1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Somalia

الصومال: سرد القصة بالرغم من كل الصعاب

Jaffer Mohamed Kukay, a Somali journalist who is now a refugee in Djibouti Abdi Hassan/IRIN
Un journaliste somalien exilé

لا تزال وسائل الإعلام المستقلة تعمل في العاصمة الصومالية مقديشو، على الرغم من مقتل اثنين من الصحفيين منذ بداية العام الحالي، وهروب 50 آخرين إلى المنفى بعد تلقيهم تهديدات بالقتل. ويقول مسؤولون أن هناك عشر محطات إذاعية ومحطة تلفزيونية واحدة تعمل في المدينة.

وأكد محمد لاجيفيانا بانان، وهو صحافي يعمل في مقديشو، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أن "سبع محطات إذاعية مستقلة اضطرت لإغلاق مكاتبها بسبب نقص الموظفين، أو الاستيلاء عليها من قبل الجماعات المتقاتلة، وكون المحطات المتبقية لا تزال تعمل يعتبر معجزة حقيقية".

من جهته، قال برهان الدين فرح، وهو صحافي إذاعي: "أنا لم أر عائلتي طوال الأشهر العشر الماضية بسبب التهديدات بقتلي، ومن الصعب أن تعرف هوية العدو، بل أن كل ما يحدث هو أنك تتلقى مكالمة هاتفية أو رسالة تقول لك ‘نحن نعرف مكان عملك ومحل إقامتك'".

وذكر فرح أنه ينام في المكتب في بعض الأيام، ومع الأصدقاء في أوقات أخرى. "يجب أن أكون في حالة تنقل دائم ولا استخدم نفس الطريق مرتين"، مضيفاً أنه خسر 10 أصدقاء وزملاء قتلوا منذ عام 2006، و"كانت جريمتهم الوحيدة هي تغطية القصة".

وتعرف فرح ذات مرة على شابين أُرسلا لقتله. "كانا صريحين جداً بشأن هذا الموضوع وقالا لي أنني كنت هدفاً ولكنهما لم يعودا مهتمين بأمري".

ولا يعتبر الصحفيون الإذاعيون الوحيدين المستهدفين؛ بل يتم استهداف الصحفيين الذين يعملون في مواقع على الانترنت، وفقاً لمحمد عبدي، الذي يسهم بالكتابة في أحد المواقع الصومالية، والذي قال: "يستمع الصوماليون كثيراً للراديو، ولكنهم يتصفحون مواقع الإنترنت أيضاً، وهذا يخلق مشاكل لأشخاص مثلي اعتادوا على الاختباء وراء الكلمة المكتوبة"، مضيفاً أن الأطراف المتحاربة في هذا البلد تعرف في جميع الأحوال تقريباً من كتب ماذا، "فهذه هي الصومال، ليست هناك أسرار".

وأضاف عبدي أن العديد من زملائه تركوا المهنة بسبب الخوف "ولكنها مصدر رزقنا، وقد تكون السبيل الوحيد الذي نعرفه لكسب عيشنا".

من جهته، قال محمد علي، وهو عضو تنفيذي في الاتحاد الوطني للصحفيين الصوماليين، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن مضايقة وترهيب الصحفيين شيء مستمر في مقديشو، "فكل طرف يريد تخويفك لتكتب التقارير التي تلائمه".

لا تحقيق في جرائم القتل

أفاد محمد علي أنه من المؤكد أن مقديشو تعتبر أخطر مكان للعمل الصحفي. فوفقاً لمؤشر الإفلات من العقاب الذي أعدته لجنة حماية الصحفيين في عام 2011، العراق هي الدولة الوحيدة التي تأتي في مرتبة تسبق الصومال في قائمة البلدان التي ينتشر فيها قتل العاملين بوسائل الإعلام ولا يتم التحقيق في تلك الجرائم.

وأكد محمد علي أنه "لم يسبق لشخص واحد أن اعتُقِل أو أدين بتهمة قتل أو تهديد صحفيين". وأضاف أن من يعتقد أن بوسعه إقناع الصحفيين بالانحياز إليه مخطأ، "فنحن لا نساند أي فريق، وسوف نستمر في سرد قصة الصومال والصوماليين بحلوها ومرها".

وفي السياق نفسه، أفاد ناشط في المجتمع المدني طلب عدم ذكر إسمه أن طرفي النزاع - الحكومة والمتمردين - يضايقان ويرهبان الصحفيين، "ولكن القتل يتم من جانب واحد؛ فحركة الشباب هي الفريق الوحيد الذي يتعمد استهداف الصحفيين وقتلهم".

وأفاد أن الحكومة عادة ما "تعتقل الصحفيين أو تغلق محطة إذاعية، ولكن ليس لدينا سابقة لقيامها بقتل صحفيين حتى الآن، ومن غير المجدي استهداف الصحفيين لأنك إذا قتلت أو طاردت أحدهم سيأتي آخر ليسد الفراغ".

وأضاف أن الجماعات المتقاتلة تهدف إلى إسكات الصحفيين والتأكد من عدم توثيق جرائمها واستخدمها ضدها في المستقبل. وهو ما أكده محمد علي بقوله: "لقد وردت التقارير الأولى عن المجاعة عن طريق صحفيين صوماليين متواجدين في أماكن كان من المؤكد أن يُقتلوا فيها إذا علم المسيطرون عليها أنهم كشفوا النقاب عن ذلك، ولولاهم لما عرف العالم بقصة ضحايا المجاعة أو ربما كان سيعلم بها في نهاية المطاف بعد أن يكون الوقت قد تأخر بالنسبة للكثير من الضحايا".


ah/mw-ais/amz


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join