في تجربة سريرية في الهند والولايات المتحدة الأميركية، يجري وللمرة الأولى اختبار لقاح ضد داء الليشمانيا، وهو أحد أمراض المناطق المدارية الذي لطالما تم إهماله رغم أنه، بعد الملاريا، المرض الطفيلي الذي يحصد أكبر عدد من الضحايا، علماً أن النوع الحشوي منه هو الأكثر فتكاً. فأفاد الدكتور فرانكو بيازا من معهد بحوث الأمراض المعدية أن "الليشمانيا الحشوية تقتل 50,000 شخص سنوياً، 70 بالمئة منهم من الأطفال. ويمكن معالجة هذا المرض، إلا أن كلفته باهظة جداً وتصل إلى مئات الدولارات للشخص الواحد." وكان معهد بحوث الأمراض المعدية، وهو منظمة غير حكومية مقرها في سياتل، قد قام بتطوير اللقاح وذلك بتمويل من مؤسسة بيل وميليندا غيتس.
وداء الليشمانيا الحشوية، المعروف بكالازار أو الحمى السوداء، يصيب ما يقدر بنحو نصف مليون شخص أو أكثر سنوياً، وهو مرض شائع في الهند ونيبال وبنجلاديش والبرازيل والسودان. تنتشر مجموعة أمراض الليشمانيا بواسطة ذبابة الرمل الفاصدة، والتي تحمل طفيلي يصيب الكبد والطحال ونخاع العظام. ويقول فيليب ديجو، خبير في هذا المرض في منظمة وان وورلد هلث غير الربحية في سان فرانسيسكو أنه في حال تم ترك هذا الداء بدون أي علاج، فهو غالباً ما يقتل المصاب به.
وتقوم منظمة وان وورلد هلث بإدارة الجزء الذي تموله الولايات المتحدة من التجربة السريرية للقاح معهد بحوث الأمراض المعدية. أما الجزء الآخر فتديره شركة جينوڨا للصيدلة، وهي شركة هندية مقرها بيون، قام معهد بحوث الأمراض المعدية بنقل تقنيته إليها، بالتعاون مع جامعة الهندوس باناراس في فاراناسي. وقال سانجاي سينغ، الرئيس التنفيذي لجينوڨا: " لقد قمنا للتو بافتتاح مركز لصياغة [مرفق للبحوث والإنتاج] لقاحات ضد الأمراض المهملة في بيون، فإذا نجح اللقاح في كل الاختبارات، سنقوم بإنتاجه في الهند ليتمكن جميع المصابين بالليشمانيا من تحمل كلفة شرائه." وهذه الإصابة هي واحدة من أكثر من عشر إصابات، توضع في فئة "الأمراض المدارية المهملة"، وهي غالباً ما تصيب الناس في البلدان الاستوائية حيث قتل ما يقدر بنصف مليون شخص سنوياً، لأن العلاجات لأمراض كهذه قليلة جداً بسبب نقص التمويل الذي يسمح بإجراء البحوث اللازمة وإيجاد العلاجات الضرورية.
ويشارك 72 متطوعاً في الاختبار، غير أن العلماء يقولون أن الأمر سيستغرق سنوات من التجارب لطرح لقاح بأسعار معقولة للـ200 مليون نسمة المعرضين لخطر الإصابة بالليشمانيا في أنحاء العالم. فهذا المرض هو الأخطر في جنوب السودان، حيث يصعب حتى تنفيذ الطرق غير المكلفة نسبياً مثل الناموسيات المعالجة لحماية الناس من ذبابات الرمل المصابة، وذلك بسبب الفقر والنزاع المستمر. وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من انتشار الليشمانيا في بلدان لم تتأثر في السابق بسبب التهابات مشتركة بين فيروس نقص المناعة البشرية وداء الليشمانيا، في حين أن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ قد أفاد أنه يمكن لتغير المناخ أن يحفز أيضاً على انتشار المرض.
sb/pt/he-bb