1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Myanmar

ميانمار: مكافحة التغوط في العراء تطال القرية تلو الأخرى

A woman in front of her newly built latrine in Myanmar's west Bago Division Lynn Maung/IRIN

 أعلنت الحكومة البورمية أن ظاهرة التغوط في العراء قد توقفت كلياً في ثلاث قرى في مقاطعة باغو الغربية (كيوي تا باونغ، ومياوك ليت جيي، وهنغيت بياو تاو)، وذلك للمرة الأولى في ميانمار، وبعد سنة على بدء مشروع الصرف الصحي الشامل بقيادة المجتمع المحلي الذي أطلقه صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ووزارة الصحة. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال راميش شريستا، ممثل اليونيسيف في ميانمار أن "هذه خطوة كبيرة إلى الأمام، وهي تثبت أنه يمكن للمجتمعات التوقف عن ممارسة التبرز في العراء، وبناء المراحيض بمبادرة منهم".

والجدير بالذكر أن اليونيسيف والحكومة تعملان في 20 قريةً تابعة لثلاث بلدات، هي تاي كوني وبياي وبواك خاونغ، من أجل تعبئة العمل المجتمعي ضد التغوط في العراء. كما تم وضع خطط لتوسيع نطاق العمل ليشمل 15 بلدةً خلال العام المقبل، وذلك باستخدام التدريب العملي البصري والتجارب التوضيحية، لا سيما وأن توعية المجتمع جزء مهم من هذا البرنامج. كذلك، قام ياي أوو، أحد المجتمعات الزراعية الصغيرة حيث يقيم 300 شخص، بإحراز تقدم كبير أيضاً بعدما كان ما يقرب من ثلث السكان يتبرزون في العراء ويستخدمون بساتين الموز المحيطة بالقرية كمكان للتغوط. فوفقاً لثيت ناينغ، وهو أب لطفلين، لم يكن من السهل التأكد من أن هذا المجتمع خالٍ من التغوط في العراء. وأضاف أنه "حتى ولو بقيت أسرة واحدة فقط لا تستخدم المرحاض، ستظل قريتنا عرضة لخطر الإصابة بالإسهال". وحتى الآن أسرتان فقط من أصل 92 لم تقوما ببناء المراحيض. ويضيف ثيت ناينغ أنه لطالما كان الذباب آفةً منتشرةً وكان السكان يعانون من مشكلة الدوس على البراز وجلبه إلى ديارهم، مشيراً إلى أن نوبات الإسهال، أحد الأمراض القاتلة الرئيسية للأطفال دون سن الخامسة، كانت شائعة للغاية.

منهج يتبعه المجتمع المحلي

تتم تعبئة المجتمعات المحلية، في إطار مشروع الصرف الصحي الشامل بقيادة المجتمع المحلي، وتجري مساعدتها على إجراء تقييمات وتحاليل في ما يتعلّق بالتغوط في العراء، والشروع في استراتيجيات خاصة بها لتصبح خالية من التغوط في العراء. وقال شريستا: "إن منهج مشروع الصرف الصحي الشامل بقيادة المجتمع المحلي من شأنه أن يمكن ميانمار من تسريع وتيرة التقدم نحو تغطية أفضل لخدمات الصرف الصحي، ما يؤدي بشكل واضح إلى وضع صحي أفضل". كذلك يدرك هذا المنهج أن مجرد توفير مراحيض للمستفيدين لا يضمن استخدامها بالضرورة، أو يؤدي إلى تحسين الصرف الصحي والنظافة الصحية. وكانت المناهج السابقة قد وضعت معايير عالية، وقدمت الدعم المالي كحافز. وفي الثمانينات، ركزت معظم جهود الحكومة البورمية على تشجيع المراحيض البئرية المهواة، بدلاً من القضاء على التغوط في العراء، ولكن الدراسات الحديثة تكشف عن تفاوت في تبني هذه الفكرة، ومشاكل الاستدامة على المدى الطويل، واستخدام المستفيدين لها بشكل جزئي فقط. كما خلق هذا المنهج ثقافة الاعتماد على الدعم المالي، في حين استمر التغوط في العراء ودورة انتقال التلوث من البراز إلى الفم في نشر الأمراض.

استمرار التغوط في العراء

وبالرغم من الإعلان الصادر مؤخراً، ما زالت هناك تحديات هائلة تعيق القضاء على التغوط في العراء. فقد أشار تقرير مشترك تم تحديثه بواسطة منظمة الصحة العالمية واليونيسيف في عام 2012 إلى أن حوالى 8 بالمائة من سكان المناطق الريفية في ميانمار ما زالوا يمارسون التبرز في العراء، مقابل 1 بالمائة في المناطق الحضرية. من جهة أخرى، وجد مسح منفصل أجرته اليونيسيف مع وزارة الصحة، وغطى 6,000 أسرة في 24 بلدةً عبر تسع ولايات ومناطق في ميانمار، أن أكثر من 7 بالمائة من العائلات تتبرز في العراء، سواء في الحقول أو في مجمّعاتهم الخاصة بالعائلات. هذا وقد ذكر 62 بالمائة من هؤلاء، أن واحداً من أفراد الأسرة على الأقل يعمل في الحقل، وقال 85 بالمائة أنه لا توجد مراحيض في الحقول، بينما أشار 6 بالمائة إلى عدم قدرتهم على استخدام المراحيض الكائنة في المنازل لمدة أربعة أسابيع تقريباً من كل عام، بسبب الفيضانات في أغلب الأحيان. ونتيجةً لذلك، يتبرز حوالى 42 بالمائة في العراء خلال تلك الفترة، وفقاً للدراسة الاستقصائية.

وتجدر الإشارة إلى أن البيئات غير الصحية تسمح بانتشار الجراثيم المسببة للإسهال بسرعة أكبر. فقد أفاد أحد العاملين الصحيين الحكوميين أن "المراحيض الواقية من الذباب هامة جداً. وبما أن معدلات استخدام تلك المراحيض كانت منخفضة في السابق، فإن سكان هذه المنطقة أكثر عرضة للإصابة بالإسهال". ووفقاً لليونيسف، ما زال الإسهال سبباً رئيسياً لوفيات الأطفال في ميانمار. هذا وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 40 بالمائة من سكان العالم يمارسون التغوط في العراء، ما يؤدي إلى موت حوالى مليوني نسمة في العام الواحد بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، علماً أن معظم الضحايا هم من الأطفال الذين يموتون بسبب مجموعة متنوعة من الأمراض المعوية كالزحار، وتنجم عن دخول البراز البشري إلى أجسادهم مع الطعام.

lm/ds/he-ais/bb

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join