1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Lebanon

لبنان: خطوة صغيرة نحو محو الأمية

In Aleswa al-hasana workshop, on the exterme right, Khadija Assaad poses with with her sisters and in-laws all members of the NGO Patricia Khoder/IRIN

قبل سبع سنوات، بدأت خديجة أسعد تحفيظ القرآن الكريم للفتيات في قرية وادي جاموس اللبنانية النائية في منطقة عكار، بالمحافظة الشمالية دون أن تكون لديها أدنى فكرة عن مدى تأثير هذه المبادرة على مجتمعها الفقير في نهاية المطاف.

وقد تحدثت لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن تجربتها قائلة: "اعتدت القيام بذلك في المنزل، وبعد أن زاد عدد النساء الأميات في وادي جاموس اللواتي قصدنني لتعليمهن القراءة، ذهبت لرؤية رئيس البلدية خضر عبد القادر عكاري، الذي خصص لنا غرفة في مبنى البلدية، وبدأ عددنا يكبر شيئاً فشيئاً. تعرفت على مسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية في عكار، وحضرت دورة تدريبية لتعليم البالغين الأميين، وحصلت على بعض الكتب لاستخدامها في التدريس".

لم تتلق خديجة أي تعليم جامعي أو ثانوي، بل تعلمت القراءة فقط في المدارس الابتدائية. ومثل معظم الفتيات في قريتها، تزوجت في سن مبكرة، وقضت معظم وقتها في المنزل. وتبلغ خديجة الآن 42 عاماً ولم تصبح أماً بعد مما ولَّد لديها، حسب قولها، شعوراً بالعار في هذا المجتمع الريفي التقليدي وجعلها تسعى لتحقيق شيئ أكبر لنفسها ولنساء القرية. وقد كان هذا ما دفعها للتفكير في تأسيس منظمة غير حكومية في عام 2008 تحت اسم "جمعية الأسوة الحسنة".

وتحدثت خديجة عن هذه التجربة قائلة: "لقد غيرت حياتي كلها وحياة النساء اللواتي لم يكن قادرات على القراءة قبل الالتحاق بالفصول الدراسية بالجمعية...إن حياة النساء صعبة للغاية في هذه المنطقة. فهن يقضين وقتهن في العمل في المنازل أو في الحقول، ولكن عندما تتعلم الفتاة كيف تقرأ، فإنها لا تقتصر فقط على الذهاب لقطف الزيتون في الحقول، بل تتغير آفاقها ويصبح بإمكانها القيام بوظائف أخرى داخل منزلها مثل الخياطة أو تصفيف الشعر أو التخصص في التجميل".

وافتتحت خديجة أخيراً ورشة خياطة للمساعدة في تمويل برنامج محو الأمية وتقديم فرص للمزيد من نساء القرية للعمل خارج المنزل، وساعدها في ذلك أحد أشقائها الذي تبرع لها بالمكتب. وقد قامت جمعية الأسوة الحسنة  حتى الآن بتدريب 120 فتاة وإمرأة في القرية على القراءة.

وفي نهاية عام 2009، زار وفد من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) القرية لتقييم مشاريع خاصة برعاية الطفل، وقرر الوفد مساعدة خديجة على إطلاق مبادرة لبيع الملابس المنتجة في ورشتها، مقابل استخدام العائدات لتمويل دورات خاصة للطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم.

وبعد عدة أشهر، التقت خديجة بلوكا بابيني، وهو مصور إيطالي يعمل في نيويورك وكان في مهمة في لبنان لصالح شركة الجينز التركية أورتا بلو. وبعد أن سمعت أورتابلو عن المشروع من بابيني، قررت الدخول في شراكة مع خديجة لتنفيذ مشروع جديد يتيح للنساء العاملات في جمعية الأسوة الحسنة تصنيع الزي المدرسي للأطفال في أفريقيا. وتبرعت الشركة بـ 12 ماكينة خياطة جديدة وزودت النساء بقماش الجينز لتصنيع الزي المدرسي، وتم التبرع ببعضه لتلاميذ المدارس في القرية.

وستقوم النساء خلال هذا الصيف بخياطة الزي المدرسي للطلاب في سيراليون. وتعلق خديجة على ما حققته قائلة: "ليس لدي أطفال ولكنني أعرف أن ما أقوم به قد غير مجتمعي نحو الأفضل...إن الناس يعتبرونني أسوة لهم الآن. ومنذ أن بدأت العمل، وأنا أشعر بأنني بدأت حياة جديدة. فقد كنت أشعر بملل فظيع قبل ذلك".

pk/eo/cb-ais/amz


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join