، غير أن التقارير تشير إلى وجود 90 فرناً في منطقة سرخرود وحدها في محافظة نانغارهار، ويعمل في كل منها بين 150 و 200 طفل. وتقدر منظمة العمل الدولية أن ثمة 800 فرن في منطقة ده سبز في كابول.
ووفقاً لسارة كريمر، الكاتبة الرئيسية لتقرير منظمة العمل الدولية، تسعى الأسر إلى تجنيد أبنائها للعمل في الأفران منذ سن مبكرة بسبب الحاجة والفقر المدقع. فهناك أربع دورات سائدة في عالم السخرة في أفغانستان، تتمثل في الديون والضعف والتبعية والفقر.
bm/eo/cb-bb/amz